• Monday, 23 December 2024
logo

قارداش خلفاً للبغدادي .. خطر داعش مازال قائماً

قارداش خلفاً للبغدادي .. خطر داعش مازال قائماً
رغم تسجيل واشنطن انتصاراً بقتل ابوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش ، فإن هذه العملية النوعية لم تبدد نهائياً قلقاً من عودة التنظيم مجدداً. اذ بحسب خبراء فإن مقتل البغدادي في غارة أميركية يمثل ضربة جديدة للجماعة الارهابية التي سيطرت يوماً على مساحة كبيرة من أراضي سوريا والعراق ، لكن التنظيم ما زال يمثل مع أيديولوجيته خطراً.

وأسباب القلق كثيرة، لا سيما أن تقارير صحافية أفادت قبل نحو شهرين أن البغدادي كان مريضاً، ورشح مساعده أمير محمد سعيد عبدالرحمن محمد المولى الملقب "عبد الله قرداش" لزعامة التنظيم في العراق، وإدارة أحوال وشؤون التنظيم، توجهت الأنظار إلى ذلك "الخليفة المستقبلي المزعوم".

وفي هذا الإطار، قال الخبير الأمني العراقي والباحث في شؤون الجماعات المسلحة فاضل أبو رغيف، إن عملية تنصيب عبدالله قرداش جاءت بعد أن لمس البغدادي الهزيمة في صفوف تنظيمه، فحاول أن يرسل شخصاً يحظى بمقبولية لدى عناصر التنظيم من أهل العراق.

وبعد أن كان أنصار التنظيم المتطرف يواجهون في وقت من الأوقات جيوشاً، أصبحوا في السنوات الأخيرة يشنون هجمات على غرار حرب العصابات وعمليات انتحارية. وفي بعض الحالات أعلن التنظيم مسؤوليته عن فظائع مثل تفجيرات سريلانكا في أبريل/نيسان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصاً.

ولا يزال التنظيم يعتبر مصدر تهديد أمنياً في العديد من الدول منها العراق، حيث لجأ أفراده إلى أساليب حرب العصابات رغم مرور عامين على هزيمة التنظيم على أيدي قوات تدعمها الولايات المتحدة.

فقد أعادت خلايا نائمة في محافظات من بينها ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى تنظيم صفوفها، حيث شنت هجمات متكررة بما في ذلك عمليات خطف وتفجيرات تستهدف إضعاف حكومة بغداد.

ورغم أن الخلايا تعمل في الغالب في مناطق ريفية وعلى اطراف المدن التي كانت تسيطر عليها سابقاً وتحرق محاصيل وتبتز المزارعين المحليين، إلا أنها تعمد أحياناً إلى تفجير سيارات مفخخة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في يناير/كانون الثاني، إن التنظيم يعود في العراق أسرع منه في سوريا. وقدر محللون في وقت سابق من العام الماضي أن 2000 مقاتل نشط من داعش يعملون الآن في العراق.

وفي سوريا، بعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الشديدة توارى التنظيم في الظلال، وراح يشن تفجيرات انتحارية وينصب كمائن. ونفذ تفجيرات في مدن وبلدات شمال البلاد في السنة الأخيرة كما استهدف القوات الأميركية.

وحدات حماية الشعب الكوردية التي تشكل عماد قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت ارهابي داعش في مختلف أنحاء شمال سوريا وشرقها بمساعدة أميركية تعتقد أن الخلايا النائمة انتشرت شرق البلاد، محذرة من خطر الاحتفاظ بآلاف المقاتلين في سجون بمن فيهم أجانب من مختلف أنحاء العالم.

وسُلطت الأضواء على هذا التحذير في الشهر الحالي، عندما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، سحب قواته من شمال شرقي سوريا الأمر الذي فتح الباب أمام تركيا لشن هجوم يستهدف المقاتلين الكورد قرب حدودها.

وتقول تركيا إنها أسرت حوالي 200 من المحتجزين من التنظيم الذين فروا من سجون في المنطقة التي هاجمتها ، ونقلتهم إلى سجون أخرى تحت سيطرة القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيتم تقديم أي أسرى من التنظيم للعدالة. ولا يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على بعض المناطق في صحراء وسط سوريا النائية في أرض تسيطر على بقيتها الحكومة السورية.

وفي مصر، لم تشهد البلاد هجمات ضخمة خلال العام الأخير، ولكن حوادث على نطاق أصغر استمرت ويشن الجيش حملة ضد المتشددين في شبه جزيرة سيناء بصفة أساسية. ويقول الجيش إنه قتل عدة مئات من المتشددين منذ شن حملة ضخمة في فبراير شباط 2018 لدحر المقاتلين المرتبطين بتنظيم داعش في سيناء.

وفي اليمن، أعلن مقاتلو التنظيم إنشاء فرع بالبلاد في أواخر 2014، لكنه واجه مقاومة شديدة من الفرع المحلي للقاعدة - تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - ووقعت اشتباكات بين التنظيمين ولاسيما في محافظة البيضاء بجنوب اليمن. ويقول خبراء إن داعش لم يسيطر مطلقاً على أراض. ويعتقدون أن تنظيم القاعدة الأقدم والذي له اتصالات أعمق بالقبائل يشكل تهديداً أكبر في اليمن الذي تمزقه الحرب.
وفي نيجيريا، انشق قسم عن جماعة بوكو حرام في 2016 وبايع تنظيم داعش. وركز التنظيم في غرب إفريقيا على مهاجمة القواعد العسكرية خلال العام الماضي. وأصبح القوة المسلحة المهيمنة في المنطقة.

وفي أفغانستان، ظهر التنظيم في خراسان، وأعلن شن هجمات على أهداف مدنية في مدن من بينها كابول وقاتل حركة طالبان الأفغانية من أجل السيطرة على عدد من المناطق الريفية. ويقول قادة أميركيون إن عدد أفراده أقل من ألفين.

وتعتقد السلطات الإندونيسية أن آلاف المواطنين يعتبرون تنظيم داعش مصدر إلهام لهم في الوقت الذي يُعتقد فيه أن نحو 500 إندونيسي ذهبوا إلى سوريا للانضمام للتنظيم.

وتخشى الفلبين من إمكان أن يجد المتطرفون الفارون من العراق وسوريا ملاذاً آمناً في الأدغال والقرى النائية بمناطق المسلمين في مينداناو، التي تشهد منذ فترة طويلة فوضى وتناحراً قبلياً وتمرداً انفصالياً وإسلامياً.







basnews
Top