• Monday, 23 December 2024
logo

الرئيس البارزاني: خطرُ داعش ما زال قائماً رغم انتهاء "الخلافة المزيفة"

الرئيس البارزاني: خطرُ داعش ما زال قائماً رغم انتهاء

ألقى الرئيس مسعود البارزاني، اليوم الأربعاء، كلمةً عقب افتتاحه معرض أربيل الدولي الرابع عشر للكتاب، تحدث فيها عن جملةٍ من القضايا المتعلقة بإقليم كوردستان والعراق، لا سيما مسألة القضاء على تنظيم داعش، حيث أكد البارزاني أنه رغم تلقي التنظيم ضربات قوية، وتعرضه لهزائم كبيرة وفقدانه الأراضي التي احتلها في سوريا والعراق، لكن خطره لم ينتهِ، فقد انتهت "الخلافة المزيفة"، ولكن "الخرافة" لم تنته بعد.

واستهل الرئيس البارزاني كلمته بالحديث عن أهمية الكتاب، وقال إنه "مهما تطورت التكنولوجيا سيبقى الكتاب خير صديق ورفيق، وهو خير جليس، وهو النور الذي يرشد إلى الحضارة والعلم والمعرفة، فقد سُئل نيوتن: ما هو سر عبقريتك، فقال: (لقد وقفتُ على أكتاف العمالقة الذي جاؤوا قبلي)، ويعني بذلك أنه تعلم منهم وقرأ كتبهم".

وأضاف أن "إقامة المعرض السنوي للكتاب في أربيل موضع فخر واعتزاز، ومن حق أربيل أن تفتخر بهذه الفعالية العظيمة، ولا عجب في ذلك لأن أربيل هي مدينة التاريخ والصمود والتعايش".

وتابع قائلاً: "أنتهزُ هذه المناسبة للإشارة إلى بعض الأمور التي أرى أنه قد حان الوقت للتحدث عنها، وبدايةً أجدد تقديم التعازي لذوي ضحايا عبارة الموصل، تلك الكارثة الوطنية والإنسانية التي أدمت القلوب وهزت الضمائر، وجاءت هذه الكارثة بسبب سوء الأوضاع في الموصل وانفلات الأمن والنظام، خاصة بعد تحريرها، وللأسف الشديد، العديد من العوائل التي نزحت من الموصل بعدما سقطت بيد الإرهابيين، استبشروا خيراً بعد التحرير، وعادوا، وبعد فترة لم يجدوا خدمات ولا أمناً أو نظام، فعادوا مجدداً إلى المخيمات".

وأردف الرئيس البارزاني: "لا بد من العودة قليلاً إلى الوراء عند الحديث عن كارثة العبارة، فعندما جرت اللقاءات بين المسؤولين العسكريين والسياسيين في بغداد والإقليم وقوات التحالف، وخاصةً الأمريكيون، كانت هناك اتفاقية في البداية على أن تكون خطة تحرير الموصل على مرحلتين، مرحلة التحرير، ومرحلة كيفية إدارة الموصل بعد التحرير".

مشيراً إلى أنه "كلما اقتربنا من موعد تنفيذ العملية، لاحظنا ابتعاد الأطراف الأخرى عن الخطة الثانية، أي خطة إدارة الموصل بعد التحرير، وكانوا مستعجلين جداً لبدء عملية التحرير، وأتذكر أنني قلت لهم إنني لا أستسهل عملية تحرير الموصل، بل ستكون صعبة ومكلفة، ولكنها ممكنة، وأن البيشمركة سيقومون بواجبهم بدقة، وبالفعل كُسر الخط الدفاعي الأول لداعش الذي كان طوله 107 كيلومترات على يد البيشمركة، وبدأت عملية التحرير".

وزادَ بالقول: "في آخر اجتماع قلت لهم إن مرحلة ما بعد التحرير ستكون أصعب من عملية التحرير نفسها، فمشاكل الموصل كبيرة ومعقدة، وهي أكبر من طاقات محافظٍ أو مجلسِ محافظة، سيما بعد احتلالها من قبل الإرهابيين على مدى 3 سنوات، حيث عاثوا فيها فساداً وفوضى، كما أن محافظة نينوى متعددة القوميات والأديان والمذاهب، وفيها مشاكل تاريخية متراكمة، وعليه يجب إيجاد صيغة استثنائية لإدارة الموصل حتى وإن كانت وقتية، إلى أن تستقر الأمور وتجري الانتخابات وتسير الأمور بشكل طبيعي".

مؤكداً أنه "كان هناك إصرار ببدء عملية التحرير، ثم الحديث عن عملية ما بعد التحرير، وكانت الآراء مختلفة، فقلت لهم بصراحة: أنتم ستتحملون مسؤولية ما سيحصل بعد التحرير، وأرحتُ ضميري".

كما لفت إلى أنه "بعد التحرير تُركت الموصل لقدرها المجهول، لا نظام ولا إدارة، حالة من الفوضى والفساد، وللأسف الشديد كان التركيز على تقاسم الأموال التي قد تخصص لإعادة إعمار الموصل، وتقاسم الأطراف لتلك الأموال بدلاً من تخصيصها لإعمار المدينة".

منوهاً إلى أن "كارثة العبارة كانت نتيجةً، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال البحث عن كبش أو أكباش فداء، بل يجب تشخيص الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة، فإن كانت متعمدة وسببها الإهمال، فالنتيجة واحدة وهي سقوط ضحايا أبرياء نتيجة إما إهمال أو عمل إجرامي متعمد، والتحقيق هو الذي يحدد النتيجة الحقيقية".

وأوضح الرئيس البارزاني أنه "منذ البداية لاحظنا أنه خلال المشاكل في بلدنا يتم التعاطي دوماً مع النتائج وليس البحث عن الأسباب، والآن أيضاً إذا لم تعالج الأسباب التي أدت إلى ظهور داعش، وظهور المشاكل الأخرى، ليس في الموصل فحسب، بل في كل العراق، فأعتقد أن أحداثاً مشابهة لكارثة العبارة ستتكرر لا سمح الله".

واستطرد قائلاً: "صحيح أن داعش تلقى ضربات قوية، وتعرض لهزائم كبيرة وفقد الأراضي التي احتلها في سوريا والعراق، لكن خطر داعش لم ينتهِ، كما أن الخلافة المزيفة انتهت، ولكن الخرافة لم تنته، ولا يزال داعش يشكل تهديداً جدياً وحقيقياً، والقضاء عليه يجب أن يكون بالتزامن في سوريا والعراق، فلا يمكن القضاء على داعش في بلد ما، خاصةً فيما يتعلق بالعراق وسوريا، ويكون هناك مجال للتنظيم بأن ينتعش ويظهر من جديد في بلد آخر".

وأكد أن "الخلافة المزيفة انتكست أو ربما انتهت، ولكن الأسباب التي أدت إلى ظهورها لا تزال قائمة، لذلك لا يجوز الاعتقاد بأن داعش قد انتهى، وأن الانتصار النهائي قد تحقق، ومن يقولون ذلك يعلمون قبل غيرهم أنهم لا يقولون الحقيقة، ولكنهم يقولون ذلك لأغراض سياسية ومكاسب أخرى".

لافتاً إلى أنه "بعد 2003 وسقوط النظام الدكتاتوري، كانت هناك فرص ثمينة لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي متعدد القوميات والأديان والمذاهب، ولكن مع الأسف الشديد ضاعت تلك الفرص، وحصلت خلافات ومشاكل بين الإقليم وبغداد، ولو طُبق الدستور كما هو لما حصلت كل هذه المشاكل، والآن، ولحسن الحظ، الجميع بات يدرك أن الحوار والتفاهم والتعاون، هو السبيل الأنجح والوحيد لحل المشاكل، وليس العكس، ولم يكن هناك خيار آخر غير الحوار في يوم من الأيام، وعندما اضطررنا لخيار آخر، كان لا بد من ذلك لأنه فُرض علينا".

وقال: "اليوم نرى أجواءً وفرصةً جديدة، ورغبة لحل كافة الخلافات بين أربيل وبغداد، ونرى في وجود الأخ عادل عبدالمهدي، على رأس الحكومة، فرصةً جديدةً ربما تكون الفرصة النهائية، لذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط بها، وسنتعاون مع الأخ عادل عبدالمهدي، بشكل جاد من أجل حلِّ كافة المشالكل، ليس في الإقليم فقط، وليس بين الإقليم وبغداد فحسب، بل لحل المشاكل التي تخص جميع المواطنين في العراق، فيجب أن يُطبق الدستور. يجب أن يكون العراق فيدرالياً ديمقراطياً".

وفيما يتعلق بتشكيل حكومة الإقليم، أضاف الرئيس البارزاني: "كما تعلمون فقد خاض الإقليم انتخابات يوم 30 سبتمبر من العام الماضي، وأعلنت نتائجها، وصبرنا كثيراً وأعطينا الفرصة لكافة الأطراف من أجل تشكيل الحكومة من مختلف الأطراف الفائزة في الانتخابات، وقد أُعطي الوقت اللازم والفرصة الكاملة، ولكن الآن وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها الانتظار مقبولاً، ولم تعد أي حجج ومبررات مقبولة، فقد انتهى وقت الانتظار، وسيباشر البرلمان الإجراءات الضرورية فيما يخص انتخاب رئيس للإقليم وتكليف رئيس الوزراء، ولا نزال نأمل بأن يتم تشكيل الحكومة من كافة الأطراف الفائزة، ولكن أقول بصراحة إنه اعتباراً من اليوم لن ننتظر لحظةً أخرى، وسوف تُشكل الحكومة بأقرب وقت.








rudaw
Top