• Monday, 23 December 2024
logo

سبعة مشاريع لإنتاج الفطر تسد الحاجة المحلية لإقليم كوردستان

سبعة مشاريع لإنتاج الفطر تسد الحاجة المحلية لإقليم كوردستان
بفضل ازدياد عدد مشاريع إنتاج الفطر في إقليم كوردستان، بلغ الإقليم حد الاكتفاء الذاتي من محصول الفطر وتصدير جزء من الناتج المحلي، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج بصورة ملحوظة في الشهرين القادمين.

تشير إحصائيات وزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان إلى وجود سبعة مشاريع عصرية لإنتاج الفطر (ثلاثة في أربيل وثلاثة في السليمانية ومشروع واحد في دهوك) يتجاوز إجمالي إنتاجها اليومي 16 طناً، وسيرتفع هذا الإنتاج خلال الشهرين القادمين إلى 22 طناً في اليوم بزيادة عدد قاعات زراعة الفطر، وهذه الكمية تفوق الحاجة المحلية في إقليم كوردستان، لذا يتم تسويق جزء من الناتج إلى المدن العراقية.

يقول المتحدث باسم وزارة الزراعة بإقليم كوردستان، حسين حمة كريم: "بفضل ارتفاع المستوى الثقافي للمواطنين وازدياد إقبالهم على الأغذية الطازجة والصحية، زاد الطلب على الفطر، وهذه الزيادة شجعت المستثمرين على إنشاء مشاريع عصرية لإنتاج الفطر، وتوجد الآن سبعة مشاريع من هذا النوع في كوردستان، وهناك مشروعان قيد الإنشاء".

ويقول حمة كريم إن إقليم كوردستان "قطع مرحلة جيدة في مجال إنتاج الفطر وبلغ حد الاكتفاء الذاتي ويسوق قسماً من منتجه في المدن العراقية".

للفطر قيمة غذائية عالية ويحتوي على نسبة عالية من البروتين لهذا يعد في بعض الدول بديلاً عن اللحوم الحمراء.

ليس تاريخ زراعة الفطر بالطرق العصرية في إقليم كوردستان ببعيد، لكن الطلب عليه وسهولة إنتاجه، شجعا على إنشاء عدد من المشاريع الكبيرة ليبلغ مستوى إنتاج الفطر في إقليم كوردستان حد الاكتفاء الذاتي والتوقف عن الاستيراد، بل وتصدير الفائض عن الحاجة المحلية.

تم إنشاء مشروع إنتاج الفطر الأبيض بقرية (دولة بكرة) التابعة لناحية قوشتبة في أربيل منذ سنتين، ويوفر المشروع ستة أطنان من الفطر للسوق المحلية يومياً. يقول مدير المشروع، زانا نوري: "بدأنا أولاً بإنتاج الفطر في 19 قاعة، فحققنا نجاحاً جيداً، فوسعنا المشروع إلى 24 قاعة في السنة الحالية وننتج الآن ستة أطنان يومياً وسنرفع الإنتاج خلال 45 يوماً من الآن إلى 12 طناً في اليوم الواحد".

بخلاف المنتجات الزراعية الأخرى، يقول نوري إن الفطر لا يعاني مشكلة في التسويق "حيث نبيع الجزء الأكبر من إنتاجنا في السوق المحلية ونسوق قسماً آخر منه في المدن العراقية".

يتألف مشروع إنتاج الفطر من ثلاث مراحل، الأولى، إنتاج سبورات الفطر (البذور)، الثانية، توفير البيئة اللازمة لنمو الفطر (كومبوس)، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة الإنتاج، ويعتمد القسم الأكبر من مشاريع إقليم كوردستان على المنتج الإيراني في المرحلتين الأولى والثانية، لكن نوري يقول إن مشروعهم يعتمد على نفسه في المراحل الثلاث.

ويضيف: "لتوفير الكومبوس نستفيد من سيقان الحنطة، حيث نشتري سنوياً ما قيمته 300 ألف دولار من سيقان الحنطة من الفلاحين، كما أنشأنا مختبراً لإنتاج السبورات بأنفسنا".

يحتاج الفطر إلى بيئة خاصة خلال الأسبوعين الأولين، ويحتاج إلى 35 يوماً للنضج وتستمر مرحلة الإثمار أسبوعين، وزراعة الفطر ممكنة على مدار السنة.

توجد في محافظة السليمانية ثلاثة مشاريع لإنتاج الفطر يبلغ مجموع إنتاجها نحو ستة أطنان، ومشروع بنجوين لإنتاج الفطر هو أقدمها حيث ينتج 2.3 طن من الفطر يومياً. يقول مدير المشروع وممثل مجموعة مشاريع إنتاج الفطر في محافظة السليمانية، يوسف نامق: "مشاريع إنتاج الفطر في السليمانية جميعها عاملة، لكن التكلفة العالية وتراجع الأسعار أديا إلى تراجع الإنتاج، حيث أن كلفة إنتاج خمسة أطنان من الفطر تبلغ 12 مليون دينار، في حين أن أفضل أصناف الفطر يباع بـ2500 دينار للكيلوغرام الواحد".


مشاريع إنتاج الفطر في السليمانية تعتمد على الكومبوس الإيراني لأنه أرخص، حيث يقول نامق إن كلفة الطن الواحد من الكومبوس المحلي هي 500 ألف دينار بينما نشتري الطن من الكومبوس الإيراني بـ250 ألف دينار.

تم إنشاء مشروع شلير لإنتاج الفطر قبل ست سنوات، وينتج حالياً ما بين 2.5 و3 أطنان من الفطر يومياً. يقول مدير المشروع، هيوا توفيق: "للفطر قيمة غذائية عالية، لا يقل أهمية عن اللحوم الحمراء، لكن الناس لا يعلمون قيمة هذه المادة الغذائية كما ينبغي، لذا فإن على أصحاب المشاريع أن يعملوا من خلال الإعلانات على التوعية بمنافع الفطر وعندها ستنتفي مشكلة التسويق".

ورغم الارتفاع الملحوظ في مستوى الإنتاج المحلي، لكن مازالت المطاعم تستخدم الفطر المستورد.

يقول زانا نوري: "لدينا الاستعداد لإنشاء معمل لتعليب الفطر إن منعت الحكومة استيراد الفطر المعلب، دعماً للمنتج المحلي، وأكدت لنا أن هذا النوع من الفطر لن يتم تهريبه إلى أسواقنا".

منع استيراد الفطر الطازج

كمرحلة أولى ولدعم المنتج المحلي، فرضت وزارة الزراعة رسماً جمركياً بمقدار ألف دينار للكيلوغرام الواحد على الفطر المستورد، وبعد أن ارتفع مستوى الإنتاج المحلي في السنة الحالية، تم منع استيراد الفطر الطازج.

ويقول المتحدث باسم وزارة الزراعة بإقليم كوردستان، حسين حمة كريم: "بهدف حماية المنتج المحلي، وبدلاً عن فرض الرسوم الجمركية، قمنا في السنة الحالية بمنع استيراد الفطر الطازج، وعندما تكون المشاريع المحلية قادرة على تعليب منتجاتها وسد حاجة المطاعم والأسواق من الفطر المعلب، سنمنع استيراد الفطر المعلب أيضاً".








rudaw
Top