البصرة .. بين مطرقة المركزية في بغداد وسندان الفشل الإداري للحكومات المحلية
وتضاربت آراء وتصريحات النواب والناشطين من البصرة حول الأسباب التي أدت إلى تدهور الخدمات وانعدام المشاريع وانتشار الأمراض في المحافظة.
بغداد تتعامل بـ «مركزية» مع البصرة
النائب عن البصرة عامر الفايز، قال ، إن «البصرة تعرضت إلى الإهمال المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة»، مشيراً إلى أنه «عندما يتم تخصيص مبالغ لإنشاء المشاريع وتطالب البصرة بهذه المبالغ يتم عرقلة صرفها وإرسالها من قبل وزارة المالية ووزارة التخطيط».
الخارجية النيابية: بغداد بإمكانها التوسط بين طهران والرياض
وكان رئيس مجلس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، قد وعد أهالي البصرة بتقديم الخدمات للمدينة وإنشاء المشاريع، وذلك بحسب بيان مقتضب للحكومة العراقية.
إلا أن النائب عامر الفايز أكد أن «حكومة الكاظمي لم تقدم أي شيء للبصرة منذ تسلم الأخير رئاسة مجلس الوزراء، ولم تقم بإنجاز خدمات ولم ترسل أي مخصصات مالية والتي هي من استحقاق المحافظة».
وأكد الفايز أن «الحكومات في بغداد لازالت تتعامل بمركزية وتنتقص من صلاحيات المحافظات منذ 17 عاماً ولحد الآن»، مؤكداً أن «الهدف من عدم إرسال الأموال هو النهب والفساد»، مطالبا الحكومة، بإرسال ما يتم تخصيصه من أموال للبصرة، لأن هناك حكومة محلية تستطيع تنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات للمحافظة»، مبيناً أن «إبقاء المبالغ في بغداد والتحكم بها من قبل وزارتي المالية والتخطيط شيء غير مقبول».
طلعت ريحتهم) بنسختها العراقية: شوارع البصرة تغص بالنفايات
حكومة محلية «فاشلة» تسببت بالفساد
من جانب آخر، ينتقد النشطاء المدنيين في البصرة، الإدارة المحلية في المحافظة لفشلها في تنفيذ المشاريع وانعدام الخدمات وتفشي البطالة. ويقول الناشط والصحفي من البصرة شهاب أحمد، لـ (باسنيوز)، إن «الحكومات المحلية المتعاقبة لم تستطع تقديم الخدمات للمحافظة لأنها تتبع جهات وأحزاب جاءت بها إلى السلطة، ولا يهمها مصلحة المحافظة».
وأضاف أحمد، أن «أغلب الميزانيات المالية ذهبت إلى مشاريع سطحية»، مشيراً إلى أن «هناك إهمال متعمد من قبل الحكومات المركزية والمحلية لأنهم لا يرغبون بتمتع البصرة بمكانة اقتصادية كبيرة رغم أنها تمتلك جميع المواصفات».
البصرة... قوة امنية تقتحم دائرة ضريبة المحافظة وتصادر ملفات تحتوي قضايا فساد | العراق - القرطاس نيوز
وأوضح أحمد، أن «السياسيين والمسؤولين المحليين يعتبرون البصرة بقرة حلوب لتفريغها من مواردها، وإن إهمالها مسألة سياسية ومسائل تخص الفساد المالي والإداري»، مؤكداً أن «كثير من حالات الفساد تم اكتشافها ولكن لم تتم محاسبة المتسببين والمتورطين، على سبيل المثال هروب محافظ البصرة السابق ماجد النصراوي بعد أن تم إثبات تورطه في حالات فساد، حيث سافر إلى أستراليا مكان إقامته بالنظر لامتلاكه الجنسية الاسترالية».
ويطالب أهالي البصرة من خلال المظاهرات التي يخرجون فيها بين الفترة والأخرى ، بتحسين الواقع الخدمي المتردي ، وإصدار قرارات من شأنها التخفيف من حدة البطالة في المحافظة، وزيادة حصة البصرة من المشاريع التنموية لتشغيل الأيدي العاملة، كون البصرة المصدر الأكبر للنفط في العراق.
باسنيوز