طريقة الحوثيين المفضلة.. الطائرات المسيرة أداة المليشيات في تنفيذ أجندة إيران ضد إقليم كوردستان
وأكدت وزارة الداخلية في الإقليم أن مطار أربيل الدولي استهدف بطائرة مسيرة تحمل مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار، حيث استهدفت مقر قوات التحالف داخل المطار دون تسجيل أي خسائر بشرية، مشيرة إلى أن التحقيقات ما تزال مستمرة لمعرفة مصدر وجهة إطلاق المسيرة.
ورغم مرور ساعات على الهجمات، فإن خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع العراقية لم تصدر أي بيان لتوضيح حقيقة ما جرى، فضلا عن امتناع أكثر من مسؤول أمني عن الإدلاء بأي معلومات.
تحقيقات اتحادية
أما الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول، فأشار في تغريدة على تويتر إلى أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي أمر بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي حدثت في أربيل ومناطق أخرى، مضيفا أن هذا النوع من الأعمال التي وصفها بـ (الإرهابية) والتي تجري في شهر رمضان المبارك هدفها زعزعة الأمن.
وأجرى رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، اتصالات هاتفية مع رئيسي الحكومة والبرلمان العراقي، الكاظمي ومحمد الحلبوسي، بحث فيها منع تكرار الهجمات على أربيل، وضرورة حمايتها من خطر الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.
ويعد هذا الهجوم، الثاني من نوعه خلال العام الحالي، إذ قتل متعاقد مدني أجنبي وجرح خمسة آخرون بالإضافة إلى جندي أمريكي، بهجوم بصواريخ استهدف قاعدة للتحالف قرب مطار أربيل منتصف فبراير/شباط الماضي، سبقه هجوم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أيضاً.
وأعلنت السلطات الأمنية في إقليم كوردستان في مارس/آذار الماضي، نتائج التحقيق بالقصف الصاروخي في شباط / فبراير، وعرضت اعترافاً لأحد المنفذين الذي أكد ارتباطه بميليشيا كتائب سيد الشهداء.
تفاهمات أزعجت المليشيات
مراقبون للشأن الأمني يرون أن التفاهمات الأخيرة والتقارب الحاصل بين بغداد وأربيل في جملة ملفات، مثل الموازنة المالية وأزمة النفط، وملف قضاء شنگال (سنجار)، والتحرك الحاصل لتنفيذ الاتفاق المبرم بين الطرفين، أغضب الميليشيات التابعة لإيران، وحفزها لاستهداف الإقليم أكثر من مرة، بناءً على أوامر إيرانية ترى في هذا التفاهم تهديداً لنفوذها، خاصة في ظل عدم امتلاك المجموعات المسلحة أي نفوذ لها داخل أراضي الإقليم.
من جهته، يرى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية هه ريم كمال خورشيد، أن الحكومة العراقية والمؤسسات الأمنية تعلم الجهات المستهدفة لمطار أربيل، ويعد الهجوم امتداداً لاستهداف البعثات الدولية وقواعد قوات التحالف الدولي، مشيراً إلى أن ذلك أضر كثيرا بسمعة العراق أمام المجتمع الدولي.
وأضاف خورشيد في تصريح صحفي، أن «الفصائل المسلحة باتت أداة لتنفيذ الأجندات الإقليمية والخارجية»، لافتا إلى أن «الهجمات تنطلق عادة من المناطق المحاذية للإقليم وخاصة من الجهات التي تنتشر فيها هذه المجموعات المسلحة على الحدود بين الإقليم والمحافظات الأخرى».
وأشار إلى أنه «لا يمكن لأحد أن ينقل طائرات مسيرة أو صواريخ ما لم يكن على قدر كبير من الحماية».
الطائرات المسيرة «تكتيك» إيراني
ويعد استخدام الطائرات المسيرة، أحد الطرق المفضلة لدى جماعة أنصار الله «الحوثيين» الموالين لإيران، حيث تلقوا خلال السنوات الماضية، تدريبا على استخدام الطائرات المسيرة على يد أعضاء من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وكانت المليشيات التابعة لإيران بدأت في استخدام الطائرات المسيرة خلال عامي 2014 و2015 أثناء معارك استعادة مناطق من قبضة تنظيم داعش، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام تلك الطائرات في استهداف القوات الأمريكية داخل الأراضي العراقية.
وزادت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن بدرجة كبيرة الفترة الماضية، من هجماتها الإرهابية باستخدام الطائرات المسيرة، حيث هاجمت مطارات ومنشآت نفطية في السعودية.
كما لعبت الطائرات المسيرة دورا بارزا ضمن تهديدات إيران سواء لحركة الملاحة الدولية، أو شن ضربات ضد منشآت مدنية لدول الجوار، أو استهداف المصالح الأمريكية وقواعدها في العراق.
مصانع في جرف الصخر
بدوره، ذكر مصدر مطلع، أن «الطائرات المسيرة دخلت بقوة ضمن أدوات المجموعات المسلحة ، التي تستخدمها الميليشيات، حيث تمثل منطقة جرف الصخر، في محافظة بابل، ملاذاً آمناً لهذا النوع من الطائرات، في ظل سيطرة ميليشيات كتائب حزب الله على تلك المنطقة، ومنع النازحين من العودة إليها».
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه أن «المواد الأولية لتلك الطائرات تأتي من طهران، وتصنع في معامل داخل الجرف، حيث يزورها خبراء إيرانيون بين الحين والآخر، للإطلاع على سير الأعمال، حيث نفذت تلك المجموعات عدة هجمات خلال الفترة الماضية، استهدفت المنشآت النفطية في السعودية».
ولفت إلى أن «الولايات المتحدة قد تعزز الدفاعات في الإقليم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، مع فرض عقوبات إضافية أو استهداف لتلك المجموعات، ضمن إجراءات عقابية».
وفي موازنة العراق للعام الحالي ٢٠١٩ خُصص مبلغ قدره ٦٠٠ مليون دولار أمريكي من قبل بنك الصادرات الدولية لوزارة الدفاع العراقية حسب نظام الدفع الآجل، لشراء الأسلحة والاعتدة والمعدات العسكرية، حيث تشير المعلومات الواردة إلى أن وزارة الدفاع خصصت ٣٠٠ مليون دولار من هذا المبلغ لقيادة طيران الجيش بهدف شراء طائرات مسيرة مقاتلة بدون طيار من طراز CH5 إنتاج شركة بولي الصينية، وتصل مسافة طيرانها إلى ٢٠٠٠ كيلومتر، وتحمل ١٦ صاروخا موجها بالليزر.
وأثارت تلك الأنباء حينها مخاوف من وصول تلك الطائرات إلى الميليشيات المسلحة، في ظل الاختراق الحاصل للمؤسسة العسكرية العراقية.
basnews