القوات الأمريكية.. الانسحاب من سوريا وتعزيز الوجود في العراق
وقال عضو مجلس المحافظة صباح كرحوت إن القاعدة الأولى أنشئت شمالي ناحية الرمانة التابعة لقضاء القائم على حدود سوريا، والذي يقع على بعد 360 كيلومترا غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار، فيما أنشئت القاعدة الثانية إلى الشرق من مدينة الرطبة، على بعد 310 كيلومترات غرب الرمادي، وأقل من 100 كيلومتر عن حدود سوريا.
وتمتاز الرطبة بموقع استراتيجي وسط الصحراء الشاسعة غربي الأنبار، حيث تشكل نقطة التقاء طرق رئيسية قادمة من ثلاثة معابر حدودية هي عرعر مع السعودية، وطريبيل مع الأردن، والوليد مع سوريا.
وأوضح كرحوت أن الهدف من إنشاء الموقعين يتمثل في مساعدة القوات العراقية على السيطرة على حدود البلاد، لمنع تسلل عصابات داعش، وعدم دخول التنظيم الإرهابي لتلك المدن المحررة.
وأضاف أن عشرات من الجنود الأمريكيين يتواجدون في القاعدتين ولم يتسن له معرفة العدد على وجه الدقة، فضلا عن طائرات مسيّرة من دون طيار ومعدات عسكرية أخرى.
وبذلك ترتفع عدد القواعد العسكرية الأمريكية في محافظة الأنبار إلى أربع، حيث يتمركز الجنود أيضا في قاعدتي الحبانية (30 كيلومترا شرق الرمادي)، وعين الأسد في ناحية البغدادي (90 كيلومترا غرب الرمادي) .
وكان مصدر امني في محافظة الانبار ، كشف في الـ 12 من الشهر الجاري ، عن انشاء الجيش الامريكي قاعدة أمريكية على الحدود العراقية السورية في قضاء القائم (غربي الانبار) دون علم القيادات الأمنية والحكومية في الانبار .
وقال المصدر، ان" القوات الأمريكية عملت على انشاء قاعدة عسكرية لها بالقرب من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا في قضاء القائم (410 كم غربي الانبار) اطلق على القاعدة العسكرية اسم (الصقر)".
واضاف المصدر ، مفضلاً عدم الكشف عن هويته ، ان" القوات الامنية في الانبار والجهات الحكومية ليس لديها علم مسبق بإنشاء هذه القاعدة الأمريكية ودواعي انشائها واسباب وجودها على الحدود العراقية السورية".
مشيراً ، الى ان " الجيش الامريكي لديه وجود في قاعدة الحبانية شرقي الرمادي وفي قاعدة عين الاسد في ناحية البغدادي غربي الانبار وفي صحراء حديثة وفي الشريط الحدودي مع سوريا والتي تم انشائها مؤخرا".
وتأتي الخطوة بعد أقل من أسبوع من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء سحب قوات بلاده المنتشرة في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أعلن في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، رسميًا انسحاب قوات بلاده من سوريا.
وأرجع ترمب انسحابه إلى تحقيق النصر على داعش قائلاً: «منذ مدة طويلة ونحن نحارب في سوريا، لقد قطعنا مرحلة كبيرة، وهزمنا داعش شر هزيمة واستعدنا الأرض».
ويرى محللون ومراقبون للشأن العراقي، أن القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا قد تتوجه إلى العراق لتعزيز تواجدها هناك ضمن إطار محاربة النفوذ الإيراني في البلاد، مقابل تمرير اتفاقيات مشتركة مع روسيا تفتح المجال أكثر لإضعاف إيران.
وأثار قرار الانسحاب مخاوف واسعة لدى الأجهزة الأمنية والحكومة العراقية بسبب ما سيخلفه الانسحاب من فراغ على حدود العراق الغربية مع سوريا؛ ما يتيح لتنظيم داعش مجالا أكبر للتسلل إلى داخل المدن المحررة.
وعلى إثر المخاوف التي شاعت في أوساط الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية، أكدت هيئة الحشد الشعبي جاهزيتها للتعامل مع أي خطر محتمل ينتج عن تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، محذرا من النوايا من وراء هذه الخطوة.
وشدد الحشد على أن «هذه الخطوة تهدف لإفساح المجال لعناصر داعش للتوغل في الأراضي العراقية».
وقال مساعد قائد عمليات نينوى في الحشد الشعبي حيدر عادل، في تصريح نقله الموقع الرسمي للحشد، إن «القطعات الموجودة في محافظة نينوى كبيرة وكافية والقوات الاحتياطية جاهزة».
وأضاف أنه ليس بالجديد أن تخطو الولايات المتحدة خطوة الانسحاب أو إفساح المجال لعناصر داعش للتوغل في الأراضي العراقية.
وأوضح أن «الحشد الشعبي أخذ احتياطاته في هذه المرحلة خاصة»، مؤكدا أن «حادثة قريبة كشفت ترك القوات الأمريكية معداتها وآلياتها لتنظيم داعش من أجل استخدامها ضد العراق»، على حد قوله.
ومن جهة ثانية، قال المحلل الأمني والخبير العسكري سرمد البياتي إن «الانسحاب الأمريكي سيستمر من 4 إلى 6 شهور، وهذا وقت كافي للقوات العراقية من أجل تعزيز تواجدها على الحدود مع سوريا».
وأضاف البياتي، أنه «من الخطأ دفع القطعات إلى العمق السوري؛ لأنها تحتاج إلى جهود كبيرة منها مالية ولوجستية واستخباراتية، ومن الصعب توفيرها في ظل غياب القوات الأمريكية».
وأشار إلى أن تنظيم داعش قد يستعيد قوته ويستغل الانسحاب الأمريكي لشن هجمات على العراق، وإذا لم توجد قطعات مسلحة توازي قوتها القوات الأمريكية، فإن داعش سيتسلل إلى العراق بسهولة.
وأكد البياتي، أن الأجهزة والقطعات العراقية على الحدود بحاجة ماسة إلى دعم فني ولوجستي لتقليل حالات الخطر التي تهدد البلاد.
باسنیوز