عامان على تحرير الموصل.. آلاف الأبنية المدمرة بدون إعمار
الموصل التي أعلن تحريرها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، خسرت خلال الحرب بحسب الإحصاءات الرسمية بناها التحتية بشكل شبه كامل، وبلغت نسبة الدمار في المنطقة القديمة فيها 99%.
ائتلاف النصر قال في بيان، إن «يوم العاشر من تموز 2017 يوم تحرير الموصل الحدباء، كان يوم انتصار العراق على داعش الإرهاب والطائفية والظلام».
ودعا الائتلاف إلى الاعتزاز بالنصر الذي تحقق في الموصل وشدد على أن ذلك النصر ليس للبيع ولن يكون، بحسب البيان.
ائتلاف العبادي تجاهل بشكل واضح ما شهدته الموصل من دمار وقتل للمدنيين وتشريد للأهالي الذين لا يزال مئات الالاف منهم في مخيمات النزوح.
وسيطر تنظيم داعش على الموصل في العاشر من حزيران يونيو 2014 بعد أن انسحبت القوات العراقية من المدينة دون قتال، وفي الـ في 17 تشرين الاول من العام 2016 شرعت القوات العراقية بعملية عسكرية استمرت 9 اشهر أعلنت بعدها تحرير المدينة بالكامل في العاشر من تموز 2017.
موصليون تحدثوا عن الأوضاع في جانبي الموصل الأيمن والأيسر بعد عامين من تحرير مدينتهم من قبضة داعش.
أيمن الموصل .. مدينة أشباح
محمد سلمان من سكنة منطقة موصل الجديدة في الجزء الغربي للمدينة، اضطر للانتقال للعيش في الجانب الأيسر بعد دمار منزله بشكل كامل جراء قصف جوي لطيران التحالف راح ضحيته 5 أشخاص من عائلته.
«الحياة تسير بشكل شبه طبيعي في الجانب الأيسر، وكأن المنطقة لم تشهد أي عمليات عسكرية، بعكس الجانب الأيمن الذي يبدو وكأن قنبلة ذرية القيت عليه» يقول سلمان، الذي استأجر مسكناً في حي السكر شمالي المدينة وافتتح بالمال الذي بحوزته محلا لبيع الدجاج في المنطقة ذاتها.
وشهدت العمليات العسكرية في الموصل تدمير جسور المدينة الخمسة الرئيسية على نهر دجلة لم يعمر منها سوى الجسر الحديدي العتيق، كما تعرضت غالبية المؤسسات الصحية والمستشفيات إلى التدمير، ومئات المدارس وغالبية المجسرات والطرق التي لم يشمل أغلبها الإعمار لغاية اللحظة.
لاتعويضات ..
لكن أمجد سعدي (50 عاماً) لا يزال يسكن منطقة الجامع الكبير الموصل القديمة، ويستذكر مشاهد الحرب المذهلة، وتفجير منارة الحدباء التي كانت شاهدة على طفولته وشبابه، ويذكر معها ثلاث سنوات حكم فيها داعش المدينة بالحديد والنار والقتل والترويع.
سعدي الذي تضرر منزله جراء الحرب يقول: «بعد التحرير تأملنا من الحكومة أن تصرف مبالغ لتعويض المتضررين لكن لم يعوض أي شخص لغاية اليوم».
عدم صرف أية تعويضات للمتضررين في محافظة نينوى جراء الإرهاب والعمليات العسكرية أكده أيضا المحافظ منصور المرعيد.
المرعيد وفي تصريح قال إن «18 ألف معاملة تعويض تم رفعها إلى بغداد لم ينجز منها في المرحلة السابقة الا 150 معاملة فقط»، مبينا أنه بعد تسلم الإدارة الجديدة للجنة للتعويضات تم الاتفاق على آلية عمل لتسيير معاملات المتضررين من نينوى»، لافتاً إلى أن الاتفاق يقضي بتفرغ اللجنة بشكل كامل لإنجاز معاملات الموصل خلال ثلاثة أيام في الأسبوع، مؤكداً حصوله على ضمانات لإنهاء ملف التعويضات في نينوى مع نهاية العام الحالي.
جثث تحت الأنقاض ..
الأمر مختلف مع ريان العبيدي الذي ترك منطقة القليعات بعد أن تحول منزله ومئات المنازل إلى ركام.
يقول العبيدي: «الحياة غير ممكنة في المنطقة القديمة، الكثير من المنازل مدمرة بالكامل، والخدمات شبه معدومة، والتعويضات لم تطلق، المدينة تحولت الى منطقة أشباح خاصة مع وجود جثث تحت أنقاض العديد من البنايات المدمرة».
وبحسب لجنة انتشال الجثث في الموصل فإنها انتشلت أكثر من 5 آلاف جثة من تحت الأنقاض من بينها 2750 جثة تعود لمدنيين، وتعود بقية الجثث لعناصر داعش الإرهابي.
الحكومة المركزية هي المسؤولة ..
وبالنسبة لمساكن المدنيين، فقد أبلغت مصادر مطلعة في محافظة نينوى بوجود 120 ألف منزل مدمر بشكل كامل أو جزئي في عموم مناطق المحافظة، من بينها 12 ألف منزل في الموصل القديمة فقط والتي يبلغ عدد الدور السكنية فيها 12500 مسكن بحسب تقديرات بلدية الموصل.
عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار وفي حديث حمّل الحكومة الاتحادية مسؤولية تأخر الإعمار في الموصل.
وقال العبار: «الحكومة لم تخصص المبالغ لإعادة الحياة إلى الموصل ولو بشكل طبيعي ولا تزال الأنقاض في المنطقة القديمة ولا يزال الآلاف يعيشون في المخيمات، بسبب الدمار في منازلهم وعدم صرف أية مبالغ لتعويضهم لغاية الآن».
مفوضية حقوق الإنسان اتهمت أيضاً الحكومة الاتحادية بتجاهل الإعمار في الموصل والمدن المحررة الأخرى.
وقال نائب رئيس المفوضية علي الشمري، إن «المدينة تعاني بشكل واضح تأخر الإعمار في مختلف المجالات»، مبيناً أن الدمار الذي حل بمركز الموصل والعديد من المناطق غربي نهر دجلة وغياب الإعمار وعدم تعويض الأهالي تسبب بعدم عودة الحياة إليها وتسبب ببقاء مئات الآلاف في النزوح.
باسنيوز