كيف اُطيح بعبد المهدي وكواليس زيارة الكاظمي لطهران.. تحليل إيراني يكشف تفاصيل مثيرة
ويقول سید علي موسوي خلخالي رئيس تحرير الموقع المتخصص بشؤون السياسة الخارجية لطهران، في التحليل الذي ترجمته وكالة شفق نيوز من الفارسية، "سافر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة أواخر الأسبوع الماضي واستقبله الرئيس دونالد ترامب رسميًا، وقيل إنه تم الترحيب به على أعلى مستوى بناءً على أوامر من ترامب، وتأتي زيارة الكاظمي للولايات المتحدة بعد نحو شهر من زيارته لإيران، كما حظيت زيارته لإيران بتقدير كبير وتم الترحيب به رسميًا على أعلى المستويات، وقد أسفرت تلك الرحلة عن نتائج جيدة للغاية، أعرب الجانبان في نهايتها عن ارتياحهما، يقول خلخالي.
واضاف "وعاد كاظمي إلى بغداد يوم السبت من واشنطن متوجها إلى الأردن يوم الثلاثاء لحضور القمة الثلاثية الثالثة الكبرى بين العراق والأردن ومصر في عمّان، حيث تم استقباله من قبل العاهل الأردني بشكل شخصي في المطار مع نجله ولي العهد، وكذلك رئيس الوزراء، حيث لقي ترحيباً كبيراً، في زيارة استمرت يوماً واحداً، وأصدرت الأطراف الثلاثة (الأردن - العراق - مصر) بيانًا أكد فيه على ضرورة إدراك التطورات المعقدة في المنطقة ودعم القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في العاصمة القدس".
ويشير خلخالي "تظهر الأشهر الثلاثة التي مرت منذ توليه-الكاظمي- منصب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية الانتقالية ديناميكيته وحيويته. ومن المعروف أنه يحظى بدعم الأمريكيين كواحد من أكثر القوى تأثيرا في العراق. لكن في الوقت نفسه، لا تنظر إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية كرئيس وزراء غير مرغوب فيه بعيدًا عن مصالحها، وهو ما يؤكده ترحيبه الحار في طهران. لذلك يمكن القول إن إيران تدعم كاظمي بطريقة ما.
ويقول "بدأ كاظمي رحلته من إيران، وكانت المحطة الأولى بجولته الخارجية، كما لم يسبق أن بدأ رؤساء الوزراء العراقيون أول رحلة خارجية لهم من إيران.. الزيارة حظيت باهتمام إعلامي كبير، بالإضافة إلى احتجاج غير معلن من السعوديين، التي كان من المفترض أن تكون الزيارة الأولى لرئيس الوزراء العراقي لكنها باءت بالفشل-بسبب إعلان عارض صحي للملك سلمان- بعد ذلك بوقت قصير، غادر كاظمي إلى الولايات المتحدة، وقبل سفره إلى أعلن أنه ليس رسولًا ولم يتلق أي رسالة من إيران للأمريكيين".
"مثل جميع المسؤولين العراقيين، يحاول الكاظمي إبعاد بلاده عن التوترات بين إيران والولايات المتحدة. في الوقت نفسه، يدرك جيدًا حقيقة أنه يجب أن يحقق توازنًا في علاقاته الدولية". يقول خلخالي.
ويتابع، "كان الترحيب به -الكاظمي- في طهران وواشنطن، على أعلى مستوى، محاولة لإظهار أنه يسعى للحفاظ على التوازن في علاقات العراق الدولية، على الرغم من أن كاظمي لم يسافر بعد إلى المملكة العربية السعودية، إلا أنه حضر اجتماعًا ثلاثيًا لإظهار أن العراق يقدر العلاقات العربية بقدر ما يقدّر علاقات العراق الدولية، كما أنه يريد العلاقات العربية الإيرانية الأمريكية الثلاث معًا. لتصبح أهمية هذا الجهد أكثر وضوحًا عندما نرى أن الكاظمي ليست لديه خطط للسفر إلى تركيا - باعتبارها واحدة من أقوى الدول في المنطقة - فالتوترات مع هذا البلد تتصاعد يومًا بعد يوم.. لا محالة، أهمية وموقع إيران في علاقات العراق غير العربية".
كما يشير إلى أنه لا ينبغي الافتراض أن توسيع علاقات العراق مع دولة ما يعني أن بغداد تبتعد عن طهران، فحسب المعادلات في العراق، لا يمكن لأي حكومة أن تتولى السلطة في العراق وتعتقد أنها تستطيع الابتعاد عن إيران، كما أنه ليس من الممكن لأي حكومة أن تتجاهل تأثير الولايات المتحدة في العراق".
وينوه "كثر حديث المسؤولين، كثرت الشائعات عن سقوط حكومة عبد المهدي، هي بسبب استياء الأمريكيين من قربه من إيران وتجاهل مطالبهم. كما رأينا، تم تأجيل طلب عبدالمهدي للسفر إلى الولايات المتحدة أربع مرات على الأقل، وفشل في إتمامها في النهاية، أساس ذلك يعود إلى عدم امتثاله للعقوبات الأمريكية ضد إيران".
ويضرب مثلاً اخر، "شهدنا في زمن نوري المالكي، الثمن الباهظ الذي دفعه العراق على أمنه جراء إهمال بغداد الدول العربية، بما في ذلك كارثة ظهور داعش. لذلك، من أجل الحفاظ على استقرارها، يجب على الحكومة العراقية إقامة علاقة متوازنة مع المحاور الثلاثة العربية الإيرانية الأمريكية، ومن الواضح أن توسيع العلاقات مع طرف لا يفترض أن يكون على حساب الآخر.
شفق نيوز