مهام جديدة لأطفال المدارس في العراق .. استقبال المسؤولين «واجب مقدس»!
وواجه رئيس الجمهورية برهم صالح انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عندما زار محافظة واسط قبل أكثر من شهر، ليجد أمامه عشرات التلاميذ وهم في أوضاع مزرية، إذ انتظروا نحو 3 ساعات بالرغم من درجات الحرارة المرتفعة.
وبحسب ناشطين من المدينة فإن الطلاب انتظروا 3 ساعات على سدة الكوت، حتى وصول برهم صالح، معبّرين عن استغرابهم تجاه استخفاف الحكومة والمسؤولين بأرواح الطلاب، بسبب خطورة المكان على سلامة الأطفال، نتيجة السيول الجارفة، بالإضافة إلى انتظارهم لساعات بالعراء.
وانتقد آخرون إدخال الطلاب والأطفال في القضايا السياسية، واعتبروا أن هذا التصرف جاء استغلالًا للتسويق السياسي، والترويج لزيارات المسؤولين الشكلية، والتي لا تلبي حاجة المواطن، سوى التصوير والتظاهر بالانجاز، وإطلاق الوعود.
ويرى المحلل السياسي بلال السويدي أن «شيوع تلك الظاهرة تأتي من الانبهار بالنفس والعجب، ورغبة السياسيين بالظهور كأنهم مصلحين، أو قادة حقيقيين، لذلك يلجأون إلى المظاهر في أغلب ممارساتهم، للتغطية على الفشل الذريع في الأداء السياسي، والتخبط الحاصل في مسار الدولة، خاصة مع غياب أي مشاريع يمكن الإشادة بها والافتخار».
وأضاف السويدي في تصريح أن «شخصية الفرد العراقي تحبذ تلك المظاهر بالفعل، لكن استغلال الأطفال يجعلهم وكأنهم سلعة رخيصة للاستخدامات المتعددة، ومنها استقبال السياسيين والوقوف في طوابير طويلة يحملون الورود والأعلام العراقية، وهذا الفعل يعزز الصورة الذهنية للمسؤول على أنه بطل قومي في عقول الأطفال، ويجعلهم يمنحون المسؤولين أكثر من وزنهم وحجمهم».
ولم يكن رئيس الجمهورية برهم صالح ومحافظ واسط هما الوحيدَين اللذين ارتكبا تلك الممارسات، إذ أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي هو الآخر حصل على استقبال «طفولي» مهيب، عندما تجمع العشرات من الطلبة على جانبي الطريق الموصل إلى مضيف عشائري في محافظة صلاح الدين وهم يلوّحون بالأعلام العراقية على وقع الأهازيج والأغاني في مشهد أعاد إلى الأذهان المظاهر التي كانت تسود في حقبة صدام حسين.
basnews