• Monday, 23 December 2024
logo

ومضات من نضال الزعيم الكوردي التاريخي مصطفى بارزاني في الذكرى الحادية والأربعين لرحيله

ومضات من نضال الزعيم الكوردي التاريخي مصطفى بارزاني في الذكرى الحادية والأربعين لرحيله
يصادف اليوم الأحد، الأول من مارس / آذار، الذكرى الحادية والأربعين لرحيل القائد الكوردي التاريخي الخالد مصطفى بارزاني، الذي كرس كل سنين حياته لخدمة شعبه والدفاع عن حقوقه المشروعة، ولم يتوانى يوما عن تقديم أكبر التضحيات في سبيل كوردستان وشعبه .

قاد هذا القائد التاريخي الحركة التحررية الكوردية في ظروف ما كان لغيره ان يتجاوزها بحكمة وبصيرة وشجاعة نادرة ميزته عن غيره من الزعماء الذين قادوا نضال شعوبهم.

لم يستسلم يوماً ، كما لم يساوم على قضية شعبه يوماً ، و لم يعرف اليأس خلال نضاله أبداً ، كان وبشهادة الاعداء قبل الحلفاء رجلا صلباً لايلين أمام أعدائه ، ذو شخصية فذة ، يترك أثراً في نفس أي شخصٍ يلقاه ، قسمات وجهه توحي بالقوة ، ضل شامخاً كالجبل خلال حياته التي باتت نهجاً يحتذي به مَن يعشق النضال.

ولد بارزاني الخالد في 14 مارس/آذار 1903 في منطقة بارزان، ساهم عام ١٩١٩ في ثورة الشيخ محمود الحفيد وقاد قوة مؤلفة من ٣٠٠ مسلح لدعم الثورة وكانت نقطة البداية لهذا القائد الاسطوري .

عام ١٩٢٠ انتدبه شقيقه الأكبر الشيخ أحمد للمساهمة في ثورة الشيخ سعيد بيران في كوردستان الشمالية (جنوب شرق تركيا).

ثم شارك أخاه الأكبر أحمد بارزاني في قيادة الحركة الثورية الكوردية للمطالبة بحقوق الكورد القومية .

ثم قاد عام ١٩٣١- ١٩٣٢ القوة الرئيسية للبارزانيين للدفاع عن محور ميركة سور- شيروان، مقابل القوات الانكليزية.

(بالصور) في الذكرى الاربعين لرحيله .. محطات من نضال القائد الكوردي التأريخي مصطفى بارزاني

وفي عام 1935 تم نفيه إلى مدينة السليمانية مع أخيه أحمد بارزاني ، وفي عام 1942 هرب من منطقة نفيهِ ليبدأ حركته الثورية الثانية ١٩٤٣- ١٩٤٥ ثورة بارزان ، قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين.

وفي شرق كوردستان (كوردستان إيران) عندما أعلن الكورد هناك أول جمهورية كوردية في مدينة مهاباد في ١٩٤٦ حضر بارزاني الخالد الحفل المقام بمناسبة اعلان الجمهورية وكان على يمين مؤسسها قاضي محمد، وعين قائداً لجيش جمهورية كوردستان حيث منح رتبة جنرال.

خدم مصطفى بارزاني كقائد للجيش في الجمهورية الوليدة التي لم تدم طويلًا، فبعد 11 شهرًا من نشوئها تم وأدها من قبل الحكومة الأيرانية.

اسس الحزب الديموقراطي الكوردستاني في عام 1946، وانتخب رئيساً له، وأعيد انتخابه للرئاسة في جميع مؤتمرات الحزب .

وبعد أنهيار الدولة الكوردية الوليدة ، توجه بارزاني الخالد إلى الاتحاد السوفييتي مع 500 من بيشمركته سيرًا على الأقدام مجتازين حدودًا جبلية وعرة في إيران وتركيا والعراق تلاحقهم جيوش هذه الدول ، حيث واجهوا عقبات كثيرة في طريقهم وصولاً إلى الحدود الأذربيجانية السوفييتية ودخولهم الاتحاد السوفيتي ، وبقوا هناك لعشر سنوات .

خلال فترة حكم ستالين لقي مصطفى بارزاني ورفاقه معاناة شديدة، وبعد موت ستالين ١٩٥٣ تحسنت أوضاعهم كثيرا، والتحق البارزاني بأكاديمية اللغات في موسكو حيث درس الاقتصاد والجغرافية والعلوم، إضافة إلى اللغة الروسية.

في عام 1958 ومع إعلان الجمهورية العراقية دعى الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم القائد التأريخي الكوردي للعودة إلى العراق وتم استقباله استقبال الابطال وبدأت مناقشات حول إعطاء الكورد بعض مطالبهم القومية، ولكن مطالب البارزاني والشعب الكردي لم تتطابق مع ما كان في نية الرئيس عبد الكريم قاسم إعطاءه للكورد، فأدى ذلك إلى تجدد الصراع مرة أخرى حيث قام عبد الكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل مصطفى بارزاني عام 1961.

وبعد تولي الرئيس العراقي عبد السلام عارف الحكم تم الاتفاق على حل شامل للقضية الكوردية حيث أعلن اتفاق أبريل/ نيسان عام 1964، والذي تضمن منح الكورد الحقوق الثقافية والإسهام في الحكم وبعض الحقوق الأخرى ، إلا أن التيار القومي العروبي تمكن من التسلل إلى السلطة ونسف كل ما أتفق عليه فاستمرت الدولة باجراءاتها القمعية ضد الشعب الكوردي ، فتجدد النزاع المسلح بين الطرفين، وظلت القضية الكوردية تؤرق حكومة بغداد والبارزاني يقضّ مضجع القيادة العراقية.

بعد 9 سنوات من الحرب بين الكورد بقيادة البارزاني أضطرت الحكومة العراقية إلى الأتفاق معه في إتفاقية الحكم الذاتي للكورد في مارس/آذار عام 1970، وسميت باتفاقية اذار التي تعد اول اعتراف رسمي من الحكومة العراقية بحقوق الكورد ، لكن ذلك لم يدم طويلاً بسبب انقلاب قيادة حزب البعث على الاتفاقية عام 1974 وتوقيعهم لأتفاقية الجزائر مع شاه إيران حيث تنازل بموجبها العراق عن شط العرب وعن المطالبة بالأحواز مقابل توقف إيران عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي للثوار الكورد وهذا ماحصل فعلاً .

غادر بعدها مصطفى بارزاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي هناك عام 1979، في مستشفى جورج واشنطن إثر مرض عضال ، وتم نقل جثمانه الى شرق كوردستان ليدفن في مدينة شنو حيت تم بعد الانتفاضة الشعبية في اقليم كوردستان في عام 1991 نقل جثمانه إلى اقليم كوردستان ليعاد دفنه في مسقط رأسه بمنطقة بارزان .

ان المعارك التي خاضها هذا القائد الاسطوري للشعب الكوردي تشهد على ما كان يتحلى به من شجاعة ، عرفه الكورد قائداً حكيما في قراراته ، غيوراً على شعبه و محباً لهم ، و لهذا أحبه الشعب و حمل السلاح معه وكافح تحت رايته وقيادته .
Top