"ردع النزاع".. كيف قللت واشنطن من تأثير هجمات الفصائل العراقية؟
يقول التحليل، الذي كتبه المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل سيث فرانتزمان، إن "الهجمات الصاروخية على القواعد العراقية التي تضم قوات أميركية وهجمات العبوات الناسفة على القوافل اللوجستية التي تنقل الإمدادات إلى القوات الأميركية أصبحت إلى حد ما طبيعية في العراق".
يعزو الكاتب ذلك إلى ما وصفه سياسة "ردع النزاع" التي اعتمدتها الولايات المتحدة في العراق خلال الأشهر الماضية والمتمثلة بالرد بقوة فقط في الحالات التي يسقط فيها ضحايا.
يشير فرانتزمان إلى أن "هذه السياسة ساهمت بشكل كبير في ردع الميليشيات العراقية الموالية لطهران عن شن هجمات دموية، لأنها تعرف أن الرد الأميركي سيكون قاسيا".
ويرى الكاتب أن "القوى السياسية العراقية المدعومة من إيران والميليشيات، تهدف من خلال هذه الهجمات، المخطط لها بشكل دقيق كي لا تلحق خسائر بشرية، إلى الضغط على واشنطن لسحب قواتها من العراق".
ومنذ أكتوبر 2019، استهدف أكثر من 33 صاروخا منشآت عراقية تستضيف دبلوماسيين أو جنودا أجانب، إضافة إلى السفارة الأميركية في بغداد.
ولم تتبن أي جهة معروفة أيا من الهجمات الصاروخية على المصالح الأميركية، لكن واشنطن تتهم الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
ومؤخرا انسحبت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، من العديد من القواعد العسكرية العراقية، كان آخرها قاعدة التاجي التي سلمتها لقوات الأمن المحلية.
وشهدت القاعدة، الواقعة قرب بغداد، من حين لآخر هجمات صاروخية شنتها فصائل مدعومة من إيران مستهدفة القوات التي تقودها الولايات المتحدة خلال الشهور القليلة الماضية.
يأتي الانسحاب بعد أيام من تجديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهده بسحب العدد القليل المتبقي من الجنود الأميركيين بالعراق. وتنشر الولايات المتحدة زهاء خمسة آلاف جندي في العراق وينشر التحالف 2500 آخرين.
وصوت البرلمان العراقي هذا العام بالموافقة على رحيل القوات الأجنبية من العراق، وتغادر قوات أميركية وأجنبية البلاد في إطار التقليص.
جاء التصويت بعد مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستخفض عديد قواتها في العراق بمقدار الثلث تقريبا. ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البنتاغون قرر تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق إلى حوالي 3500 جندي.
shafaaq