• Monday, 23 December 2024
logo

صواريخ بغداد تتقاذف بعد "جدول الثلاث سنوات".. فما خطوة الكاظمي- ترامب المقبلة؟

صواريخ بغداد تتقاذف بعد
ما قبل زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ليس كما بعدها، وبالتحديد هنا عن الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها قواعد أميركية او المنطقة الخضراء في بغداد، ذلك أن معناها الآن أن جهات مسلحة ليست راضية عن اعلان "الثلاث سنوات" الذي اشار اليه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، كجدول زمني للخروج من العراق.

وبهذا المعنى، فإن هذه الجهات المسلحة، او القوى السياسية التي تقف وراءها، ليست راضية أيضا عن ارتياح الكاظمي للاعلان الترامبي عن الجدول الزمني، وتريد التعجيل بخروج القوات الاميركية من العراق، بجدول زمني أقصر.

واسبوعيا تسجل عدة هجمات تستهدف المنطقة الخضراء او قواعد يتمركز فيها جنود اميركيون او من قوات التحالف الدولي، كما تقع هجمات بعبوات متفجرة تستهدف قوافل إمداد لوجستية.

وقال القيادي في جبهة الانقاذ والتنمية أثيل النجيفي،، ان "الفصائل المسلحة، التي تقوم بعمليات القصف الصاروخي، والتي تملك السلاح المنفلت، تريد ايصال رسائل الى خارج العراق، بانها خارج سيطرة الدولة العراقية، وليس كل ما يتحدث به رئيس الحكومة الكاظمي، قادر على تنفيذه".

واعتبر النجيفي ان "هذه الفصائل، لا تستطيع القيام بأكثر من هذا العمل، وهي تعمل على انتشار الفوضى في داخل العراق، من خلال تصاعد عمليات القصف الصاروخي في العاصمة العراقية بغداد، ومدن اخرى.

وبين ان "رئيس الوزراء الكاظمي، لن يقبل بأن يعطي هذا السلاح المنفلت دور أكبر في العراق، ونتوقع سيكون هناك رد حكومي يبدأ في التصاعد مع هذه الفصائل، التي تمتلك السلاح المنفلت خلال الفترة المقبلة".

وما هي إلا ايام مضت، من نشر معهد "المجلس الأطلسي" الأمريكي تقريرا للباحث سيث فرانتزمان تناول المعادلة غير المكتوبة التي صاغت المشهد العراقي الحالي المتعلق بتعقيدات الهجمات التي تتعرض لها القوات الاميركية وسياسة "الردع" التي تنتهجها واشنطن، والتي تتلخص في ان الايرانيين، كما الاميركيين أنفسهم، يتعاملون مع هذه المعادلة بدون ايصال الامور الى حد المواجهة الخطيرة الشاملة، لكنها في نهاية الأمر قادت الولايات المتحدة نحو الانسحاب.

من جهته، قال القيادي في ائتلاف النصر عقيل الرديني، انه "بعد قرار مجلس النواب العراقي، بإخراج القوات الاميركية، كأنما أصبح لبعض الجهات، التي تسمى بالمقاومة، بأن تواجد القوات الاميركية، اصبح غير شرعي، واصبح لها حجة لاستهدافها".

وبين الرديني ان "عمليات القصف الصاروخي، تأتي من أجل الضغط على الحكومة العراقية، لتنفيذ قرار البرلمان، والضغط على القوات الاميركية، من اجل تعجيل انسحابها من العراق".

وأوضح ان "بعض الجهات السياسية، رفضت ان تكون جدولة خروج القوات الاميركية، لثلاث سنوات، ولهذا فإن عمليات القصف تأتي من أجل الضغط على حكومة الكاظمي، لغرض احراجها، ولها تأثير سلبي على الحكومة العراقية، وتبين ان الحكومة ليس لها اي سيطرة على السلاح المنفلت، وليس لها سيطرة على بعض الجهات السياسية".

وقال "المجلس الاطلسي" في تقريره ان الهجمات الصاروخية منذ تزايدت منذ مايو (أيار) ويونيو (حزيران) 2019، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في المنطقة، وتصاعدت أكثر بشكل قوي في خريف العام 2019. واوضح انه برغم سياسة الردع الاميركية، فان الهجمات تزايدت بين 11 مارس (اذار) و18 اغسطس (اب)، والتي تمثلت باربعة هجمات على القوافل اللوجستية، و28 هجوما على القواعد العسكرية.

وتواصلت هذه الهجمات مع وجود الكاظمي في واشنطن للقاء ترامب وغيره من المسؤولين الاميركيين حيث كان بند مستقبل التعاون العسكري الاميركي – العراقي على جدول اعمال الزيارة.

بالمقابل، قال الخبير في الشأن الأمني العراقي فاضل أبو رغيف،إن "تصاعد عمليات القصف الصاروخي في العاصمة بغداد، رسالة بأن هناك عداءً وخصومة وعدم رضا على التواجد الاميركي في العراق، ولهذا العمليات تأتي ضمن اقلاق الوضع وجعل الولايات المتحدة الاميركية دائما قلقة سواء في قواعدها العسكرية او حتى في تواجدها الدبلوماسي".

وبين ان "هناك خلافاً بين جهات حزبية تشكل القسم الاكبر داخل البرلمان العراقي مع حكومة مصطفى الكاظمي، في نفس الوقت الجهات التي تقوم بعمليات القصف الصاروخي، غير متبناة من قبل تحالف الفتح او تحالف سائرون او اي كتلة اخرى".

وأضاف ان "الجماعات التي تقوم بعمليات القصف الصاروخي في بغداد، تعمل بصورة مستقلة عن الفصائل التي لها ارتباط بتحالف الفتح وغيره، وهذا يزيد الوضع غموضا ويدخل البلاد في مرحلة قلقة، قد تنذر في تصعيد مستقبلي".

اذا برغم محدودية الاصابات التي تتسبب بها هذه الهجمات سواء بالصواريخ او بعبوات متفجرة ضد القوافل، الا انها مستمرة وهي تستهدف منطقة مطار بغداد اكثر من مرة اسبوعيا، ما يطرح التساؤلات عما اذا كانت ستؤدي الى اصطدام بين الجهات الضالعة فيها وبين حكومة الكاظمي الذي يريد اظهار قدرته على ضبط الوضع الامني، سواء بهذه القضية او بغيرها من مسائل الامن العراقي الداخلي، خاصة انه عاد من واشنطن مرتاحا لاتفاق ترامب معه على "جدول الثلاثة أعوام".

وسيكون على الكاظمي ان يبذل جهدا كبيرا لاقناع قوى سياسية عراقية بجدوى وأهمية هذا التفاهم مع الإدارة الأميركية وبالتالي ضرورة تهدئة الموقف عشية الانتخابات.

وهذا ما أكده سفير الولايات المتحدة الامريكية في العراق، ماثيو تولر، من ان استمرار القصف الصاروخي للتواجد العسكري والدبلوماسي في بغداد، سيدفع واشنطن لمراجعة "كثير من القضايا".




شفق نیوز
Top