تسجيل 135 صنفاً من العنب في إقليم كوردستان
دفعت الرغبة في زراعة وإنتاج أصناف جديدة من الكروم تاجر أقمشة من السليمانية إلى السعي للحصول على أصناف جديدة منها، وفعلاً ظفر بثمانية أصناف ممتازة زرعها في بستانه، ومنها أصناف عليها طلب كثير من مختلف أنحاء العالم.
أصبح شيخ صديق باراوي بفضل شغفه هذا اسماً معروفاً في مجال إنتاج العنب في كوردستان، وهناك طلب كبير على الشتلات التي ينتجها ليس في كوردستان فقط بل في دول عربية أيضاً.
يقول شيخ صديق باراوي: "كنت مولعاً بإجراء تحديث في مجال زراعة الكروم وأستورد أصنافاً جديدة من الكروم ذات ألوان وأشكال ونكهات مختلفة عن الموجودة هنا وأجري تجارب عليها".
ولتحقيق حلمه، ابتاع هذا التاجر قطعة أرض قبل 11 سنة في منطقة سيتك التابعة لمحافظة السليمانية، وذهب إلى الصين وجاء بـ25 صنفاً ممتازاً من الكروم، وبعد التجربة تبين له أن ثمانية منها فقط مناسبة للزراعة في كوردستان.
هذه الأصناف الثمانية هي: بخور، سوبريان، شيري، مكياج، مون دروب الأسود، مون دروب الأحمر، عطر الورد، والأصابع السحرية.
يقول باراوي: "أحدث صنف جلبته هو مون دروب وقد تمت تربيته وتحسينه في أستراليا وكندا وأمريكا، وهو صنف ممتاز ونادر وخال من النواة. أما صنف شيري فهو ياباني الأصل، وصنف عطر الورد صيني الأصل، طعمه لذيذ وله نكهة ماء الورد. أما بخور فسريع النمو وله طعم فريد".
ويشير باراوي إلى التنافس الشديد بين الشركات للفوز بأفضل أصناف الكروم واحتكارها: "أنفقت مبالغ طائلة لأحصل على صنف مون دروب، وبعد محاولات عديدة زودوني خمس مرات بشتلات على أنها مون دروب لكنها لم تكن من هذا الصنف، إلى أن تمكنت في الأخير من زيارة بستان في الصين وشراء 50 شتلة مون دروب".
ويضيف شيخ صديق باراوي: "هناك طلب كبير على صنف مون دروب، وتلقيت طلبات من الأردن وسوريا وإيران والسعودية واليمن والجزائر والمغرب وأوكرانيا لتزويدهم بشتلات، لكني لم أبعهم الشتلات حتى الآن".
باع باراوي في السنة الماضية 1000 شتلة بسعر 12500 دينار للواحدة، لمزارعين في كوردستان، ولتلبية الطلب استأجر قطعة أرض في الصين زرع فيها 10000 شتلة".
يوجد لدى مراكز البحوث التابعة لمديرية البحوث الزراعية في السليمانية 37 صنفاً من العنب المحلي والأوروبي والأمريكي.
ويقول مدير البحوث الزراعية في السليمانية، زانا محمد: "أغلب الأصناف الموجودة في بستان شيخ صديق باراوي ممتاز وحديث التواجد في كوردستان، وقد أجرينا بحوثاً على صنف عطر الورد وتبين أنه عنب نموذجي فصادقنا عليه عندنا".
حوالى 90% من الكروم التي تزرع في العالم من أصناف أوروبية، وهناك نحو 2000 صنف من العنب في أنحاء العالم، لكن الأصناف المسجلة في إقليم كوردستان هي 135 صنفاً فقط.
قامت وزارة الزراعة في إقليم كوردستان في 2001 ومن خلال مراكز البحوث التابعة لها بجمع كل أصناف الكروم الموجودة في الإقليم في بستان واحد في إطار بحث لتحسين الأصناف المحلية واستيراد أصناف جديدة.
ويقول مدير البحوث الزراعية في أربيل، أزوز أحمد: "نتيجة البحث والمتابعة مع الخبير (زهير العاملي) استطعنا الحصول على 128 صنفاً من العنب قسم منها من أصل كوردستاني والقسم الآخر أوروبي وأمريكي، وكان الهدف من جمع هذه الأصناف هو تحويل البستان المذكور إلى بنك للكروم في كوردستان".
وأضاف أحمد: "لم نتمكن في السنوات الأخيرة من استيراد أصناف جديدة، بسبب خفض الميزانية المخصصة لنا، لكن بالاستفادة من الأصناف التي يستوردها المزارعون بطرق خاصة، استطعنا تسجيل 135 صنفاً في مراكز البحوث".
سلوان سردار ساكة، مزارع من عينكاوا بأربيل يزرع في بستانه 54 صنفاً من الكروم، ويقول: "حصلت على قسم من هذه الأصناف من مديرية البحوث الزراعية في أربيل، والقسم الآخر استوردته بطرق خاصة من أمريكا، وحصلت على بعض الأصناف من الدول المجاورة، وأسوق سنوياً 50-60 طناً من العنب، كما أبيع آلاف الشتلات للفلاحين والمشاتل".
يعاني ساكة من عدم الاهتمام بالعنب الممتاز هنا: "عندي صنف اسمه كريمسون، وهو ممتاز وخال من النواة، يباع الكيلوغرام الواحد منه بسبعة يورو في أوروبا، لكن سعره في كوردستان لا يتجاوز 1000 دينار للكيلوغرام الواحد".
ويقول المختص بإنتاج وتربية الكروم، د. شبق حويزي: "كوردستان هو الموطن الأصلي لـ70 صنفاً ممتازاً عالمياً من الكروم، نمت هذه الأصناف طبيعياً في غابر الزمان في جبال كوردستان، ثم انتقلت إلى أوروبا وأطلقت عليها تسميات جديدة وسجلت على أنها أصناف أوروبية".
وأضاف: "تربة كوردستان ملائمة جداً لزراعة الكروم، وللمزارعين خبرة جيدة بزراعتها والعناية بها، ويمكن من خلال البحوث واستيراد أصناف جديدة وتهجينها مع الأصناف المحلية، إنتاج العشرات من الأصناف الجديدة الخاصة بكوردستان".
روداو