زيارة الكاظمي الشاملة لإقليم كوردستان.. خطوة باتجاه ترسيخ التفاهمات وتحريك المياه الراكدة
صباح الخميس وصل الكاظمي إلى أربيل في زيارة رسمية استغرقت يومين وهي الأولى له منذ توليه رئاسة الوزراء، حيث زار خلالها محافظات الإقليم الأربع؛ أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة.
كما اجتمع مع الرئيس مسعود بارزاني ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيس الجمهورية برهم صالح فضلاً عن قادة الأحزاب السياسية ومحافظين ومسؤولين محليين، حيث تمحورت المباحثات على تأكيد ضرورة الحوار وتوحيد المواقف لحل الملفات العالقة بين الجانبين والتنسيق بين البيشمركة والقوات العراقية والتحضير للانتخابات المبكرة.
وما ميزت زيارته هذه هو تواجده وسط حشود المواطنين، ففي دهوك التي زار فيها موقعاً لاستذكار الأنفال التقى بمجموعة من ذوي المؤنفلين وهناك طلبت منه سيدة كوردية مسنة أن "ينتبه لكوردستان"، كما تفقد مخيم قاديا للنازحين وأكد حرص حكومته على إعادة النازحين، ناهيك عن لقائه مجموعة من المتظاهرين في السليمانية وتعهده لهم بإجراء "مراجعة شاملة" لتلبية مطالبهم، كما زار ضريح الرئيس العراقي الأسبق، جلال طالباني حيث كتب في سجل الزيارات أن "التاريخ سيذكره بكل شرف"، فضلاً عن استذكاره ضحايا فاجعة حلبجة.
لطالما كانت المنافذ الحدودية أحد الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، وتضمنت زيارة الكاظمي تفقد منفذين حدوديين مهمين أحدهما مع تركيا، وهو معبر إبراهيم الخليل والآخر مع إيران، وهو منفذ باشماخ، وقد أكد رئيس الوزراء العراقي على "جهود التكامل"، بين الحكومتين من أجل تنسيق العمل وعقد اجتماعات بهذا الصدد قريباً.
اختتم الكاظمي زيارته مساء اليوم عائداً إلى بغداد دون أن تتضمن البيانات الرسمية الصادرة عن الجانبين الإعلان عن اي اتفاق واضح المعالم حول المستحقات المالية أو النفط أو المنافذ الحدودية أو المناطق المتنازع عليها، لكن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين صرح لرووداو إن بغداد وأربيل "متقاربتان جداً وإنهما ستتفقان على النقاط التفصيلية حول الموازنة".
الأجواء الإيجابية ومشاعر الارتياح سادت هذه الاجتماعات، وأكد سكرتير مجلس وزراء إقليم كوردستان، آمانج رحيم لرووداو عدم وجود اتفاق حاسم مع بغداد حتى الآن، لكنه استبعد أن تشكل ملفات النفط والمنافذ الحدودية والإيرادات الجمركية عوائق أمام التوصل لاتفاق.
على الصعيد العراقي، أثارت الزيارة ردود فعل مختلفة على المستوى السياسي، حيث دعا ائتلاف النصر، برئاسة حيدر العبادي، الكاظمي "لتنظيم جاد للعلاقة بين بغداد واقليم كوردستان، وأن يتم تقعيدها وفقا للدستور والقانون اسوة بباقي انحاء العراق" رغم أن العبادي شخصياً متهم بخرق الدستور بعدما استخدم القوات المسلحة ضد المناطق المتنازع عليها في 16 اكتوبر 2017.
ومن ضمن المنتقدين أيضاً، كان المتحدث باسم ائتلاف دولة القانون، بهاء النوري، الذي قال إن "الإقليم لن يغير سلوكياته التي استمرت 17 عاماً من أجل الكاظمي"، متهماً رئيس الوزراء بأنه "التقط الصور في الإقليم ثم عاد بعدها"، مقللاً بذلك من شأن الزيارة.
في المقابل، أكد المحلل الستراتيجي، إحسان الشمري لرووداو إن الكاظمي يدرك أن الكورد الداعمين للعراق الاتحادي "خير من يمكن الوثوق بهم والتحالف والحوار معهم لحل الخلافات".
شعبياً، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق وإقليم كوردستان بمنشورات تعلق على الزيارة ونتائجها، وتنوعت الآراء بين مشجع ورافض، فيما عبر آخرون عن أملهم بأن تسهم زيارة الكاظمي في كبح جماح الخلافات المتراكمة منذ عقود.
الكاظمي الذي لم يبق من عمر حكومته الفعلية سوى أقل من 9 أشهر أكد أن هنالك "فرصة تاريخية لتجاوز عثرات الماضي" واعتُبرت الزيارة خطوة في مسار ترسيخ التفاهمات المشتركة وتحريك المياه الراكدة، وفي الوقت ذاته يجدد إقليم كوردستان تأكيده مراراً على موقفه الداعي لحل الخلافات على أساس الدستور واستعداده لبذل كل ما يمكن لتحقيق ذلك، مع الإعلان منتصف آب الماضي عن اتفاق مؤقت بين الجانبين تمهيداً للتوصل لاتفاق نهائي، وزيارة أجراها رئيس الإقليم مؤخراً إلى
روداو