انقرة تتهم العمال الكوردستاني بتحريض متظاهرين على الهجوم على ثكنة عسكرية لها باقليم كوردستان
وكان مواطنون كورد من بلدة شيلادزي الحدودية بمحافظة دهوك باقليم كوردستان قد نظموا ، بعد ظهر أمس السبت ، تظاهرة للتنديد بقصف تركي أوقع ضحايا بين المدنيين ، مطالبين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني PKK بعدم جعل المناطق الحدودية داخل الإقليم ساحة للقتال بينهم.
وأن التظاهرة كانت سلمية ومرخصة من قبل السلطات الإدارية في المنطقة ، قبل أن يغير بعض المشاركين فيها اتجاهها نحو ثكنة تركية تقع بالقرب من المناطق الحدودية مع تركيا وتحديداً في ناحية شيلادزي بدهوك، حيث أحرقوا آليات عسكرية فيها.
كما أسفرت الأحداث عن وقوع خسائر بالأرواح وإصابات في صفوف المحتجين.
وقال منشور على حساب وزارة الدفاع التركية في موقع تويتر: وقع هجوم على إحدى القواعد في شمال العراق جراء تحريض من منظمة حزب العمال الكوردستاني الإرهابية. لحقت أضرار جزئية بمركبات ومعدات خلال الهجوم".
وقالت الوزارة ، إنه " يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة فيما يتعلق بالواقعة"، ولم تذكر الوزارة في منشورها اسم القاعدة العسكرية التي تعرضت لهجوم المتظاهرين.
بدورها معلقة على تحويل مسار التظاهرة السلمية ، أكدت حكومة إقليم كوردستان، مساء اليوم السبت، أن «أياد تخريبية» تقف وراء أحداث ناحية شيلادزي بمحافظة دهوك ، ووعدت بإجراء تحقيقات لمعاقبة المتسببين بها.
وقالت حكومة إقليم كوردستان في بيان : «نعبر عن قلقنا وحزننا جراء وقوع خسائر في الأرواح وجرحى في الأحداث التي شهدتها اليوم منطقة شيلادزي، كما نعرب عن تعازينا ومواساتنا لذوي وعائلات الضحايا».
وأكدت الحكومة في بيانها، أن «هناك أياد تخريبية تقف وراء هذه الأحداث، لذا فإن الأجهزة المعنية تجري تحقيقات دقيقة لمعاقبة المخربين ومثيري الشغب».
ويطالب سكان القرى الحدودية مع تركيا داخل اقليم كوردستان كلا من مسلحي حزب العمال الكوردستاني والقوات التركية بنقل معاركهم الى داخل الأراضي التركية ، حيث تسبب القتال بين الجانبين الى وقوع العديد من الضحايا في صفوف سكان تلك القرى بالاضافة لاخلاء المئات منها خوفاً من القصف والقتال بين الجانبين .
وأصبح القصف التركي للمناطق الحدودية المترامية بين تركيا واقليم كوردستان وكذلك جبال قنديل حيث مقر قيادة العمال الكوردستاني PKKامراً معتاداً منذ انهيار عملية السلام بين الحزب وانقرة في 2015.
وكثيرا ما تنفذ تركيا ضربات جوية واحياناً بالمدفعية تقول إنها تهدف لملاحقة حزب العمال الكوردستاني في المنطقة الحدودية داخل اقليم كوردستان . وشنت من قبل غارات جوية وكذلك اخترقت أراضي اقليم كوردستان بقوات عسكرية برية ووصلت الى عمق 30 كيلومترا في بعض المناطق.
وكثيراً ما يسفر القصف والهجمات المتبادلة بين الاتراك ومقاتلي حزب العمال PKKعن سقوط مدنيين ممن يقطنون في قرى حدودية نائية ، وأواخر العام المنصرم ، قضى ثلاثة مدنيين على الاقل في قصف تركي استهدف احدى القرى الواقعة في اقصى الشمال الغربي لمدينة دهوك.
وكانت الطائرات التركية قد قصفت في 1 أغسطس/ آب 2015، قرية زاركلي بسفوح جبال قنديل ، والتابعة لناحية ورتي في قضاء راوندوز، بسبب تواجد مقرات لعناصر PKKبالمنطقة ، وإلى جانب الأضرار البشرية والمادية الكبيرة التي خلفها القصف في صفوف سكان القرية ، تسبب ايضاً بنزوح عشرات العوائل باتجاه القرى والمناطق الأخرى في إقليم كوردستان، خشية تجدد القصف التركي.
وكان ممثلو 63 قرية حدودية زاروا برلمان كوردستان، مطالبين البرلمان باتخاذ موقف حيال توغل الجيش التركي داخل أراضي إقليم كوردستان وقصفه المتواصل على المنطقة.
وكثيراً ما تطالب حكومة اقليم كوردستان حزب العمال بإخلاء المناطق الحدودية التي يسيطر عليها تحاشيا لتعرض السكان والقرويين للقصف، لافتة الى إن اتخاذ مقاتلي حزب العمال الكوردستاني أراضي الإقليم قواعد لهم "سبب رئيسي" لتعرض القرويين الى القصف التركي.
باسنيوز