تقارير غربية: هجوما خليج عُمان يزيدان مخاطر اندلاع نزاع كبير
وأعادت هجمات الخميس التي استهدفت ناقلتي نفط في خليج عمان للأذهان صور واقعة مشابهة حصلت الشهر الماضي عندما هوجمت أربع ناقلات قبالة سواحل الإمارات.
وخلص تحقيق إلى أن هجمات شهر أيار/مايو حصلت بواسطة ألغام لاصقة؛ وحمل مسؤولون أميركيون وسعوديون إيران مسؤولية الهجوم، وهو اتهام تنفيه طهران.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها إلى أن الاحتكاكات بين الأطراف المتصارعة في المنطقة أصبحت شديدة، وتنقل عن خبراء قولهم إن تصاعد التوتر سيجعل المياه في مضيق هرمز غير آمنة، ما قد يهدد إمدادات النفط إلى العالم الغربي بأسره.
وتنقل عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن الدلائل المبكرة وبناء على حجم الأضرار التي لحقت بناقلتي النفط تشير إلى استخدام ألغام أو طوربيدات في الهجوم.
لكن المسؤول البارز أقر بأن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، مضيفا أن محللين اميركيين يعملون حاليا على التحقق من الصور والمؤشرات الأولية التي تم اعتراضها لتحديد الكيفية التي وقع بها الهجوم والجهة التي تقف خلفه.
ويقع خليج عمان عند مدخل مضيق هرمز الذي يعد ممرا مائيا استراتيجيا يمر عبره خمس استهلاك الطاقة العالمي قادما من منتجين بالشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات والعراق والكويت والبحرين.
ويقول رئيس الرابطة الدولية لأصحاب ناقلات النفط المستقلين باولو دوميكو في بيان إن "هناك أشخاصا من كل الجنسيات وسفنا تحمل جميع الأعلام تعبر من هذا الممر البحري الحيوي كل يوم".
ويضيف "نحتاج أن نتذكر أن حوالي 30 في المئة من النفط الخام في العالم يمر عبر هذا المضيق، إذا أصبحت المياه غير آمنة، فقد تكون الإمدادات إلى العالم الغربي بأسره في خطر".
وبحسب مواقع تتبع تحركات السفن، فإن ناقلتي النفط متوقفتان في البحر في منطقة أقرب إلى إيران منها إلى الإمارات.
ويشير مركز "كابيتال إكونوميكس" إلى أن الهجمات ضد الناقلتين تعد "آخر المؤشرات على أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تتصاعد، وأن هناك خطرا متزايد على إمكانية تحول الأحداث إلى نزاع مباشر".
وحذر من أن تعرض طرق الشحن البحري لهجمات جديدة أو تضرر منشآت نفطية قد يؤدي إلى أن أسعار الخام "قد تقفز إلى 100 دولار للبرميل"، مضيفا "حتى وإن جرى تجنب النزاع المباشر، فإن التوترات الجيوسياسية ستستمر في التأثير على الأسواق المالية".
ويتابع المركز ومقره لندن أن "أي خطأ أو سوء تواصل قد يؤدي إلى نزاع أشمل، وتكرار الهجمات بشكل منتظم يشير إلى أن هذا الخطر يتزايد".
وترى إليزابيث ديكنسون المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، أن المنطقة "تمر بفترة خطيرة (...) ومن مصلحة كافة الأطراف أن تجد مخرجا بأسرع وقت ممكن".
وتضيف "في الوقت الحالي، فإن نزاعات المنطقة تتأثر بشكل متزايد بسبب مستنقع التوتر الإقليمي بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى".
وتقول المحللة كارين يونغ من مجموعة "أميركان إنتربرايز إينستيتوت" إن هناك "تسلسلا ثابتا للحوادث، سواء على الجبهة مع اليمن أو في طرق الشحن البحري في الخليج".
وتشير يونغ إلى أن "معامل الخطر يزداد دون التأكد من هوية من ينفذ هذه الهجمات على الناقلات وما الهدف".
ومع هجمات الحوثيين مؤخرا في السعودية، تؤكد يونغ أن هذا "يجعل شبه الجزيرة العربية بأكملها تقترب من وضع منطقة النزاع".
شفق نيوز