بدل رفو-النمسا

مدينة (نوي ماركت) في اقليم شتايامارك النمساوي والتي كان يبلغ عدد ساكنتها حسب احصائية عام 2013 ب 1699 نسمة الواقعة ضمن منطقة (موراو) صارت ضمن مشروع اندماج البلدات والقرى والقصبات ابتداءً من بداية عام 2015 ولتحمل الاسم الجديد (نوي ماركت) وتكون مركز البلدات والقرى في الاقليم. تقع مدينة (نوي ماركت) على ارتفاع 845 مترا فوق مستوى سطح البحر. يرجع تاريخ المنطقة الى اقدم الاكتشافات الاثرية قبل 4 آلاف عام قبل الميلاد وتم الاستيطان في المنطقة وكذلك تعد من اهم المناطق والطرق الرئيسية التي تربط ما بين ايطاليا والدانوب وهذا ما بينته وثائق الرومان حول هذا الارتباط الوثيق. شيدت كنيسة البلدة في القرن الثاني عشر وتبين اقدم الوثائق حول المدينة والمنطقة ترجع الى عام 1235 ولكن توضح ايضا بأن المدينة تم ادراجها والاعتراف بها كمدينة اثناء تشييدها خلال الاعوام 1849 ـ 1850.

(نوي ماركت ).. ليست سوى نقطة الانطلاقة صوب عوالم الجمال والثقافة والرياضة ومنها المشي للمسافات الطويلة وركوب الدراجات وملاعب كرة القدم وملاعب التنس الارضي وشتاءً التزحلق على الجليد في ساحاة مغطاة بالاضافة الى بحيرات للسباحة وسنويا تقام فيها المهرجانات والمنافسات النمساوية وبهذا تعد المدينة المركز الاقتصادي للمنطقة.تكثر المقاهي القديمة الجميلة والمطاعم الشعبية والحانات التاريخية التي تفوح منها عبق التاريخ في المدينة بالاضافة الى انتشار الحرف اليدوية. تنتشر في المدينة واطرافها الكثير من الاماكن التي تجذب السواح ووالاهتمام والمشاهدة ومنها تمثال الطاعون تذكاراً لضحايا وباء الطاعون الذي غزا النمسا وتم تشييد عمود التمثال في اكثر المدن النمساوية وتم بناؤه على ارتفاع 18 متراً عام 1717 من قبل (يوسف انيجلو بون) من الرخام، ولكن تروى حكاية بان ثلاث نساء هن من شيدن التمثال والذين نجوا من الطاعون على ضوء معتقداتهم بأن التمثال سيحميهم من الطاعون ان قدم ثانية. يكمن سحر المدينة الى معجزة القراءة والطبيعة والانصهار ببعضهما البعض وخلق لوحة ساحرة في منتزه القراءة(حديقة الروح) وفيه لا شغل للزائر سوى القراءة و كان الكتاب هو الفكرة الاساسية لتشييد منتزه القراءة الطبيعي.ترجع فكرة المنتزه الى مستشار التطوير والتنمية الدكتور( كونتر كارنر).منذ سنوات تطورت العلاقة ما بين الناس والطبيعة والقراءة في اجواء ساحرة رومانسية ويرى الناس بأنها كانت فكرة جيدة من اجل التطور الايجابي للمدينة عبر هذا المنتزه الذي يعد بدوره فريداً من نوعه في النمسا وترجمت افكاره الى واقع ملموس باستخدام وتشييد تصاميم جميلة من الكتب والاجواء التي تساعد على القراءة.

حين سمع الامير (تشارلز) امير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة بمنتزه القراءة وكما يسمى في النمسا بحديقة الروح ،هنأ المدينة بالمشروع وقال بأنه مسرور بهذا المشروع الخيالي وتمنى الامير كل التشجيع ومساندة هذه المؤسسة الناجحة المتميزة.

حديقة الروح هي للتعرف على اعمق الافكار لعالمنا والتعرف عليه عبر الاتصال الحي ما بين الانسان والطبيعة والكون والاحساس بالوفاء للكتاب من خلال القراءة في اجواء ساحرة.

تحتضن حديقة الروح اكثر من 80 لوحة وعمل والتي تعد بدورها النصوص والتأملات من زمن (باراسيلسوس)ــ الطبيب والساحر والمنجم من عصر النهضة ومن مواليد (1493 ــ سويسرا) وودع الحياة في مدينة سالزبورغ النمساوية لغاية (غوته 1749) ــ اشهر الادباء الالمان والعالم، من الهنود الحمر الى السكان الاصليين في استراليا وكذلك الى جوانب اخرى.

هناك 9 جوانب تحتضنها حديقة الروح وهي: الروحانيات، الفن، التواصل الاجتماعي، الاخلاق، التشكيل، الحداثة، علم البيئة والسياحة، التنمية الاقليمية.

عملت بلدية المدينة على ابراز حديقة الروح بالمكانة التي تليق بان تكون الفريدة من نوعها في النمسا وتم طبع كتاب حول هذه الحديقة، وللحدائق مكانة كبيرة في حياة الاوربيين وهذا الكتاب هو روح الحديقة ويلقي الضوء على ان الحديقة تنير ارواح ونفسيات الزوار ومصدر الهام للذين يزورون المكان .يوصف الكتاب موديل روح الحديقة ويوثق تطوير وتنمية الحديقة والعناصر الفنية ويطرح منظوراً جديداً على الروحانيات في الطبيعة .تم تصميم حديقة الروح بمحاولة الفنانين لربط الانسان والطبيعة والكون معاً وهذه النقاط الثلاث تزرع الروح الايجابية لدى روح الزائر وتساهم في التطور الانساني والتنمية .بوسع الحدائق والمنتزهات ان تكون اماكن وقوة وسلطة الروح وهذا ماقاله الكثيرون خلال زيارتهم للحديقة.يتم دائما اعداد الحدائق باشكال مختلفة وتتركز على الناس والنباتات والمكان والمداخل الفنية هو الدرب الطبي والعلاج في نفس الوقت والتاثير عليه من خلال الطبيعة.

تعد حديقة الروح المكان المثالي للاسترخاء واحتضان الارض والملاذ الامن .ابواب الحديقة مفتوحة للزوار من الساعة الثامنة صباحا ولغاية التاسعة ليلاً وهناك جولات سياحية برفقة مرشد سياحي من الشهر السادس ولغاية نهاية العاشر والجولة تستغرق ساعة ونصف الساعة.

حديقة الروح سفر مع الروح والافكار والكتاب في بلاد جميلة وعوالم سحر ..النمسا..!!







زاكروس