تجلس ساوزا معروف أمام صديقتها العزيزة: ماكينة الخياطة. لدى هذه المرأة الكفيفة التي تعيش في مدينة السليمانية في اقليم كوردستان العراق مهارات كبيرة في الخياطة، وحقيقة أن بصرها كف منذ أن كانت في سن الرابعة لم تقف في طريقها.

فقدت ساوزا بصرها عندما كانت طفلة بسبب مرض ألم بها. لكنها تعلمت الخياطة التي تجلب لها دخلاً وتعيل بها أسرتها، وساعدتها أعمال الخياطة الصغيرة في أن تصبح المعيل الرئيسي لأسرتها.

وتتخذ ساوزا من منزلها مكاناً لورشتها، حيث تستخدم ماكينة خياطة يدوية في حياكة الملابس.

تقول ساوزا "الحمد لله، ليس لدي أي مشاكل ناتجة عن فقدان البصر أو حتى عدم القدرة على القيام بعملي. أقوم بكل أنواع العمل وقمنت بتربية أطفالي. لدي ابنة ولديها طفلان، والحمد لله مرة أخرى أنني قادرة على مساعدتها في تربيتهما".

زبونات ساوزا هن جيرانها، ويأتين إليها كلما احتجن إلى ملابس لأنفسهن أو لأطفالهن. إحداهن هي غولستان علي، وهي أيضا صديقتها أيضا. ساوزا لا تجد صعوبة في مساعدتها على اختيار طراز ملابسها.

وتقول غولستان إن نظرة ساوزا إلى الحياة أصبحت مصدر إلهام للجميع "أنا فخورة بساوزا لأنها تصنع لي زياً، وسأكون فخورة بأي شخص مثلها. إنها مثال يحتذى به وأرغب في رؤية المزيد من أمثال ساوزا. نحن جارتان منذ فترة، وهي تصنع الملابس لي ولأولادي، وهي تخيطها تماماً كما نطلبها".

ويعاني زوج ساوزا من سكتة دماغية ولا يستطيع مغادرة فراشه، لذا فهي أيضا تقدم الرعاية له، كما أنها تتولى رعاية ابنتها وحفيديها الذين يعيشون جميعا معها.

وبعد الانتهاء من أعمال الخياطة والاعتناء بالمنزل وبزوجها لا تجد ساوزا أفضل من اللعب مع حفيديها.








شفق نيوز