شركة دوائية باربيل تفكك كورونا المميت وتسعف العراقيين والجوار
وتكمن أهمية ما تقوم به شركة "اواميديكا" في اربيل، انه قامت بتجاربها ودراساتها وانتقلت إلى عملية تصنيع العقار "فافيبيرافير"، وذلك في ظل عدم وجود عقار واعد بديل حتى الآن، لا في العراق وحده، وانما في مختلف أنحاء العالم، ما يجعل هذا الدواء بارقة تفاؤل حقيقية لمن في إقليم كوردستان وبقية المحافظات العراقية.
حيدر زكي شوكر وهو صيدلاني اختصاصي يعمل معاون مدير عام الصيدلي المسؤول في شركة اواميديكا للادوية، لمتابعة المرحلة التي وصل إليها هذا العقار الذي صار شائعا في اليابان والصين والهند وروسيا وغيرها، وباتت الحكومة العراقية تعتمده كعقار ناجح لمكافحة انتشار الفيروس في جسم الانسان.
وهناك جدل دائر يتعلق بكيفية تصريف العقار في داخل العراق، والسعر الذي سيتحدد له، وعما اذا كان سيكون بمتناول العراقيين عموما ام سيجري التلاعب باسعاره بحسب حاجة المواطنين اليه، علما بأن "اواميديكا" ومقرها اربيل، باتفاقها مع الشركة العالمية التي تصنعه، مجاز لها، توزيعه أيضا على خمس دول في المنطقة، هي سوريا، اليمن ولبنان وايران واذربيجان.
وردا على سؤال عن كيفية عمل هذا العقار، قال حيدر شوكر لوكالة شفق نيوز، ان "الدواء هو علاج مضاد فيروسي ويعمل على تغليف الفيروس والهدف منه تقليل انتشاره في الجسم، لانه مع لحظة تحوله الى كائن حي يقوم بالتوسع ويضرب أكثر من جهاز في الجسم، وهو فيروس معقد، فمرة يضرب الجهاز التنفسي ومرة الامعاء، ومع بداية المرض إذا أخذ المريض الدواء فانه يقلل من تحفيز الفيروس من الانشطار او التكاثر فيقل لدينا الاعراض داخل الجسم ويقل لدينا انتقال المريض الى حالة صعبة وهذا المهم لدينا".
وكشف شوكر ان "من خلال متابعتنا، فان نسبة النجاح عالميا للمرضى الذين استجابوا للعلاج هي بين 80 الى 90%، وهناك تقارير روسية تشير الى نسبة 90% خلال اربعة ايام والتقارير الهندية تشير الى 85% والصين 75%".
وسئل عما اذا كانت هناك استجابة من قبل المرضى في العراق للدواء، فقال "في الحقيقة فان الاستجابة جيدة جدا وفريق كامل من شركتنا يتابع الموضوع وفي الفقرة الاولى كنا نتابع الاعراض الجانبية وهي قد تكون معدومة او طفيفة حاله حال بقية الادوية التي استخدمت والاستجابة جيدة جدا وعلى هذا الاساس، واغلب الذين استخدموا الدواء خف عندهم المرض ولم يحتاجوا الى اجهزة الاوكسجين او الدخول الى ردهات الانعاش".
والعقار ليس جديدا، وهو بحسب حيدر شوكر اكتشف في اليابان العام 2014 كعلاج لوباء الأنفلونزا الذي أصاب البلاد في ذلك الوقت، ثم مع بدء ظهور فيروس كورونا، أعادت اليابان استخدام العقار ولاقى نجاحاً كبيراً وبعدها استعملته الصين وثم قامت عدة دول باعادة تطوير العلاج ودخل في البروتوكولات العلاجية، ومن ضمن هذه الدول الهند وروسيا، ودول قريبة منا تستعملها اليوم كالإمارات والسعودية ومصر. ثم قامت وزارة الصحة العراقية بادخالها في البرتوكولات العلاجية.
ولهذا، أوضح ان ما اشيع اعلاميا بأنه علاج روسي حقيقة فيه مغالطة لانه اصلا المادة يابانية وانتج لاحقا في الصين والهند، واليوم ينتج في العراق ومصر والسعودية وتركيا، ولهذا فانه دواء حاله حال الادوية التي تنتج عالميا.
وحول "اواميديكا"، اشار حيدر شوكر الى انها مسجلة في وزارة الصحة ببغداد منذ العام 2006 وهي تمتلك شهادات عالمية ولديها عقود منذ 14 سنة.
اما حول علاقة الشركة بكورونا، فقد كشف انه "منذ بداية الجائحة فكرنا كمصنع وطني نجهز وزارة الصحة العراقية بكافة الادوية، كيفية المشاركة في السيطرة على المرض، وبدأنا بالمعقمات والامور والوقائية، الى ان اصبحت لدينا فكرة "فافيبيرافير"، فقامت الشركة بابرام عقد مع شركة "كلين مارك" العالمية وهي شركة لديها ترخيص اميركي (
FDL ) وجرى التعاون بين مركز الابحاث الخاص بالطرفين الى حين التوصل الى تفاهم بان تحصل "اواميديكا" على المواد المركبة للعقار من "كلين مارك"، لاعادة انتاجها في العراق على شكل حبوب، بعد ان قامت الشركة العراقية بدراستها وتحديد كيفية استجابة المادة قبل اطلاقها الى الجمهور.
وقال حيدر شوكر انه تم اقرار المادة في بغداد للبروتوكول العلاجي "فقدمنا كل الدراسات الى بغداد والتي اجريت على المرضى في الهند وشركة كلين مارك ووزارة الصحة العراقية ادخلت الدواء للبرتوكول العلاجي واقرته كعلاج لكورونا وابرموا عقدا مع شركتنا وبدأنا بتجهيز وزارة الصحة".
وحول سياسة توزيع العقار، قال شوكر ان "وزارة الصحة العراقية وزعتها على المراكز الصحية ومراكز علاج كورونا وهذا سيكون لكل العراق وسيوزع مجانا عن طريق وزارة الصحة، وسوف نقوم بإنزاله في القطاع الخاص واحتمال في بغداد ضمن ضوابط معينة تتعلق بمنع المتاجرة بالدواء وان يستخدم وفق وصفة طبية وان يكون سعره ثابت ومحدد للمريض، ونحن حاليا في تواصل مع وزارة الصحة العراقية حول آلية طرحه في القطاع الخاص".
وعندما سئل عن خريطة توزيع العقار وعما اذا كانت تقتصر على اقليم كوردستان وما اذا كانت ستشمل مناطق وسط وجنوب العراق أو حتى دول الجوار ايضا، قال انه في الوقت الحالي هناك "استراتيجية في تغطية طلبات وزارة الصحة والبيئة العراقية، كونها لديها جميع الاحصائيات للمرضى الموجودين، بعدها وبالتنسيق معهم سنزود القطاع الخاص، وفي حال اكتفى العراق من هذا الدواء واصبح لدينا اكتفاء ذاتي، وفي حال سيطرنا على المرض في البلاد، بعدها نعطي الاولوية للدول الاخرى مع انه وصلتنا طلبات ولكن لن نقوم بتصدير الدواء الا بعد الوصول الى اكتفاء ذاتي محليا".
واضاف "طلبت وزارة الصحة كميات تعزيزية من الدواء لتغطية كافة المستشفيات في الوسط وجنوب البلاد وفي اقليم كوردستان ايضا".
ويبدو ان وجهة هذه الاستراتيجية تتعلق ايضا بمستوى انتاج العقار في المستقبل. وفي هذا الاطار، قال ان "الطاقة الانتاجية عاليا جدا لشركة اواميديكا وكل يوم نستطيع انتاج 8 الى 9 الاف عبوة. وبحسب العقد الذي ابرمناه مع شركة كلين مارك، لدينا حق التسويق لخمس دول، لان نحن وكلاؤهم في المنطقة ومن هذه الدول سوريا، اليمن ولبنان وايران واذربيجان".
اما المسألة التي يجري حولها الكثير من التساؤلات والجدل في العراق، فتتعلق بتسعير الشركة للعقار خصوصا في القطاع الخاص وعما اذا كانت الشركة تسعى الى استغلال الظرف الصحي السيء وفق بعض الاتهامات الموجهة لها. وفي هذا السياق، سعى حيدر شوكر الى الكثير من التوضيح قائلا "لدينا عوامل سعرية منها مباشرة تتعلق بالإنتاج، وهناك عوامل غير مباشرة ونقوم عادة باحتساب كلفة مصاريف الدواء باحتساب سعر المختبر والعاملين ولكن هذا الدواء جديد والرفرنس نمبر مكلف ماليا، وبحاجة الى فحص من قبل اجهزة دقيقة لفحص المادة وبكلفة عالية وهذه كلها يجب ان تدخل في الحسابات".
واشار الى انه "اول ما بدأنا في الإنتاج لم نكن نريد طرح الدواء للمتاجرة في القطاع الخاص، والسعر الموجود الان في الصيدليات من أدوية مهربة وليست رسمية تأتي عن طريق تركيا والهند بأسعار خيالية ونحن نسمع بها، وسعرنا هو 20% من هذا السعر ولكن وزارة الصحة في بغداد وصلت الى قناعة الحجر المنزلي، لانه حاليا لا يذهب جميع المرضى الى المستشفى والذي يحجر نفسه بالمنزل سوف يحرم من هذا الدواء لان الدواء يتم توزيعه بالردهات في المستشفيات الحكومية، وهناك مرضى بحاجة للدواء ولهذا وفرنا كمية للسوق فقط في محافظاتنا (باقليم كوردستان) فقط لغرض الحجر المنزلي"، مضيفا انه "في بغداد وبالتنسيق مع وزارة الصحة العراقية، سنطرحه للسوق والسعر ستحدده وزارة الصحة والبيئة في بغداد".
وتابع موضحا ان الالية المعتمدة هي ان المادة عندما تسجل، تسعر، ونقدم شهادة التسعير ويوافقون عليه في اللجان. وقال "نحن لم نقم بانتاج الدواء من اجل المتاجرة وعندما تشاهد السعر ربما تعتبره غاليا ولكن كلفة الدواء هكذا وهي تكلف الكثير. لكن في المستشفيات يوزع مجانا حاله كحال بقية الادوية في المستشفيات الحكومية".
وعندما سألته وكالة شفق نيوز مجددا على تسعيرة الدواء ليطلع عليها المواطن العراقي، قال ان "السعر سيكون معروفا للمواطن عند طرح الدواء للقطاع الخاص وسيكون منشورا من قبل شركتنا وندعو المواطنين الى عدم دفع أكثر من السعر الذي نحن نحدده".
وفي دلالة على نجاح الدواء، فقد بدأت المراكز الصحية في العراق باستخدامه، ويقول حيدر شوكر ان "جميع المستشفيات سواء في بغداد او مدن الوسط والجنوب تستخدمه، ونحن نتابع الاوضاع هناك وبحسب المعلومات التي وصلتنا هناك استجابة جيدة وجميع هذه المراكز طلبت كميات تعزيزية من الوزارة والوزارة بدورها طلبت منا بانتاج كميات اخرى".
وحول كيفية تعاطي الدواء بالنسبة الى المحجور منزليا وأهمية الاشراف الطبي، قال ان "الدواء يفضل ان يؤخذ باستشارة الطبيب وبحسب وصفة طبية ولكن لايحتاج الى اشراف طبي وهذا الدواء لغاية الان ليست له اعراض جانبية ولكن ليس كل مريض يحتاجه وانما حسب رأي الطبيب واذا اوصاه الطبيب يستطيع ان يحجر نفسه بالمنزل وهو مطمئن مع ملاحظة ان الدواء لايعطى للحوامل والمرضعات".
وتابع انه "بعد ان تظهر النتيجة بانه مصاب، يفضل ان يبدأ المريض بتناول العلاج، وكلما تناول العلاج مبكرا سيكون افضل، لان هدفنا من العلاج منع الفيروس من التكاثر، والبروتوكول العراقي اقر ثماني حبات في الصباح وثماني حبات اخرى مساء لأول يوم، يتبعها ثلاث حبات صباحا وثلاث حبات مساء لاربعة او خمسة ايام بعدها او حسب تحسن حالة المريض".
shafaaq