• Sunday, 22 December 2024
logo

قرية بيديال في بارزان.. نموذج للتعايش بين المسيحيين والمسلمين بإقليم كوردستان

قرية بيديال في بارزان.. نموذج للتعايش بين المسيحيين والمسلمين بإقليم كوردستان
توجد في قرية بيديال في منطقة بارزان بإقليم كوردستان كنيسة واحدة صغيرة فيها ثمانية بيوت لمواطنين مسيحيين، حيث بدأ بناء هذه الكنيسة سنة 1999 بتوجيه من رئيس حكومة إقليم كوردستان وقتها نيجيرفان بارزاني.

مراسم افتتاح كنيسة بيديال جرت في 6 تشرين الثاني 2000 من قبل رئيس حكومة إقليم كوردستان وقتها نيجيرفان بارزاني، ومحافظ أربيل وقتها فرنسو حريري، إلى جانب إطلاق حملة تشجير.

وقال حينها نيجيرفان بارزاني خلال مراسم افتتاح الكنيسة: "جئنا إلى بيديال لافتتاح هذه الكنيسة، لبيديال خصوصيتها التي تتمثل في أخواننا المسيحيين الذين يقطنون هذه القرية، كما انها علامة بارزة في العدالة والتسامح الديني التي تعم منطقة بارزان، ومن دواعي الشرف العظيم أن نتبع هذا النهج وهذا التسامح الديني المنتشر في منطقة بارزان".

محافظ أربيل الأسبق فرنسو حريري قال: "بعد بيان 11 آذار، أعاد البارزاني الخالد إعمار عدد من المساجد التي دمرتها الحكومات المتعاقبة، ثم ارسل في طلبي وقال لي أريد أيضاً إعادة اعمار عدد من الكنائس المدمرة في كوردستان، منها كنيسة مار كوركيس".

تقع المنطقة على مسافة 160 كيلومتراً شمال شرق مدينة أربيل، وفيها ثلاث قرى مسيحية وكان مصطفى بارزاني قد ساعدها في السابق على ترميم كنائسها وتوفير حاجات مسيحيي هذه القرى.

يقول إيفان جانو وهو معلم، إنه "تم ترميمها مرتين في السبعينيات على يد المرحوم ملا مصطفى بارزاني، حيث خصص حينها مبلغاً من المال ليس فقط لكنائس منطقتنا، بل لكل كنائس إقليم كوردستان التي كانت قد تضررت كثيراً، ومن بين الكنائس التي جرى ترميمها كانت كنيسة مار جرجس في قرية بيديال، وكنيسة مار أورهان في قرية هاوديان".

أقام مسيحيو الشرق الآشوريين في أيار 2019 في مدينة ديانا بجنوب كوردستان، مناسبة سينودوس، وتم أيضاً توسيع كنيسة ديانا وترميمها، وجرى افتتاحها من قبل الرئيس الروحي لكنيسة الشرق الآشورية، البطريرك مار كوركيس الثالث، وشارك في تلك المراسم جميع مطارنة الكنيسة الشرقية العالمية وعددهم 16 مطراناً.

يبلغ تعداد مسيحيي ديانا نحو 500 نسمة، وتوجد في المنطقة ثلاث كنائس يديرها قس واحد هو القس يترون يونان.

يترون يونان، وهو قس كنائس ديانا وهاوديان وبيديال قال إن "زيارة المطارنة من أوروبا وأميركا واستراليا إلى كوردستان هو دعم لنا للبقاء هنا، يدعموننا لعدم ترك هذه الأرض والذهاب للخارج، هذه أرضنا، إنها دارنا، لذلك يجب أن نهتم بهذه الأرض أكثر مما نهتم بأوروبا وأميركا واستراليا، أنا هنا منذ 20 عاماً تقريباً وأقدم خدماتي للقرى الثلاث ولم يحدث أن تدخل أحدهم في شؤوني، هذا عمل خاص، ونحن ننظم مراسمنا وأحياناً يساعدنا أخواننا المسلمون".

يبلغ عدد مسيحيي إقليم كوردستان نحو 300 ألف نسمة، ولديهم 266 كنيسة يمارسون فيها عباداتهم وطقوسهم الدينية.

خلال الفترة بين عامي 2018 و2020 تم بناء ثلاث كنائس وقاعة ثقافية، وأنفقت حكومة إقليم كوردستان ملياراً و500 مليون دينار على ترميم الكنائس.

فيما قال خالد جمال، وهو مدير عام شؤون المسيحيين: "كنا ننفذ المشاريع حسب الميزانية المخصصة من جانب وزارة المالية في حكومة إقليم كوردستان لمديريتنا، كما كنا نتلقى مساعدات في السابق سواء على المستوى الشخصي أو غير ذلك، وكان يبلغ في بعض السنوات ملياراً وفي أخرى ملياراً ونصف المليار دينار كنا ننفقها على الكنائس".

في مطلع التسعينيات كان عدد سكان العراق 18 مليون نسمة، بينهم مليونا مسيحي، لكن التوترات والصراعات الطائفية التي اندلعت في العراق عام 2005، أسفرت عن قتل 1242 مسيحياً وهدم 98 كنيسة وتدميرها، وفي العام 2014 تراجع عدد المسيحيين في العراق إلى نحو 700 ألف نسمة، ونزح أغلبهم إلى إقليم كوردستان أو هاجروا إلى دول آسيا وأوروبا.

في الموصل، دمر تنظيم داعش جميع القرى المسيحية، ما اضطر 138 ألف مسيحي للنزوح إلى إقليم كوردستان.

في شباط 2020، قام رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مع وفد حكومي بزيارة الفاتيكان، وشرح للبابا فرنسيس أحوال المسيحيين في إقليم كوردستان.

يعيش المسيحيون، بمكوناتهم الثلاثة الأرمن والآشوريون والسريان، في جنوب كوردستان منذ عهد بابل وآشور وسنحاريب.

وزير النقل والاتصالات في حكومة اقليم كوردستان آنو جوهر قال إن "الفهم الكوردستاني للأديان يخلو من التعصب والتشنج، ويعد إقليم كوردستان المكان الوحيد الذي جاءه المسيحيون عدد أكبر من الذين رحلوا عنه".

كنيسة قرية (سيكانيان) في كركوك، هي الكنيسة الوحيدة التي شيدت بعد 2003، بعد أن تم توزيع عدد من قطع الأراضي السكنية على مسيحيي كركوك في هذه القرية بقرار من جلال طالباني، ثم بنيت لهم هذه الكنيسة.

أياد توماس وهو قس كنيسة مار بولص في كركوك، أوضح ان "المرحوم مام جلال اعطانا قطع أراضٍ للمسيحيين الفقراء، وسكنوا في هذه المنطقة وبدأوا بناء البيوت، ونحن ككنيسة بنينا كنيسة صغيرة في سنة 2010".
Top