النازحون جراء الاجتياح التركي لغرب كوردستان ..معاناة مستمرة وصرخات الم من دون صدى
الانتهاكات والجرائم بمختلف انواعها وعمليات التغيير الديموغرافي في المناطق الكوردية في شمال البلاد لم تتوقف رغم نداءات ومناشدات المنظمات الحقوقية والإنسانية والسياسية السورية والعالمية لتركيا وجماعاتها المسلحة بحق السكان في تلك المناطق.
تسكن ليلى علي (44 عاما) مدينة سرى كانيه منذ زمن بعيد لم تغادرها إلا مرتين وآخرها عندما احتدمت المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا وميليشياتها العام الماضي وسيطرة الأخيرة على المنطقة، والآن استقرت في منزل طيني متواضع، في محيط مدينة قامشلو مع عائلتها.
الحكومة السورية تؤمن مكان اقامة النازحين من عفرين | وكالة المعلومة
وتقول علي :" تركنا منزلنا قبل احتدام المعارك على عجل وتركنا كل شيء وراءنا، لم نحمل سوى بعض الحاجيات الأساسية التي تمكنّا من حملها، مثل الملابس والأوراق الثبوتية".
وتضيف " اتجهنا بعد الهجوم التركي إلى بلدة تل تمر جنوب سرى كانيه ، ثم إلى مدينة الحسكة ، والآن نقطن منزلاً طينياً في ضواحي قامشلو عثرنا عليه بصعوبة كبيرة وهو خالي من اي أثاث".
وبعد الهجوم التركي وميليشياته المسلحة في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2019 على سرى كانيه وكرى سبي اضطر عشرات الالاف إلى النزوح من منازلهم باتجاه المناطق الأمنة في غربي كوردستان وقسم منهم يقطن في مخيم (واشوكاني) بريف الحسكة، كما نزح عدد كبير منهم إلى إقليم كوردستان.
نزوح ما يقرب من 200 ألف بسبب العدوان التركي علي شمال سوريا | قناة الغد
وتشير ليلى علي إلى أنه " بعد سيطرة الجيش التركي وميليشياته على المنطقة لم يبقَ حجر على حجر، سُرق كل شيء حتى الأبواب والنوافد أخذوها ، شقاء العمر ضاع في طرفة عين".
وتؤكد علي أن" هذه المرة الثانية التي ننزح من سرى كانيه ونترك كل شيء خلفنا، بداية الحرب السورية عام 2012 دخلت فصائل المعارضة السورية إلى المدينة وجرت المعارك مع النظام حينها نزحنا إلى مدينة كوباني".
وتشهد معظم المناطق الكوردية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وميليشياته أوضاعا مشابهة حيث تتهم المنظمات الحقوقية السورية تلك الميليشيات بارتكاب أعمال نهب وسرقة ومصادرة منازل وصولاً إلى الخطف والاعتقال والقتل.
بدوره، يقول مصطفى برازي (40 عاما) والذي نزح من مدينة سرى كانيه إلى مدينة الحسكة :" في ظل الأوضاع الراهنة والغلاء المعيشي وانهيار قيمة الليرة السورية أمام العملة الأجنبية وندرة فرص العمل تفاقمت معاناتنا، ولم يعد بإمكاننا توفير أبسط متطلبات المعيشة اليومية".
ويتابع" في سرى كانيه كان لدي محل للمواد الغذائية ومنزل كبير صادرته عناصر الميليشيات التي ترافق الجيش التركي ونهبت كل شيء وحولوا منزلي إلى مقر عسكري لهم "، مردفاً " في ظل هذه الأوضاع لانستطيع العودة إلى مدينتنا ، لأننا سوف نتعرض إلى الاعتقال بتهم زائفة وملفقة ".
ونزح أكثر من 215 ألف مدني من شمال شرقي سوريا نتيجة العملية العسكرية التركية، التي بدأت في الـ 9 من اكتوبر/ تشرين الأول الماضي لكن عاد نصفهم وفقًا للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويطالب المجلس الوطني الكوردي المعارض السوري وبقية القوى السياسية الكوردية والمنظمات الحقوقية المجتمع الدولي بممارسة دوره في إيقاف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الموالية لتركيا وتمكين الأهالي من العودة إلى ديارهم بأمان وسلام وتعويض المتضررين وإعادة الممتلكات المصادرة وتسليم المناطق لأبناءها.
واتهمت منظمة العفو الدولية الفصائل الموالية لأنقرة بارتكاب "جرائم حرب" وتنفيذ عمليات قتل بإجراءات موجزة. كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إن تلك الفصائل "نفذت إعدامات خارج القانون بحق المدنيين"، كما "منعت عودة العائلات الكوردية النازحة جرّاء العمليات العسكرية التركية، ونهبت ممتلكاتها واستولت عليها أو احتلتها بصورة غير قانونية".
باسنیوز