تضمنت تحذيرات.. الكشف عن تفاصيل زيارة عسكرية أمريكية سرّية للعراق
وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين العراقيين، الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، قالوا إن "القيادة السياسية العليا" في العراق، يبدو أنها "جادة" في إعادة التفكير بالعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأوضح مسؤولون عسكريون عراقيون، أن كل الأسلحة والطائرات والتكنولوجيا العسكرية بالأساس أمريكية، وكانت تستخدم في التصدي لتهديدات تنظيم الدولة، ومحاولات عودته في شمال وغرب العراق.
وحذر المسؤولون من احتمالية فقدان تلك التكنولوجيا والعتاد، وضغطوا على القيادة السياسية لتجميد الحديث عن رحيل القوات الأمريكية وانسحابهم الفوري.
ونقلت عن مصادر عسكرية قولها، إن "كبار المسؤولين العراقيين، عارضوا صراحة، الانسحاب الأمريكي".
وقال ضابط عراقي برتبة عميد، يعمل غرب بغداد، "بالنسبة لنا، الوجود الأمريكي يشبه شبكة الكهرباء في المنزل"، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس".
وقالت مصادر أمريكية إن القوات الأمريكية اهتمت طوال الأسابيع الثلاثة الماضية بتحصين قواعدها ضد أي انتقام محتمل إيراني.
وقالت "أسوشييتد برس"، إنها اطلعت على أبراج مراقبة جديدة وحواجز جديدة معززة، في القاعدة الأمريكية بمدينة أربيل باقليم كوردستان.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته: "خلف الأبواب المغلقة أجرينا اجتماعات مع قادة الأحزاب الشيعية كلها تقريبا، وفي الاجتماعات الخاصة كان النهج مختلفا عن الخطاب العلني، وكانوا يبدون رغبة في الحفاظ على علاقة وشراكة ائتلافية".
وتابع قائلا: "قالوا صراحة إنهم يعتبرون أن الوجود الأمريكي ضروري لضمان أمن العراق".
كما قال اثنان من المسؤولين العراقيين إن "العراق أبلغت دبلوماسيين غربيين أنها تشكل لجنة لدراسة مسألة الوجود الأمريكي في العراق"، ولكن نفى في وقت سابق المبعوث الخاص للتحالف العالمي لقتال تنظيم الدولة، جيمس جيفري، وجود مثل تلك اللجنة.
ونقلت الوكالة عن اثنين من المسؤولين العسكريين العراقيين وقائد مليشيا، قولهم إن الحكومة طلبت من الجيش "عدم طلب أي مساعدة من التحالف الدولي الذي تقودة الولايات المتحدة في عمليات مناهضة لداعش"، وطالبتهم بتقليل التعاون في أضيق الحدود.
وقال مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية العراقية: "حتى الآن، لم نطلب من الأمريكيين تقديم المساعدة، بل نعتمد على قدراتنا لملاحقة عناصر داعش".
وتابع: "لكن نعلم أن وجود الأمريكيين في العمليات المشتركة أمر رسمي، لكننا لم نطلب ذلك الوجود".
وقال مسؤول آخر، وهو قائد في خدمات مكافحة الإرهاب التي دربتها النخبة الأمريكية في محافظة الأنبار الغربية، إن "بعض التدريب مستمر، لكن بالنسبة للعمليات العسكرية وتنفيذ العمليات، لا يوجد أي دعم".
كما قال المتحدث باسم التحالف، مايلز كاغينز، إنه لم يتم تنفيذ أي غارات جوية للتحالف ضد "داعش" منذ مقتل سليماني، وتابع: "العراقيون لم يطلبوا المساعدة في الغارات الجوية في الأسابيع الأخيرة في أثناء توقف عملياتنا".
وأجرى الجنرال الأمريكي في مشاة البحرية الأمريكي، فرانك ماكنزي، والقائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، زيارة "سرية" إلى العراق، التقى فيها قادة عراقيين.
وأقر الجنرال الأمريكي في تلك الزيارة بأن العمليات العسكرية المشتركة والتدريب قد تم تقليصهما. ولكنه عاد وقال إن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تقوم ببعض المهام مع القوات الخاصة العراقية.
وتابع: "ما زلنا في فترة من الاضطرابات، لدينا طرق للذهاب".
وحذر ماكنزي في تلك الزيارة المسؤولين العراقيين من أن الانسحاب الأمريكي الشامل، سيؤدي إلى "نكسة كبيرة في القدرات العسكرية العراقية، خاصة تلك القوات التي تحارب داعش".
وحذر ضباط عسكريون عراقيون من أن الانسحاب الأمريكي يمكن أن يكرر سيناريو عام 2011، الذي أدى إلى انهيار الجيش العراقي وعدم قدرته على مواجهة الحرب الخاطفة التي شنها عليه تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014، والتي أعادت القوات الأمريكية مرة أخرى إلى العراق.
وقال مسؤول عراقي: "القوات العراقية الموجودة في غرب العراق تحتاج إلى دعم جوي مستمر ودعم لوجستي".
وأضاف: "يتم توفير هذا الدعم الجوي لنا من قبل قوات التحالف، وخاصة الولايات المتحدة إذا تم إخراجهم سنكون مشلولين".
ونقلت "أسوشييتد برس" تصريحات عن مسؤول استخباراتي كبير في الجيش العراقي: "أصبحت المعركة ضد داعش تقنية بشكل متزايد، ونحن لا نملك أيّا من هذه التقنيات، والجيش الأمريكي فقط هو الذي يمتلك تلك التقنيات".
زاكروس