• Monday, 23 December 2024
logo

عفرين... وضعٌ معيشي مزري وانتهاكاتٌ تطال كلّ شيء

عفرين... وضعٌ معيشي مزري وانتهاكاتٌ تطال كلّ شيء
« ... أنا أختنق ... ما يحدث في عفرين لا يُصدّق ولا يُطاق... الجميع شارك في بيع عفرين والجميع تخلّى عن عفرين... » هذه بعض الكلمات من مكالمة هاتفية تلقّيناها مساء الأوّل من يناير/كانون الثاني 2020 من الكهل العفريني ( ل.ت)، المقيم في مركز مدينة عفرين. غصّت الكلمات في حلقه وأجهش بالبكاء حينما قال: « اليوم، جاءت إرملة كردية، في الثامنة والعشرين من عمرها، تعبّر عن استعدادها لبيع جسدها مقابل ألفي ليرة سورية (أقل من 3 دولارات) لتأمين خبز وطعام يومٍ واحدٍ لأطفالها اليتامى ».

تحدّث المواطن العفريني بمرارة عن أوضاع منطقته التي تشهد تدهوراً على جميع الصعد، من غياب الأمن والأمان، وتردّي الأوضاع المعيشية نتيجة الغلاء الفاحش وغياب الموارد، وعمليات السطو والنهب المنظّم من قبل الجماعات المسلّحة الموالية لتركيا، وعمليات الاعتقال والخطف وفرض الفدية والأتاوات، وغياب تامّ للعدالة في ظلّ هياكل القضائية شكلية تديرها الجماعات المسلّحة باشرافٍ تركيّ مباشر.

عزا (ل.ت)، الذي حجب هويته الحقيقة لدواعي أمنية، حالة الإرملة الكوردية، التي أكّد أنّها ليست الوحيدة، إلى الوضع الاقتصادي المزري وغلاء المعيشة الفاحش وغياب المنظمات الدولية الإنسانية عن تقديم المساعدات للمحتاجين إليها. فأسعار المواد الأساسية في أسواق عفرين مرتفعة للغاية، حتى مقارنة بدخل الموظّفين لدى الدوائر التابعة للسلطات التركية والحكومة السورية المؤقّتة. يقول ( ل.ت) لرووداو: « يبلغ متوسّط راتب الموظّف 600 ليرة تركية (تعادل أكثر من 100 دولار بقليل)، في حين أنّ لائحة أسعار المواد الأساسية هي كالتالي: 1كغ لحم أحمر 7000 ليرة سورية، 1كغ لحم أبيض 1500 ل.س، 1كغ سكر 600 ل.س، 1كغ خبز 400 ل.س، 1كغ طماطم 700 ل.س، 1 ليتر بنزين 750 ل.س، 1 ليتر مازوت 700 ل.س، أسطوانة غاز منزلي 9500 ل.س ». ويردف: « كلّ هذا الغلاء، في ظلّ غياب المنظمات الإنسانية الدولية في منطقة عفرين، في حين أن المكتب الإغاثي في عفرين التابع لتركيا والجمعيات المرتبطة به تقدّم مساعدات بشكل رئيسي للمستوطنين، ولا تهتمّ بمعاناة أبناء المنطقة الأصليين ».

الزواج مقابل الأمن:

تنتشر في منطقة عفرين على نحوٍ واسع ظاهرة زواج الفتيات الكرديات من عناصر الجماعات المسلّحة الموالية لتركيا أو العرب والتركمان المستوطنين، وذلك سعياً لتأمين الحماية من عمليات الاختطاف والاعتقال والسطو والنهب، حسب (ل.ت) الذي كشف لروداو أنّ « هناك أكثر من 150 حالة زواج لفتيات كورديات من عناصر الجماعات المسلّحة الموالية لتركيا ؛ منها 17 حالة مثبتة في ناحية بلبل، و7 حالات في بلدة راجو، و5 حالات في قرية معراتة، وحالتان في قرية ميدانكي، والعشرات من الحالات في مركز المدينة والنواحي والقرى التابعة لها ».

مسنّون ومسنّات في حالة عزلة وفقرٍ مدقع:

أدّت ظروف الحرب التي خاضتها القوات التركية والجماعات المسلّحة للمعارضة السورية الموالية لتركيا على منطقة عفرين والسيطرة عليها إلى هجرة وتهجير واسعين من المنطقة. ومن ضمن نتائج هذه الهجرة وهذا التهجير بقاء المئات من المسنّين والمسنّات لوحدهم. يقول (ل.ت) لرووداو : « في مدينة عفرين وحدها، هناك ما يقارب ثلاث مئة مسنّ ومسنّة يعيشون لوحدهم بلا معيل، ويعانون ظروف حياتية قاسية، يفتقرون فيها لأبسط مقوّمات الحياة من تدفئة وغذاء ودواء، رغم أنّ بعضهم يعاني من العجز أو الأمراض المزمنة ». ويورد مثالاً على ذلك، حالة المسنّة فاطمة حنّان، البالغة من العمر تسعين عاماً، وتعيش لوحدها دون أيّ مورد. فقد توفّي زوجها (حسين عبدو) يوم الثلاثاء المنصرم، الموافق 7 يناير/كانون الثاني 2020، ولم يكن بحوزتهم ما يكفي من المال لشراء الكفن ومصاريف الدفن ليتكفّل بها بعض أبناء المدينة.

أكثر من ألفي مختطف مجهول المصير:

تحدّثت شبكة روداو إلى القانوني (ر.ق) من داخل مدينة عفرين حول أعداد المعتقلين والمخطوفين، فقال: ( منذ الغزو التركي لمنطقة عفرين واحتلالها، بلغ عدد المخطوفين والمعتقلين 7227 شخصاً، لايزال مصير 2112 منهم مجهولاً، وذلك حسب المسح الذي أجراه حقوقيون ومحامون يتابعون ملفّ الانتهاكات التي ترتكبها السلطات التركية المحتلة والمجموعات المرتزقة التابعة لها).

عفرين على وشك أن تفرغ من الكورد الإيزيديين:

منطقة عفرين التي كانت موطن أكثر من 35 ألفاً من الكورد الإيزيديين، الذين يشكلوّن أحد مكوّناتها العريقة بتراثها الديني والثقافي الشاهد على هذه العراقة، تكاد تفرغ نهائياً من الكورد الإيزيدين، وتراثهم مهدّد بالإزالة. علي عيسو، الناشط الكوردي الإيزيدي، المتحدّر من منطقة عفرين ومدير مؤسّسة إيزدينا، تحدّث إلى رووداو عن واقع الإيزيديين في أعقاب ما أسماه بالاحتلال التركي للمنطقة، واتّهم السلطات التركية بتعمّد تهجير الإيزيديين وإزالة الآثار والشواهد التاريخية الدالّة على عراقة وجودهم في المنطقة. يقول علي عيسو: « يتوزع الإيزيديون في 22 قرية في عفرين بالإضافة إلى مركز المدينة، وأعدادهم كانت قبل الغزو التركي حوالي 35 ألف نسمة. قبل حوالي الشهرين ومن خلال فريق ميداني يعمل لدينا في عفرين، تبيّن أنّ النزوح القسري طال حوالي 90% من الايزيديين وظل في عفرين المحتلة فقط 10%. ».

وأورد عيسو بعض النماذج من قرى المنطقة : « وعلى سبيل المثال، قرية بافليون الإيزيدية التي كان فيها حوالي 350 إيزيدي قبل الاحتلال، لم يعد فيها اليوم حتى إيزيدي واحد. وقرية قسطل جندو الإيزيدية بالكامل، ظل فيها حوالي 60 شخصاً من أصل 1000 شخص كانوا يقيمون فيها قبل الاحتلال. وأيضًا قرية فقيرو الإيزيدية بالكامل، ظل فيها فقط مئة شخص من أصل 1200 شخصاً قبل الاحتلال ».

وكشف عيسو لرووداو أنّ : « عدد المدنيين الذين استشهدوا منذ بداية الحملة العسكرية التركية على عفرين وإلى اليوم هو، 18 مدنياً، بينهم خمس نساء وخمسة أطفال. من بين الشهداء، امرأتان ورجل قتلوا بشكل مباشر ومتعمد من قبل الفصائل المتطرفة التي تدعمها تركيا. إمراة قتلت من خلال رمي قنبلة على منزلها. وفتاة قتلت بإطلاق الرصاص عليها مباشرةً. ورجل قتل بشكل مباشر بطلقٍ ناريّ ». ومن بينها، حالة الفتاة الإيزيدية نرجس داود من قرية كيمار التي قتلت يوم 18/11/2019 في عفرين على أيدي المجموعات الإسلامية المسلّحة، وحصلت شبكة رووداو الاخبارية على مشاهد حصرية لمراسم تشييعها في مسقط رأسها.

انتهاكات وإهانات دينية بحق الإيزيديين الباقين في المنطقة:

تحدّث المواطن الناشط الإيزيدي (س. د)، 40 سنة، ومقيم في دولة أوروبية، طلب عدم الكشف عن هويته الكاملة خشية أن يلحق أذى بذويه في المنطقة على يد الجماعات الإسلامية المسلّحة الموالية لتركيا، إلى رووداو عن إنتهاكات بحقّ الإيزيديين تنال من معتقداتهم الدينية ومزاراتهم ومدافنهم. يقول (س.د): « يتم فرض إسكان عوائل عربية مستوطنة في بيوت الأسر الكردية الإيزيدية في القرى الإيزيدية. يقوم المستوطنون بتقاسم ما في المنازل من أثاث ومؤن، ويقومون بأداء الصلوات والشعائر الدينية وسط سكنة المنزل الأصليين ويحاولون التأثير على الأطفال والناشئين لدفعهم نحو اعتناق الإسلام، ويتفوّهون بكلمات تثير حساسية دينية واجتماعية لدى الإيزيديين. كما يحاولون فرض الزي والمظاهر الإسلامية على الإيزيديين من قبيل إلزام الرجال بإطلاق لحاهم ». تمارس المجموعات المسلّحة عمليات نهب منظّمة، إذ يقول (س.د): « هناك عدّة حالات قام فيها المسلّحون بالاستيلاء على وسائط النقل والآلات الزراعية العائدة لمواطنين إيزيديين، وفرض أتاوات مقابل إعادتها تعادل قرابة نصف قيمتها، ويتم إعادتها بعد انتزاع معظم قطع غيارها، ومن ثمّ بعد أن يقوم أصحابها بإصلاحها تتمّ من جديد مصادرتها نهائياً بذريعة أنّها غنائم من الكفّار». وقد ذكر هذا الناشط لرووداو حالات محدّدة بالأسماء والمبالغ والتفاصيل، وطلب عدم ذكرها في التقرير بالتفصيل، تجنّباً لإلحاق أذى إضافي بالضحايا.

كما تحدّث (س.د) لرووداو عن ممارسات الجماعات المسلّحة بحقّ مزارات الإيزيديين ومدافنهم، فقال : « أقدمت الجماعات المسلّحة على تدمير مدافن الكورد الإيزيديين في قرية قيبار (3 كم شرق مدينة عفرين)، والتي تُعدّ بمثابة عاصمة الكورد الإيزيديين في عفرين. ففي عام 1925 افتتح ديرويش آغا، آغا الإيزيديين أوّل مدرسة تعليمية في منطقة عفرين في القرية بمباركة من الأمير جلادت بدرخان، وأمير الإيزيديين الذي منح ديرويش آغا وثيقة تعيّنه وكيلاً له على الإيزيديين في سوريا، وقد صادقت السلطات الفرنسية آنذاك على تلك الوثيقة. كما أقدموا على تدمير مزاري جيل خانة المقدّس وملك آدي في القرية نفسها. وكذلك تمّ تدمير مقام شيخ جنيد في فقيرا وتجريف مقابر شيخ سيدي في القرية ذاتها بحثاً عن الآثار والكنوز. في حين قاموا بتدنيس مزاري باصوفان وشاديري ومقابرهما. وفي قرية قسطل جندو، قاموا بتدمير مزار بارسه خاتون، بعد أن قامت الطائرات التركية بقصفه ». وقد كشف الناشط الإيزيدي لشبكة رووداو أنّ هذه الانتهاكات وغيرها قد وثِّقت بالتفصيل وقُدِّمَت إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا في 22 آب/أغسطس 2011 بموجب القرار S-17/1 الذي اعتُمد في دورته الاستثنائية السابعة عشرة وعهد إليها بولاية التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان منذ آذار/مارس 2011 في سوريا.

سلطة احتلال لا تحترم التزاماتها القانونية:

يعتبر المحامي عماد شيخ حسن، مدير مركز ليكولين للأبحاث والدراسات القانونية، المرخّص في ألمانيا، أنّ تركيا سلطة احتلال في عفرين، ولكنّها لا تقوم بواجباتها بهذه الصفة. تحدّث القانوني الكوردي، المتحدّر من منطقة عفرين، إلى رووداو قائلاً: « بموجب لائحة لاهاي لعام ١٩٠٧ واتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩، تكون سلطة الاحتلال ملزمة باحترام وتطبيق القوانين النافذة والسارية قبل الاحتلال في الاقليم المحتل.

وهذا ما لا نجده في عفرين كمنطقة محتلة من قبل تركيا، حيث، وباختصار، يخضع سكان المنطقة المحتلة لقوانين وأحكام خاصّة غير معلومة المصدر، ولا يمكن وصفها بالقوانين أصلاً، عدا قوانين الأحوال الشخصية، أما الجهات أو الهياكل القضائية، فيمكن القول بأن لا وجود لها، حيث يتولى المسائل الجزائية أناس يتبعون وينتمون للفصائل المسلحة التي تكون ولايتهم شكلية ودون أي سلطة على تلك المسائل بينما السلطة الفعلية والتامة هي للمخابرات التركية .أما المسائل المدنية، فتخضع الولاية والنظر فيها إلى أكثر من جهة، تستقلّ كل منها بنظام خاص. فهناك، مثلاً، المحكمة الشرعية التابعة لفصائل السلطان مراد وهناك المحكمة الشرعية والاقتصادية في مناطق نفوذ فصائل اخرى .كما أنّ هناك محاكم مدنية وعسكرية تتبع للأتراك مباشرة. أما القانون الواجب التطبيق في مسائل الأحوال الشخصية، كالإرث والزواج وسواهما فهو قانون وحكم الشريعة الإسلامية، وليس القانون السوري».

قطع أكثر من عشرين ألف شجرة زيتون :

يقول الناشط الكردي ر. ب.ح من منطقة عفرين لرووداو : « عمليات قطع أشجار الزيتون من قبل مسلحي الفصائل المسلّحة والمستوطنين ممنهجة، ويقدّر عدد الأشجار المقطوعة حتى الآن بأكثر من 20 ألف شجرة مثمرة، في حين أن الأشجار الحراجية تتعرّض للقطع على نحوٍ أوسع بحيث بات الغطاء النباتي والغابات الحراجية في عفرين مهدّدة على نحوٍ خطير». ويضيف: «خلال الأيام الأولى من شهر يناير/كانون الثاني عام 2020، أقدمت المجموعات المسلّحة على قطع 350 شجرة زيتون في سهل ناحية بلبل، تعود ملكيتها للمواطن محمد خليل، من أهالي قرية شنغيل في منطقة ميدانا ».

وفي يوم الأحد 17 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، اتّصل الناشط الكردي ح.ج من منطقة عفرين، مع شبكة رووداو الإعلامية، وزوّدها بمقاطع مصوّرة تُظهر حقل زيتون وقد قٌطِعت أشجاره، وقال الناشط: « أقدمت عناصر الجبهة الشامية الذين يقع مقرّهم في قرية (كفرمز)، على قطع 150 شجرة زيتون في قرية كقر جنة، تعود ملكيتها للسيّدة الكوردية حميدة رشيد حمدوش».

مرحلة جديدة من التغيير الديمغرافي تهدّد الوجود الكوردي:

شكّلت المعارك التي تشنّها القوات الحكومية السورية، بدعمٍ من سلاح الجوّ الروسي، على المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من محافظة إدلب المتاخمة لعفرين مناسبةً جديدة لنزوح عشرات الآلاف من تلك المناطق نحو منطقة عفرين. في ليلة 10 يناير/ كانون الثاني، اتّصلت رووداو بوجيهٍ اجتماعي (طلب عدم الإشارة إلى اسمه حفاظاً على سلامته) مقيمٍ في عفرين ومطّلعٍ على عملية توطين العائلات الوافدة مؤخّراً على المنطقة، فأكّد أنّ المعلومات والاحصائيات التقديرية التي يتمّ تسريبها من حواجز المسلّحين على الدروب التي يسلكها الوافدون الجدد تقدّر عدد الذين دخلوا إلى كامل منطقة عفرين ينوف على مئة ألف شخص.

وقد أكّد أنّ هذه الموجة الجديدة من الوافدين قد أغرق مدينة عفرين بالمستوطنين العرب، بحيث باتت نسبة العرب في المدينة تزيد عن 80%، بينما كانت قبل هذه الموجة بين 60-65%، في حين كانت نسبة العرب في المدينة لا تزيد عن 8% قبل بدء الحرب الأهلية السورية.

تلجأ المجموعات المسلّحة إلى إسكان العوائل العربية قسراً مع العوائل الكوردية في منازله دون احترام حرمة وخصوصية هذه الأسر. تحدّث ناشطٌ كردي من قرية كفر جنة (طلب عدم الإشارة إلى اسمه حفاظاً على سلامة ذويه في القرية) إلى رووداو عن العدد الكبير للعوائل العربية التي تمّ توطينها في قريته، قائلاً : « تمّ حتى الآن توطين 250 عائلة عربية في القرية، فرضت المجموعات المسلّحة إقامة بعضها بين العوائل من السكان الأصليين في القرية في منازلها. في حين لا تزال قرابة مئة عائلة من السكان الأصليين مهجّرة عن القرية ».

ومن قرية كفر صفرة التابعة لناحية جندريس، تحدّث مصدر (طلب عدم الكشف عن هويّته حفاظاً على سلامته عائلته في القرية) إلى رووداو عن فرض إقامة العوائل العربية المستوطنة بين العوائل الكوردية في منازلها : « أرغم المسلّحون 12 عائلة من القرية على استقبال عوائل العربية في منازلها وبين أفراد أسرها. وحينما اعترضت المسنّة فيدان حاجي على إسكان عائلة عربية في بيتها، وهدّدت بالإقدام على الانتحار بإشعال النار في جسدها، لم يهتموا لاعتراضها وأسكنوا عائلة عربية في بيتها عنوةً ».

آزاد عثمان، مسؤول التنسيق بين المنظمات الإغاثية والنازحين في عفرين، تحدّث إلى رووداو، وقال أنّ هناك مبالغة في أعداد العرب الوافدين الجدد إلى عفرين : «عدد العائلات النازحة من ريف إدلب التي وصلت إلى عفرين هو 1460 عائلة. تقيم العائلات في 7 مراكز إيواء مؤقّتة، بالإضافة إلى أنّ عدد منهما تقيم في بيوت أقاربها الذين سبق وصولهم إلى المنطقة». وأشار عثمان إلى أنّ الآلاف من المسلّحين قد غادروا منطقة عفرين للمشاركة في معارك شرق الفرات، ثمّ لحقت بهم عوائلهم : « منذ بداية معركة شرقي الفرات، خرج حوالي 4000 مقاتل إلى الجبهات، ومنذ شهر، لحقت عوائل أغلبهم بهم إلى تلك المنطقة ».

قادة مجموعات وفصائل تقترن أسمائها بالانتهاكات:

من خلال اتّصال شبكة رووداو مع مصادر متعدّدة في داخل عفرين وخارجها، من منظّمات حقوقية ومراكز ومؤسسات توثيق الانتهاكات ونشطاء وأشخاص تعرّضوا للانتهاكات شخصياً، كان ثمّة إجماعٌ أنّ جميع الفصائل المسلّحة للمعارضة السورية الموالية لتركيا ترتكب الانتهاكات، إلّا أنّ الفصائل والقادة الأكثر تورطّاً في هذه الانتهاكات، حسب من اتّصلت بهم رووداو، هم: الجبهة الشامية، وقائدها العقيد أبو علي سجو، المتحدّر من قرية سجو التابعة لمنطقة اعزاز، وكذلك قائد الجبهة المذكورة في بلدة موباتا، شيخ جمعة، ومسؤولها الأمني في البلدة ذاتها، محمد حزواني. فرقة سلطان مراد ذات الأغلبية التركمانية بقيادة فهيم عيسى التي تسيطر على مناطق بلبل وشرا وراجو. فرقة المعتصم في مدينة عفرين بقيادة أبو العبّاس عباس. لواء سمرقند ذات الغالبية التركمانية بقيادة ثائر معروف، الذي يسيطر على مجموعة قرى تابعة لناحية جندريس، وأكبرها قرية كفر صفرة. لواء السلطان سليمان شاه، بقيادة محمد الجاسم (أبو عمشة)، المتحدّر من بلدة الجوصه في ريف حماه الشمالي، والذي يسيطر على ناحية شية وبعض قرى ناحيتي موباتا وجندريس. مجموعة الحمزات وقائدها معتزّ عبدالله، المتحدّر من منطقة الغاب وسط سوريا، ويسيطر على مجموعة قرى غرب عفرين منها معراته وبابليت وخلنير وكفرشيل، سطا هو وأفراد عائلته على الكثير من بيوت سكان هذه القرى ووسائطهم الزراعية ونهب ممتلكاتهم من أفران ومحلات، واعتقل العديد منهم، ويفرض ضرائب زجرية تصل إلى حدّ 80% من محاصيل الفلاحين. مجموعات الشرقية وقائدها في عفرين الملقّب بـ (نعوّم)، المتحدّر من ريف دير الزور الشرقي.





rudaw
Top