تقرير أمريكي يكشف تفاصيل «سرقات» العصائب والأذرع المالية للخزعلي
وتشير المعلومات إلى أن الخزعلي أنشأ فريقاً اقتصاديا يضم أشخاصاً داخل وخارج العراق أحدهم مقيم في ألمانيا لإدارة الأموال التي تحصل عليها ميليشيا عصائب أهل الحق الموالية لإيران من عمليات فساد وتهريب نفط وغيرها.
متى بدأت القصة؟
وفقا للمسؤول الحكومي، الذي تحدث لموقع ‹الحرة› الأمريكي، وطلب عدم ذكر اسمه، فقد بدأت قصة جمع الأموال الضخمة من قبل الخزعلي وشقيقه بعد سيطرة عصائب أهل الحق على مناطق من محافظة صلاح الدين ومدينة الموصل وأجزاء من مدينة كركوك بعد تحريرها من تنظيم داعش في 2015 و2016 و2017.
ويضيف المسؤول، أنه ومن خلال ألويتهم القتالية التي تنضوي تحت جناح هيئة الحشد الشعبي متمثلا باللواء 41 و42 و43 سيطر الشقيقان على حقول نفط، وقاموا بإحداث فتحات في أنابيب نفطية كما كان يفعل تنظيم داعش.
ويتابع أن «الشقيقين قاما بعدها بسرقة النفط وبيعه إلى شركات ناقلة تقوم بتهريب النفط عبر إقليم كردستان ومنه إلى خارج العراق».
ويؤكد أنه «بعد تحرير مصفاة بيجي في صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش تمركزت ميليشيا عصائب أهل الحق فيها وقامت بتفكيك المصفاة بالكامل، ليتم بعد ذلك بيع أجزائها بمبلغ زهيد لا يتجاوز 20 مليون دولار إلى تاجر عراقي باعه بدوره إلى مافيا تجارية في دولة مجاورة للعراق».
ويلفت المسؤول الحكومي إلى أن «بعض المسؤولين في وزارة النفط العراقية تواطؤوا مع العصائب من خلال إحالة عقود تنظيف وصيانة نفطية لشركات تجارية وخدمات نفطية مملوكة لأفراد في الميليشيا لضمان بقائهم بحقول النفط تحت مسمى الصيانة».
ويبين أن «هذا الأمر حصل في حقول علاس وبعض الحقول في كركوك والموصل وصلاح الدين»؟
ويوضح أنه «تم أيضا منح الشركات التابعة للعصائب عقدا ضخما يقضي بإعطائهم نسبة 10 في المئة من أرباح شركة متعاقدة مع وزارة النفط تقوم بنقل النفط العراقي، مما ضخ عليهم ملايين الدولارات».
وإضافة إلى الموارد المالية المستحصلة من عمليات تهريب وبيع النفط، يؤكد المسؤول الحكومي أن «فصائل تابعة لقيس الخزعلي سيطرت أيضا على سكراب مدينة الموصل لتقوم ببيعه إلى معامل بملايين الدولارات».
الشبكة المالية
بعد أن تضخمت مواردهم المالية عمد قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي إلى «إنشاء إمبراطورية مالية خارج العراق من خلال تحويل الأموال إلى دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا» وفقا للمسؤول.
تتكون هذه الإمبراطورية من فريق اقتصادي مكون من ثلاث شخصيات يتبعون ميليشيا عصائب أهل الحق تدعى «الدائرة الاقتصادية» ويترأسها مسؤول أعلى يدعى ثابت حسين الربيعي الملقب أبو ورود.
يمتلك الربيعي إقامة دائمة في ألمانيا منذ عام 2016، وفقا للمسؤول الذي أكد أن الربيعي بدأ ينقل الأموال إلى ألمانيا وبعدها فرنسا وإيطاليا واستثمارها في مشاريع كبرى.
كما قام الربيعي بإيداع جزء من هذه الأموال بمصارف أجنبية تحت أسماء زوجة قيس الخزعلي وزوجة شقيقه ليث وأفرادا من أسرتيهما، بحسب المسؤول.
يقول المسؤول الحكومي إن الطائي هو «الذراع الأيمن لزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في عمليات نقل الأموال للخارج كما أنه المساعد الأبرز لثابت الربيعي».
ويضيف «يحمل أمير الطائي جوازا دبلوماسيا مما يسهل تنقله بين الدول والحصول على تأشيرات الدخول لدول في أوروبا إضافة إلى امتلاكه إقامة في إحدى الدول الأوروبية»، كما يشير المسؤول.
كما «عمل أمير سابقا مستشارا لوزير الداخلية السابق قاسم الأعرجي وقام بالاستيلاء على عقود كبيرة لصالحه الشخصي ولصالح العصائب وحول المبالغ إلى دول أوروبية»، ووفقا للمسؤول فإن «أموال الطائي الشخصية التي استولى عليها أثناء فترة عمله مع الوزير قاسم الأعرجي تقدر بحوالي 25 مليون دولار».
وهاب الطائي
«هو شقيق أمير الطائي ويعمل حاليا مستشار في وزارة الداخلية ونائب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية ونائب رئيس نادي الشرطة الرياضي، ويعتبر الواجهة الدولية للاستثمار ونقل الأموال في الدول الأوروبية»، كما يذكر المسؤول.
ويضيف أن «وهاب الطائي استولى، بالتنسيق مع شقيقه أمير، على عقود في وزارة الداخلية لصالح ميليشيا العصائب، وبنفس الفترة عمل الشقيقان بصفة مستشارين لوزير الداخلية قاسم الأعرجي السابق الذي منحهم صلاحيات كبرى وجوازات دبلوماسية».
ويؤكد أن «الطائي سهل أيضا حصول عدد محدود من القيادات الخاصة والتي تعمل في الفريق الاقتصادي الدولي لميليشيا العصائب على جوازات سفر».
يشير المسؤول إلى أن «وهاب الطائي كان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم كتلة صادقون التابعة لعصائب أهل الحق، في عام 2014 وتم إبعاده عن العصائب وتكليفه بمهمة العمل كمستشار للأعرجي».
يؤكد المسؤول أن «وهاب الطائي زعم أنه قطع علاقاته مع العصائب لكي يعمل كواجهة خفية للميليشيا ويحول ويستثمر أموالهم بالخارج دون أن يشعر به أحد وبتوجيه مباشر من قيس الخزعلي».
ويلقب (رنكو) وهو من أشرف على عمليات تفكيك وبيع مصفاة بيجي وبيع «سكراب» الموصل والتي درت ملايين الدولارات لصالح مليشيا عصائب أهل الحق، حسب المسؤول الحكومي.
كما أفادت وسائل إعلام محلية أن الساعدي يمتلك نحو ثلث أسهم الجزيرة السياحية في الموصل التي حصلت فيها حادثة غرق العبارة في مارس الماضي وراح ضحيتها عشرات الأشخاص.
كما تنقل بعض تلك الوسائل عن صاحب العبارة ويدعى عبيد الحديدي التي غرقت قوله إنه تلقى تهديدات بالقتل من قبل الساعدي مالم يدفع 3 ملايين دولار إتاوة له.
باسنيوز