الانتحار في العراق: الاكتئاب سبب لا تذكره الإحصائيات
فعام 2018 انتحر 50 شخصًا تتراوح أعمارهم بين (17-23) في محافظة ديالى الواقعة شرقي البلاد، وفق أحدث بيان أصدرته المفوضية العليا لحقوق الإنسان.
ويشير مكتب المحافظة للمفوضية إلى أن 23 ذكرًا أقدموا على الانتحار بالطلق الناري والحرق والسقوط من على حافات مرتفعة، فيما سجلت الإناث 23 حالة انتحار بالحرق والشنق والغرق وقطع الوريد، فيما رجّح حدوث محاولات انتحار أكثر لم ترصد نتيجة العادات المجتمعية السائدة.
وبشكل عام، فإن عدد حالات الانتحار الموثقة جيداً سجّلت في الفترة بين 2003 و2013، وأظهرت أكثر من 1500 حالة، لكن غالبًا ما تكون هذه الحالات أقل من الحالات الفعلية؛ نظرًا لتفادي معظم المجتمع عن التبليغ.
ولاحقا، تقول مراكز معنية بحقوق الإنسان إنه في الفترة بين 2015 و2017 بلغت حالات الانتحار 3 آلاف حالة لدوافع مختلفة، وهي أرقام مفزعة مقارنة بالسنوات السابقة.
وتأتي محافظة ذي قار في المقدمة بعدد المنتحرين، تليها ديالى ثم نينوى وبغداد والبصرة، إضافة إلى الحالات الموجودة في إقليم كوردستان.
أغلب الإحصاءات المتعلقة بنسب الانتحار ترصدها منظمات حكومية كالمفوضية العليا لحقوق الإنسان، وترفق معها عادة أبرز الأسباب التي أدت للانتحار، وتضع المشاكل الاقتصادية في المقدمة، إضافة إلى الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي، والخيانات الزوجية، وانعدام الأمن.
وبحسب تقديرات البنك الدولي، فإن معدل الفقر وفقا للخط المحدد بـ 3.2 دولار في اليوم يصل إلى 17.9٪ فيما ترتفع النسبة باحتساب 5.5 دولار دخل في اليوم إلى 57.3 %، فيما يظهر خط الفقر الوطني نسبة 22.5٪.
ومن جهة أخرى، تشير إحصاءات سوق العمل إلى مزيد من التدهور في أوضاع الفقر، فقد سجل معدل مشاركة الشباب بين (15-24) عاماً تراجعاً ملحوظاً، وزاد معدل البطالة نحو الضعفين في المحافظات المتضررة من العنف المرتبط بداعش والنزوح الذي سجل نسبة 21% مقارنة بباقي المحافظات 11%.
ومضيًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت باحة مفتوحة يدخل فيها الجميع ويتفاعلون فيها، فإن هذه الوسائل سهلت الخيانات الزوجية وتفشت بشكل سريع بين طيف واسع من المجتمع، كما أن التعرض اليومي للأخبار السيئة والسلبية حجزت موقعا كأحد الأسباب التي تدفع إلى الاكتئاب.
اوتعتبر الأسباب المذكورة آنفاً مسببًا للاكتئاب خاصة عند فئة الشباب، ويعاني المجتمع العراقي عموما من تدني الوعي حول مرض الاكتئاب. ويؤدي الاكتئاب إذا لم يتم علاجه وتدهورت حالته إلى التفكير بالانتحار إلا أنه لا يحظى باهتمام في المجتمع رغم تنامي المحاولات الرامية إلى لفت انتباه أفراد المجتمع إليه.
ويرجح الطبيب المختص محمد عيداني، أن عدداً كبيراً من حالات الانتحار قد تكون حدثت بعد وصول المنتحر إلى مرحلة خطرة من الاكتئاب، مشدداً على ضرورة أن يعي الأفراد بأعراض المرض وتفاصيله.
.وأكد على أهمية أن تبدأ الجهات الحكومية والخاصة المعنية بنشر الوعي حول الاكتئاب في المجتمع وتكثيف الجهود بغية الحفاظ على أمن المجتمع ووقايته من الأمراض النفسية
basnews