33 عاماً على رحيل إدريس البارزاني
بعد نكسة 1975، كان إدريس البارزاني يصر دائماً على لزوم عودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم في جنوب كوردستان.
يقول الراحل فلك الدين كاكائي، رفيق درب إدريس البارزاني: "كان إدريس البارزاني متعلماً واعياً، درس المرحلة المتوسطة في بغداد، وكانت له خلفية ثقافية جيدة، كان مهتماً جداً بالفلسفة والشعر العالمي والحركات السياسية في العالم. كان متواضعاً متفانياً، إنساناً مريداً، متفرغاً لخدمة الحركة الكوردية، وكلما راقبته لم أجده قط يريد شيئاً لنفسه، كان باستمرار يردد أمراً واحداً، كان بعد 1975 يقول إننا نحمل أمانة في أعناقنا وهي أن علينا أن نعيد هؤلاء الناس إلى ديارهم، أن نعيد الذين في الجنوب إلى كوردستان، ونعيد الذين في الخارج إلى كوردستان، أن نعيد إعمار تلك المناطق، وكأن الحلم الذي تحقق بعد الانتفاضة (1991) كان حلمه ومناه، كان يقول هذه هي أمنيتنا".
كان إدريس البارزاني يشدد على أهمية العمل المشترك بين الأحزاب الكوردستانية وكان يقول إن الشعب الكوردي سيحقق حقوقه بهذه الطريقة بصورة أسرع وأسهل.
ويضيف الراحل فلك الدين كاكائي، رفيق درب إدريس البارزاني: "في عملية المصالحة العامة، التقى (إدريس البارزاني) أول مرة بمام جلال في طهران، كان مرحّباً ببناء العلاقات مع كل الأحزاب. في 1980 أقمنا العلاقات أول مرة مع الحزب الاشتراكي واستضفناه، وجاء د. محمود ممثلاً عن مكتبهم السياسي إلى رازان والمكتب السياسي واستقبله إدريس، ثم فعل ذلك مع كل الأحزاب الأخرى. أي أن إدريس البارزاني هو الذي مهد لقيام الجبهة الكوردستانية، لكن للأسف كان قد رحل عندما تم اتخاذ قرار تشكيل الجبهة الكوردستانية".
كان إدريس البارزاني يرتبط بعلاقة متينة مميزة مع الرئيس مسعود البارزاني، وكان الكل يشعرون دائماً بهذه العلاقة.
يشير فلك الدين كاكائي إلى هذا أيضاً ويقول: "في العام 1979 عقد المؤتمر التاسع (للحزب الديمقراطي الكوردستاني) في ظل ظروف صعبة للغاية، كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني محاصراً من جهات عدة داخل كوردستان وخارجها، فإضافة إلى الجانب العسكري كان محاصراً سياسياً أيضاً. شهد ذلك المؤتمر توافقاً، وتم انتخاب مسعود البارزاني رئيساً وعلي عبدالله سكرتيراً للحزب، وقبل كاك إدريس بكل بساطة وأريحية أن يكون عضواً في المكتب السياسي. كان موضع تقدير دائم، فبينما كان كاك مسعود رئيساً، كان دائماً يترك لكاك إدريس كل الأمور الأساس في المجالات السياسية والجماهيرية وفي مجال العلاقات ".
توفي إدريس البارزاني في 31 كانون الثاني 1987 في بلدة (سليفانا) التابعة لمدينة أورمية في شرق كوردستان، ووري الثرى إلى جانب والده مصطفى البارزاني في مدينة أشنوية، وبعد انتفاضة 1991 أعيدت رفاتهما إلى إقليم كوردستان ليواريا الثرى في بارزان.
rudaw