• Thursday, 28 March 2024
logo

المدنيون ضحايا قتال PKK وتركيا في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان

 المدنيون ضحايا قتال PKK وتركيا في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان
سلط تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، الضوء على الخسائر البشرية التي يتكبدها المدنيون الكورد جراء القتال الدائر بين تركيا ومسلحي حزب العمال الكوردستاني PKK، في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان.

ويتواصل القتال بين PKK (وهو حزب كوردي تركي) والدولة التركية منذ عقود، لكن القتال راح ضحيته الكثير من المدنيين في المناطق الحدودية بإقليم كوردستان، كما انقطعت سبل العيش عن الكثير من العائلات التي اضطرت إلى النزوح تحت وطأة المعارك والضربات التركية، بحسب الصحيفة.

ويشير التقرير إلى قائمة متزايدة من الضحايا المدنيين مع تصعيد تركيا لمعركتها الطويلة ضد مسلحي PKK الكورد خارج حدودها، مشيرة إلى أن الصراع أودى بحياة المدنيين الكورد أكثر من أي وقت مضى منذ انهيار وقف إطلاق النار (بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني) في عام 2015، وفقا لبيانات من منظمة إير وورس، التي أوردت مقتل ما بين 27 و33 مدنياً من مواطني إقليم كوردستان وجرح 23 شخصا، العام الماضي، أي ما يزيد عن ضعف عدد القتلى المدنيين في عام 2019.

وأوردت الصحيفة شهادات عدد من سكان منطقة آميدي (العمادية) في جبال زاغروس، تلك السلسلة الجبلية الممتدة في منطقة كوردستان بين تركيا والعراق، والتي تتعرض لضربات من الطائرات بدون طيار التركية منذ أن صعدت الأخيرة حملتها ضد PKK، في حزيران / يونيو من العام الماضي.

ويشاهد السكان في أميدي، وغيرها من المناطق المستهدفة، الطائرات التركية بدون طيار وهي تحلق بصمت فوق قمم الجبال، ويقول السكان إن الضربات أصابت حتى الآن حوالي 70 في المئة من قمم المنطقة الوعرة.

ويشير التقرير إلى قصة مقتل ثلاثة أصدقاء ، من بينهم رجل يدعى محسن سبيري، والعثور على جثثهم ممزقة إلى أشلاء بعد تعرضهم لغارة بطائرة مسيرة تركية أثناء قيامهم برحلة صيد للأسماك وجمع العسل البري والفطر.

ونقلت الصحيفة عن مصدر بوزارة الدفاع قوله إن العمليات التركية تستهدف فقط «العناصر الإرهابية»، وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع إصابة المدنيين.

ونجحت العمليات الجوية التركية في ضرب كبار قادة الحزب، ما أسفر عن مقتل عدد أكبر منهم في عام 2020 أكثر من أي وقت مضى، بحسب تقرير الغارديان، لكن بعض الأسر، ومنها أسرة سبيري تقول إنه لا توجد مساءلة عن الضربات التي تصيب المدنيين وتقتلهم.

وتسبب زيادة العنف في إحداث صدمة في جميع أنحاء أميدي ولجأت العديد من العائلات إلى مراكز المقاطعات مثل مدينة ديرلوك، ومن بينها عائلة سبيري، لكن هذا أيضا أدى إلى اكتظاظ تلك المناطق ونقص فرص العمل فيها.

وبسبب محدودية الفرص الاقتصادية، يضطر العديد منهم إلى العودة للجبال (التي كان يطلق عليها في زمن صدام حسين «المنطقة المحظورة»)، من أجل بيع الأعشاب البرية والفطر والعسل، وهو مصدر دخل كبير.

وأدى تجدد القتال بين PKK وتركيا إلى إفراغ ما يقدر بنحو 400 قرية وقتل ما يقرب من 100 مدني حتى الآن.

وقال نجل محسن سبيري: «كل ما نريده هو كسب لقمة العيش على أرضنا، لكن أوطاننا تحولت إلى ساحة للألعاب السياسية وألعاب القوة. كل من الأتراك وPKK ملطخة أيديهم بدماء الأبرياء».

أحمد نورالدين محي الدين، الذي قُتل شقيقه وابن أخيه أثناء بحثهما عن الطعام في أحد الأودية، قال: «نحن خائفون للغاية من البحث عن الطعام في المنطقة الآن، على الرغم من أنه يتعين علينا ذلك للبقاء على قيد الحياة. لا يوجد سبب لوجود PKK أو تركيا هنا. .. إنهم موجودون هنا فقط ليدمروا حياتنا».

تمار أمين، فقد ابنته ووالدته أثناء القتال عام 1997، وقُتل ابنه في غارة تركية، عام 2017، تاركا أحفاده الستة من دون أب، ثم فقد هو ساقه اليمنى في عام 2018 بعد أن داس على لغم يعتقد أن PKK زرعه.

ويستخدم حزب العمال الكوردستاني PKK، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، الجبال في شمال العراق لتدريب مسلحيه خلال قتاله ضد تركيا.

وبدأت تركيا في تصعيد هجماتها على المنظمة في العراق، في يونيو/حزيران الماضي مستهدفة مواقعها العسكرية في جبال قنديل وشنگال (سنجار) بالإضافة إلى مواقع أخرى يتواجد فيها مسلحوها.

وأدت المعارك بين تركيا وPKK ، منذ اندلاعها عام 1984، إلى مقتل حوالي 40 ألف شخص.





باسنيوز
Top