• Monday, 23 December 2024
logo

تهديدات كتائب حزب الله تحرج داعميها وتهدد مصير المكلف الثالث

تهديدات كتائب حزب الله تحرج داعميها وتهدد مصير المكلف الثالث
رغم تسلّم مصطفى الكاظمي رسمياً التكليف بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، من رئيس الجمهورية برهم صالح، عقب اعتذار سلفه عدنان الزرفي، وبحضور شخصيات رفيعة من كل الكتل والمكونات السياسية، في دلالة واضحة على حراجة الموقف في البلاد، إلا أن تهديدات كتائب حزب الله للكاظمي لازالت تشكل مخاوف من تأثيرها على الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق.

المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي أبو علي العسكري، اتهم في وقت سابق، رئيس جهاز المخابرات العراقية، مصطفى الكاظمي، بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ عملية مقتل القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي سابقاً أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي، والتي تسببت بجدل بين الأوساط العراقية والإقليمية والدولية، حيث قامت إيران بالرد عسكرياً على هذه العملية، من خلال قصف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار.

المخاوف من احتمالية تجدد هذه التهديدات تأتي في ضوء التأثير القوي للفصائل المسلحة على مختلف الجوانب في البلاد، وتأثيرها حتى على صناعة القرار السياسي، فالمطلعون على حيثيات تكليف الكاظمي، يدركون أن الأخير لم يكن مستساغاً ولا الخيار الأول القطعي لدى الأطراف الشيعية، المعنية بالدرجة الأولى في اختيار المرشح لرئاسة الوزراء، وفق التوافقات التي دأبت عليها الأعراف السياسية في البلاد عقب 2003، لذا فانها وافقت عليه مؤخراً، عقب رفضها شبه التام لتولي عدنان الزرفي، المحسوب على ائتلاف النصر بقيادة رئيس الحكومة السابقة 2014 – 2018 حيدر العبادي.

المراقبون والمحللون السياسيون يرون أن هذه التهديدات ينبغي أن تتوقف، رغم توقف حساب أبو علي العسكري على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، ويؤكدون أن هذه التهديدات ستؤثر على الوضعين السياسي والأمني في البلاد، في ظل ما يمر به العراق من عدة أزمات حادة لم يجد لها حلولاً حتى اليوم، منها تشكيل الحكومة، وطمأنة الشارع العراقي الغاضب من الطبقة السياسية، ومعالجة أزمة البطالة، والقضاء على الفساد، ووقف الانتشار المتزايد لفيروس كورونا، فضلاً عن عدة أزمات أخرى.

المحلل السياسي احسان الشمري يقول لشبكة رووداو الإعلامية إن "تهديدات كتائب حزب الله للكاظمي تدخل في خانة الضغوط عليه"، مبيناً أنه "لم يثبت لحد الآن ضلوع الكاظمي بمقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس".

ويبين أن "هنالك محاولة لكسب المزيد من الضغوط لأجل الوصول إلى مساحة من المكاسب"، مؤكدا أن "تهديد الدولة ليس بصالح الديمقراطية في البلاد".

ويرى الشمري أن "هذه التهديدات والاتهامات من قبل الكتائب، للكاظمي، تحرج الأطراف الداعمة لها، والبيانات الصادرة على هذه الشاكلة تربك الوضع الأمني في البلاد".

بدوره، يقول المحلل السياسي أحمد الشريفي لشبكة رووداو الإعلامية إن "كتائب حزب الله لديهم موقف من مصطفى الكاظمي، على خلفية رأيهم في أن لديه علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية"، موضحاً أن "أي شخصية قريبة من الولايات المتحدة تكون هدفاً للكتائب".

ويلفت إلى أن "هذه التهديدات قد تتسبب بعرقلة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، رغم أن الكاظمي وصل إلى التكليف بتوافق"، مرجحاً أن "الكاظمي سيعاني كثيراً من عدة تحديات تواجه عمله المقبل، وستكون الأمور معقدة بوجهه".

ويحذر الشريفي من أن "تشكيل الحكومة وتمريرها داخل مجلس النواب ستكون صعبة، وينبغي أن تكون متناغمة مع الشارع العراقي الغاضب من الأوضاع الحالية في البلاد".

يشار إلى أن رئيس جهاز المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي، الذي نال تكليفه مؤخراً موافقة غالبية الأحزاب السياسية، هو الشخصية العراقية الثالثة التي يتم اختيارها لتشكيل حكومة جديدة في العراق في العام الحالي 2020، بعد محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، اللذين فشلا في الحصول على الدعم الكافي من قبل القوى البرلمانية لتمرير حكومتيهما.






rudaw
Top