لتجنب حرب "كارثية" مع إيران.. "نصيحة" إلى بايدن
واعتبرت المجلة الاميركية في تقرير ان بايدن الذي يسير على طريق تغيير واسع في اداء الرئاسة، عليه ان يتعلم من دروس عهد الرئيس الاسبق ليندون جونسون، بأن التركيز على اجندة عمل محلية كثيرا، من الممكن ان تطغى عليها كارثة تصيب السياسة الخارجية، وانه من اجل تجنب ذلك، عليه ادارة تحديات السياسة الخارجية بدهاء ديبلوماسي، والقيام بخطوات جريئة لاحتواء مخاطر الحرب.
وبعدما اشارت الى ان المقارنة تتزايد بين بايدن وبين الرئيس جونسون، ذكرت بأن جونسون خلال عهده حقق انجازات تتعلق بقانون الحقوق المدنية من خلال الكونغرس لتجريم التمييز، كما ان اصلاحاته الاجتماعية قلصت مستويات الفقر وخلص شبكات التأمين الصحي للاميركيين، لكن برامجه التحولية الداخلية طغت عليها كارثة في السياسة الخارجية.
وتحدث التقرير عن الانخراط المتزايد في حرب فيتنام والتي ارسل مئات الاف الجنود الاميركيين ليقتلوا ويقتلوا فيها في حرب ميؤوس منها، وهي حرب ساهمت في تسميم الراي العام الاميركي ازاء الرئيس جونسون والقت بظلالها على انجازاتها الداخلية، ما أجبر جونسون على التراجع عن الترشح باسم الحزب الديمقراطي في العام 1968.
وذكر التقرير ان "الرئيس بايدن ورث موقفا متدهورا مع ايران من سلفه دونالد ترامب. وبعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وموجة من التخريب والاغتيالات ضد قادة ايرانيين، فان ايران سرعت بشكل كبير برنامجها النووي وزادت مواجهاتها في العراق والخليج".
وفي ظل غياب تسوية ديبلوماسية، فان بايدن قد يجد نفسه مستدرجا الى مواجهة مباشرة. وأجبرت هجمات الصواريخ التي اطلقتها فصائل مرتبطة بايران، بايدن على اعطاء اوامر بتنفيذ بالرد بضربات في سوريا من دون تفويض من الكونغرس.
وتابع ان اي شرارة اضافية في العراق او في انحاء المنطقة، قد تؤدي الى تصعيد سيكون من الصعب عكس مساره. وقد يجبر تسريع ايران لبرنامجها النووي، بايدن على خيار خاسر: القبول بايران على عتبة امتلاك سلاح نووي، او شن حرب قد تؤدي الى تدمير المعرفة النووية لايران وتكون في الوقت نفسه أكثر كارثية من غزو العراق المجاور في العام 2003.
واشار الى ان فريق بايدن يضم العديد من الديبلوماسيين الذين تفاوضوا حول الاتفاق النووي وهم يعرفون قيمته، مضيفا ان بايدن تأخر في العودة الى الاتفاقية وان فريقه سمح بمحاصرته من قبل "الصقور في الكونغرس" الذين يأملون بأن يفرضوا عقبات لعرقلة الطريق نحو العودة الى الاتفاقية.
كما تحدث التقرير عن ان القوى الايرانية المنقسمة، موحدة الان في موقفها ضد اي خطوة اولى من جانب ايران لتقديم تنازلات، وان أنظارهم باتت متجهة نحو الانتخابات الرئاسية الايرانية في 18 يونيو/حزيران.
ورأى التقرير ان الانتخابات الايرانية ستجلب بحرا من التغييرات في علاقة ايران بالولايات المتحدة، مشيرا الى ان مصير "البطة العرجاء"، اي الرئيس الايراني حسن روحاني، مرتبط بالكامل بمصير الاتفاق النووي، الا ان خليفته لن يكون على الارجح مرتبطا بهذا المستوى، وقد يخوض حملة دعائية ايضا لانتقاد الانخراط الفاشل مع الولايات المتحدة. وبكل الاحوال، فانهم سيحاولون الا يربطوا مصيرهم باتفاقية نووية مقيدة لهم لم تلتزم بتعهداتها بتخفيف العقوبات عنهم.
وتابع انه "مع استقرار الاقتصاد الايراني والعديد من الاوراق النووية التي ما زالت بين يدي ايران لتعلب بها، فان بايدن يمكن ان يجد نفسه من دون خيارات ديبلوماسية قوية، وامام ازمة نووية تحتاج الى اخمادها سريعا".
واضاف ان بايدن قد يجد نفسه امام خيار اتفاق "اقصر واضعف" بينما ايران على حافة امتلاك سلاح نووي، او امام حرب كارثية تستهلك رئاسة بايدن.
وكان امام الرئيس جونسون العديد من الفرص من اجل اخماد حرب فيتنام، لكنه فشل في التقاطها. وبالمثل، فان بايدن لديه خيار واضح لنزع فتيل الازمة النووية مع ايران قبل ان تتدحرج كرة الثلج الى خارج السيطرة. واذا فعل ذلك، فانه قد يخلق خلافا مع بعض النواب، لكن "بايدن هو الرئيس"، كما ان الكونغرس ليس الجهة التي سيتحتم عليها التعامل مع تداعيات الاتفاق النووي، وانما بايدن نفسه.
وعوضا عن اتباع طريق الرئيس جونسون والسماح للحرب بان تلقي بظلالها على الاصلاحات الجريئة والتاريخية التي يقوم بها داخليا، يتحتم على بايدن ان يوجه فريقه لاتخاذ كل ما يتطلبه من اجراءات لاستعادة الالتزام الاميركي والايراني بالاتفاق النووي قبل ان تتفاقم المشكلة. واي شيء اقل من ذلك، سيجعل من التحدي الايراني اكثر صعوبة، عندما تصبح السياسة في ايران اقل قبولا لاي تسوية مع الولايات المتحدة.
وختم تقرير "نيوزويك" بالقول ان بادين برهن انه يدير اصلاحات جريئة في الشؤون الداخلية الاميركية، وقد حان الوقت ليوازي هذه الجرأة بعمل دولي قوي، يبدأ مع ايران.
شفق نيوز