خلال عام.. 29 مليون طفل ولدوا في بلدان الحروب و300 ألف حملوا السلاح
هذا ما كشفته منظمة “رؤية العالم” الدولية وغير الحكومية في آخر تقرير نشرته بمناسبة اليوم العالمي للأطفال المجندين.
وعلى الرغم من المساعي الدولية للقضاء على الظاهرة، إلا أن مشاركة الأطفال في الحروب لا تزال متواصلة. بل زادت انتشارا في السنوات الأخيرة بسبب النزاعات المنتشرة خاصة في الدول الإفريقية الفقيرة.
وذكر التقرير ان ميليشيات مسلحة وقوات شبه عسكرية وأخرى حكومية تلجأ إلى تجنيد الأطفال لاستخدامهم في مهمات عسكرية ولوجستية مختلفة، كمقاتلين، حمالين، عبيد جنسيين، جواسيس، أو حتى كممرضين للاعتناء بالجنود المرضى وعلاجهم.
من هم الأطفال المجندون؟
حددت وثيقتا “مبادئ باريس” و”التزامات باريس” خلال المؤتمر الذي نظمته فرنسا بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 2007 قانونيا مفهوم الطفل المجند، وهو كل طفل يرتبط بقوة أو بجماعة عسكرية دون سن الثامنة عشرة من العمر وكان أو لا يزال مجنّدا أو مُستخدَما بواسطة قوة أو جماعة عسكرية في أي صفة، بما في ذلك على سبيل المثال وليس الحصر، الأطفال والغلمان والفتيات الذين يتم استخدامهم كمحاربين أو طهاة أو حمّالين أو جواسيس أو لأغراض جنسية.
لكن ثمة أطفال اختاروا رفع السلاح بشكل تلقائي بسب الفقر المدقع الذي يعيشون فيه، أو لكسب الرزق، وفي بعض الأحيان من أجل الثأر لمقتل أحد أفراد عائلتهم حسب منظمة “رؤية العالم”.
وتحرم الحروب والنزاعات المسلحة الأطفال من أدنى الحقوق الاجتماعية، كحق التعليم والعيش في كنف عائلاتهم والحق في الصحة والتربية والحياة.
1989: معاهدة حول حقوق الأطفال تحظر تجنيد واستعمال الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما في النزاعات المسلحة.
1997: اعتماد مبادئ كيب تاون التي تنص على منع تجنيد الأطفال وتسريح المجندين منهم، والمساعدة على إعادة إدماجهم في المجتمع.
1998: إنشاء التحالف لوقف استعمال الأطفال المجندين. منظمة “أرض البشر” (مقرها لوزان)، كانت من بين الأعضاء المؤسسين.
2002: رفع البروتوكول الاختياري لمعاهدة حقوق الأطفال في السن الأدنى للتجنيد إلى 18 عاما.
2002: اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية تجنيد أو توريط أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما في نزاع مسلح، جريمة حرب.
وفي ذات السياق ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن أكثر من 29 مليون طفل ولدوا العام الماضي في المناطق تشهد حروباً وصراعات حول العالم، مشيرة إلى النتائج السلبية التي تورثها هذه المواقف لدى الطفل "كارثية" في شتى المجالات.
وأوضح البيان الصادر عن المنظمة الدولية: " أن أكثر من طفل من بين كل خمسة ولدوا العام الماضي، في العالم، جاؤوا إلى الحياة في بلدان تشهد صراعات مسلحة، مثل أفغانستان والصومال وجنوب السودان وسورية، واليمن.
وأضافت المنظمة الأممية في بيانها "أن هؤلاء الأطفال فتحوا أعينهم على الحياة بشكل عام في بيئة متوترة وغير آمنة للغاية، وفي مجتمعات تأثرت من فوضى الصراعات.
واعتبرت المنظمة المختصة بالدفاع عن حقوق الطفل في العالم "أن الأحداث السلبية والصدمات طويلة المدى أو المتكررة قد تؤدي إلى حدوث ما أسمته بـ "الإجهاد السام" عند الأطفال الصغار، مشيرة إلى أن هذا الموقف قد يكون له نتائج سلبية دائمة من حيث تعلم الأطفال وسلوكهم ونموهم البدني والعقلي.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف "هنريتا فور" في بيان صحفي: "تؤدي النزاعات العنيفة في البلدان حول العالم، إلى تقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية للوالدين وأطفالهم بشكل خطير".
وأردفت مديرة المنظمة الدولية قائلة: " لا تستطيع ملايين الأسر الحصول على الأطعمة المغذية أو المياه الصالحة للشرب أو الخدمات الصحية، أو أنها محرومة من بيئة آمنة وصحية لتنمو وتترابط.
ولفتت إلى أنه وبجانب المخاطر الفورية والواضحة، فإن الآثار بعيدة المدى لمثل هذه البداية في الحياة ربما تكون كارثية، مشيرة إلى أنه يمكن أن تؤثر مثل هذه التجارب الممتدة أو التي تتكرر فيها الصدمات النفسية، على تعليم الأطفال وسلوكياتهم وصحتهم البدنية والعقلية.
وخلصت المديرة "فور" في تقريرها إلى أنه وبنهاية المطاف، تحتاج هذه العائلات إلى السلام، لكن حتى ذلك الحين تحتاج إلى مزيد من الدعم للتعامل مع الدمار الذي تواجهه تلك الأسر وأطفالها".
shafaaq