البيوت البلاستيكية تساهم في رفع إنتاج إقليم كوردستان من الخضروات
ظهرت فكرة زراعة البيوت البلاستيكية في إقليم كوردستان في العام 2007، بعد زيارة فريق من سبعة خبراء إلى مدينة مورسيا الإسبانية. في السنة التالية وافقت وزارة الزراعة في إقليم كوردستان على إنشاء مشروع تجريبي بدأ بزراعة الخيار والطماطة أولاً في ثمانية بيوت بلاستيكية.
بعد نجاح المشروع، قامت وزارة الزراعة في الفترة 2008-2011 بتوزيع 1600 بيت بلاستيكي على الفلاحين مجاناً كخطوة لتعريف الفلاحين بمنافع هذه البيوت، وبعد ذلك كانت الوزارة تعوض الفلاحين عن 75% من نفقات نصب هذه البيوت.
بعد أن تبين للفلاحين بأن الناتج من زراعة الخضروات في البيوت البلاستيكية يبلغ أضعاف ناتج الزراعة العادية، أقبل الفلاحون بشدة على نصب البيوت البلاستيكية، فزاد عددها بصورة مستمرة من سنة لأخرى. بلغ عدد هذه البيوت 7907 بيوت في العام 2014، وخلال أربع سنوات ونصف السنة الأخيرة، تم نصب أكثر من 15 ألف بيت بلاستيكي في إقليم كوردستان، وتم خلال السنة الحالية فقط، نصب 3300 بيت بلاستيكي، وبهذا تجاوز عدد البيوت البلاستيكية في الإقليم 23 ألف بيت.
يقول مدير مشروع البيوت البلاستيكية في وزارة الزراعة والموارد المائية، كمال محمد: "نظراً للمنافع الاقتصادية للزراعة في البيوت البلاستيكية وضعف الاستثمار في كثير من القطاعات الأخرى، بدأ كثيرون بالاستثمار في القطاع الزراعي، وخاصة في نصب البيوت البلاستيكية، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في إنتاج الخضروات".
وأضاف محمد: "كان مجموع إنتاج الخضروات 475 ألف طن في العام 2014، لكنه بلغ نحو 700 ألف طن في العام الماضي، أي بنسبة زيادة قدرها 31.4%، ويعود الفضل في 70% من هذه الزيادة للبيوت البلاستيكية".
تتم زراعة الكرفس، الكراث، الجرجير، الخيار، الطماطة، الفلفل، الباذنجان، القرع، القرنابيط، البامية، السبانخ، الرشاد، الخس، البروكولي وغيرها من الخضار في البيوت البلاستيكية.
ويقول محمد: "كان بعض هذه الخضار يغيب عن الأسواق في الشتاء فيما مضى، وكان يجب استيراد هذه الخضروات من الخارج، لكن هذه المنتجات أصبحت متوفرة على مدار السنة بفضل البيوت البلاستيكية، بل أن قسماً من الناتج يصدر إلى المدن العراقية الأخرى".
من جانب آخر، أدى ارتفاع عدد البيوت البلاستيكية إلى زيادة فرص العمل، وتظهر إحصائيات وزارة الزراعة أن 2984 فلاحاً في إقليم كوردستان يمتلكون بيوتاً بلاستيكية، بعضهم يملك خمسة منها فقط بينما يمتلك البعض 200 بيت.
تم إنشاء أكبر مشروع للبيوت البلاستيكية من قبل مجموعة شركات "صوفي" التي يشارك فيها 190 فلاحاً وهو المشروع الوحيد الحاصل على إجازة استثمار في هذا المجال.
وقال المشرف على المشروع، كوفند إبراهيم صوفي،: "بدأنا مشروعنا بـ50 بيتاً بلاستيكياً، ولدينا الآن 620 بيتاً، ونقوم بزيادة مائة بيت كل مرة حسب حاجة السوق، وهدفنا هو الوصول إلى 1500 بيت بلاستيكي".
لكن صوفي يقول إن مشروعهم يعاني من مشكلة التسويق، وخاصة تسويق الخيار والطماطة، بسبب استيرادهما من إيران، ويضيف: "يجري استيراد الخيار والطماطة الإيرانيين ويؤتى بهما إلى إقليم كوردستان على أنهما منتج عراقي".
الزيادة الكبرى في عدد البيوت البلاستيكية حصلت في محافظة السليمانية، حيث تم نصب نحو 12 ألفاً منها في هذه المحافظة في أربع سنوات ونصف، وبلغ عددها أكثر من 17 ألفاً.
من جانبه، يقول رئيس جمعية تطوير البيوت البلاستيكية، د. هورامان محمد: "اتجه كثيرون نحو القطاع الزراعي، وزاد إنتاج الخضروات، الخيار بصورة خاصة، لكن الفلاحين يعانون من مشاكل في التسويق، وعلى الحكومة أن تجد سوقاً لمنتجات الفلاحين".
يزرع فلاحو إقليم كوردستان الخيار في نحو 85% من بيوتهم البلاستيكية خلال الفترة نيسان – تشرين الثاني من كل عام، ويركزون على الخضروات الورقية في فصل الشتاء.
ويقول د. محمد: "التكاليف العالية تحول دون زراعة محاصيل الخضروات الصيفية في فصل الشتاء من قبل الفلاحين، لأن إنتاج هذه المحاصيل بحاجة إلى وقود، حيث يحتاج البيت البلاستيكي الواحد في الليلة الواحدة إلى 45-55 لتراً من الوقود، ما يرفع التكلفة كثيراً".
هناك 900 عضو منتمٍ إلى جمعية تطوير البيوت البلاستيكية، ويشكون من قلة الدعم الحكومي، ويقول رئيس الجمعية: "تم في العام الماضي تخصيص 450 مليون دينار لمحافظة السليمانية، فاقترحنا شراء (نايلون) بهذا المبلغ وتوزيعه على الفلاحين بسعر مدعوم، لكن الروتين أدى إلى صرف المبلغ على أقساط في 12 شهراً، وانتهت السنة المالية قبل عرض المشروع للمناقصة، ما أدى إلى إعادة المبلغ إلى الخزينة العامة".
لحماية المنتج المحلي، تفرض وزارة الزراعة في موسم الإنتاج من كل عام 350 ديناراً كرسوم جمركية على كل كيلوغرام من أغلب منتجات الخضروات المستوردة، لكن الخضروات الإيرانية تأتي إلى أسواق إقليم كوردستان من المدن العراقية على أنها منتجات محلية عراقية.
ويقول مدير مشروع البيوت البلاستيكية في وزارة الزراعة: "لو أن حكومة إقليم كوردستان، تمكنت بعد تحسن الوضع الاقتصادي من زيادة التخصيصات، فإننا نخطط لشراء بذور مصدقة وبيعها بنصف السعر للفلاحين، كدعم لهم، كما نخطط لتوزيع أسمدة ومبيدات وشراء نايلون لهم".
rudaw