• Monday, 23 December 2024
logo

تقاعس بغداد عن التنسيق مع اربيل يخدم خططه .. داعش يحاول لملمة بقاياه في العراق

تقاعس بغداد عن التنسيق مع اربيل يخدم خططه .. داعش يحاول لملمة بقاياه في العراق
بالتزامن مع تحذيرات من عودة نشاطه وتحركاته الارهابية ، عاد تنظيم داعش مرة أخرى يشغل الشارع العراقي بتنفيذه هجمات متنوعة ضد القوات الأمنية خلال الأيام الماضية والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من عناصرها بينهم ضباط .

ونفذ التنظيم عدة هجمات في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار وكركوك ونينوى ، ومنطقة حزام بغداد الشمالي ، استغلالا لانشغال الجهات الحكومية بمكافحة فيروس كورونا.

ويأتي الحديث عن تزايد هجمات التنظيم في وقت يتم الحديث عن وصول قيادات بارزة من الصف الأول في التنظيم إلى البلاد من سوريا بينهم زعيمه الجديد المدعو أبو إبراهيم القرشي الذي أعلن التنظيم مبايعته بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي بعملية أميركية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي شمالي سوريا.

وتؤكد معلومات الاستخبارات العراقية أن القرشي موجود في البلاد مع قيادات الصف الأول ، ولا يعرف شكله أو طبيعة تحركاته سوى عدد قليل من هذه القيادات.

ووفق هذه المعلومات ، استطاعت قيادات التنظيم التي وصلت العراق مؤخرا إعادة لملمة بقايا التنظيم بعد تفككه خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد مقتل البغدادي ، وصار يعتمد على خطط وإستراتيجيات جديدة في تنفيذ عملياته وتوقيتاتها.

استراتيجية التنظيم الجديدة

وتتضمن الإستراتيجية الجديدة للتنظيم ضد القوات العراقية ، حسب المعلومات الاستخباراتية ، أربع خطط وهي المصادمات المباشرة، سحب القوات إلى مكان القتال ، نصب الكمائن ، القتال عن بعد. وهذا ما فعله التنظيم خلال الأيام الماضية وكانت مؤثرة، وأوقعت قتلى وجرحى بصفوف الجيش في مواقع مختلفة.

وفور وصول القرشي ، كثفت الاستخبارات العراقية من مهامها في تتبع تحركاته وشكلت فريقا مشتركا مع القوات الأميركية خصوصا في المناطق التي تعتبر حيوية للتنظيم مثل كركوك وصلاح الدين وصحراء الحضر وجبال مخمور وزمار وسلسلة جبال حمرين شمالي البلاد، إلا أنها لم تفلح حتى الآن في كشف الخطوط العريضة عنه.

استغلال الفراغ الامني في (المتنازع عليها)

ويعتبر جبل قره جوغ في قضاء مخمور ضمن محافظة نينوى (جنوب شرق الموصل ، ضمن المناطق الكوردستانية الخارجية عن ادارة اقليم كوردستان او ماتسمى بـ(المتنازع عليها) من أنشط المراكز والمناطق لتنظيم داعش ويوجد فيه المئات من عناصره ومنهم قيادات بارزة، لكن القوات العراقية عاجزة عن السيطرة عليه نتيجة لوقوع المنطقة ضمن مناطق النزاع بين أربيل وبغداد والفراغ الامني الحاصل في كل هذه المناطق اثر انسحاب قوات البيشمركة منها عقب احداث 16 اكتوبر 2017 في عهد رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ، وانعدام التنسيق الامني الفعال بين البيشمركة والقوات العراقية .

وبحسب المراقبين لنشاطات التنظيم الارهابي ، فإن تمسك التنظيم بشدة بـ جبل قره جوغ وجعله مركزا حيويا وإستراتيجيا لعملياته العسكرية يعود إلى وجود عدد كبير من الكهوف والأنفاق بالمنطقة إضافة لكونها وعرة يصعب الوصول إليها عسكريا.

ويؤكد هؤلاء أن القضاء على التنظيم بهذه المنطقة يحتاج خطة عسكرية محكمة مشتركة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكوردية ، واستحالة انهاء تواجد التنظيم في المناطق المتنازع عليها من دون تنسيق بغداد مع اربيل.

وكان مسؤول كبير بوزارة البيشمركة، كشف أمس الخميس، أن انتشار فيروس «كورونا» والمشاكل التي يمر بها العراق، زاد من تهديدات وأخطار داعش على العراق وإقليم كوردستان ، مشيراً إلى أن الإقليم يتهيّأ حالياً لمواجهة مسلحي التنظيم.

وقال اللواء بابكر فقي، مسؤول الثقافة والإعلام بوزارة البيشمركة لـ (باسنيوز): «زاد انتشار فيروس كورونا والمشاكل التي يمر بها العراق من خطر داعش على العراق وإقليم كوردستان، ولدينا معلومات تفيد بأن داعش أعاد تنظيم صفوفه في العديد من مناطق العراق ، خاصة في المناطق الفاصلة بين قوات البيشمركة والقوات العراقية حيث استفاد من الفراغ الأمني في تلك المناطق»، لافتاً إلى أن «إقليم كوردستان يتهيّأ باستمرار لمواجهة إرهابيي داعش».

تقاعس بغداد

ولطالما حذر المسؤولون السياسيون والعسكريون في اقليم كوردستان من ان خطر تنظيم داعش لم ينتهي وان التنظيم يعيد ترتيب صفوفه في (المتنازع عليها) مستغلا الفراغ الامني في تلك المناطق .

وكان رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني قد جدد ، الاثنين الماضي ، تحذيره من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل "خطراً كبيراً" على العراق بشكل عام ، داعياً إلى إيجاد آلية مشتركة لضمان الاستقرار في المناطق التي تشهد نشاطاً لداعش.

موضحاً ، إن إقليم كوردستان ومن خلال تقييمه رصد تصاعداً في الهجمات التي يشنها تنظيم داعش بدءاً من مناطق ديالى وصولاً إلى نينوى . وقال "داعش لا يزال خطراً كبيراً على العراق عموماً... ما يهمنا هو التنسيق والمساعدة بين أربيل وبغداد وقمنا بمحاولات عديدة بشأن هذا الملف".

مبيناً "لكن مع الاسف بغداد لم تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد" مبيناً أن "مستوى التنسيق مع إقليم كوردستان بهذا الشأن ليس بالمستوى المطلوب".

مشدداً ، بالقول "نسعى لإيجاد آلية للعمل المشترك يضمن عدم زيادة خطورة داعش بالتعاون مع بغداد والتحالف الدولي " .

ويعجز تنظيم داعش عن تأمين إمداداته العسكرية والمواد الغذائية ومنها الماء الصالح للشرب في قره جوغ لقسوة الجغرافيا والطبيعة فيه، إلا أنه يوفر حاجاته من خلال عمليات التهريب التي يدفع من أجلها أموالا طائلة.

استغلال كورونا

وعطّل تفشي فيروس كورونا عمل الكثير من الوزارات والمؤسسات الأمنية العراقية ، وهذا ما دفع البرلمان لعدم عقد أي جلسة له منذ فبراير/رشباط الماضي وجعله بعيدا عن مهامه الرقابية ومنها لجنة الأمن والدفاع.

واستغل داعش هذه الحالة لتنفيذ بعض الهجمات في مناطق متفرقة من البلاد، بحسب كاطع الركابي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ، الذي أوضح في تصريح صحفي أن لجنته لم تعقد أي اجتماع منذ فترة طويلة لمناقشة الملفات والقضايا الأمنية الحساسة، إلا أن هناك تواصلا عن بعد بين أعضاء اللجنة.

وأضاف أن القوات العراقية رغم تمكنها من هزيمة التنظيم عسكريا فإنه مازال يحتفظ ببعض الخلايا داخل البلاد ، وهذا ما ساعده في تنفيذ عمليات ضد قوات الأمن بين فترة وأخرى سواء كان على الشريط الحدودي مع سوريا أو داخل المدن مثل نينوى وصلاح الدين وديالى.

ورغم أن تنظيم داعش خسر معظم قدراته بالعراق فإنه يحاول إعادة ترتيب نفسه من خلال التواصل مع بعض الشخصيات التي ما زالت موالية له ، ومحاولة اختيار مناطق بعيدة ذات ثغرات أمنية مثل المناطق الفاصلة في حدود صلاح الدين والأنبار وديالى ومناطق غرب نينوى والشريط الحدودي بين العراق وسوريا إضافة إلى الكهوف والوديان الوعرة.

وبذلك يعود التنظيم إلى تكتيك اعتمده تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين عام 2006، كما يقول المحلل الأمني فاضل أبو رغيف.

واعتبر أبو رغيف أن تنظيم داعش يسعى لتوظيف تفشي فيروس كورونا وتأزم الوضع السياسي لتنفيذ هجمات على القوات الأمنية، مؤكدا أن الظروف الحالية بالعراق مواتية للتنظيم لتنفيذ هذه الهجمات.





basnews
Top