تُركت العديد من القرى في قضاء "آميدي" في محافظة دهوك مهجورةً بسبب عمليات القصف التي يقوم بها الجيش التركي من حين لآخر، فيما يؤكد السكان المحليون أن القصف أسفر عن مقتل الكثير من القرويين الأبرياء في المنطقة.

وتستهدف عمليات القصف التركية مناطق في دهوك من فترة لأخرى، ما يسفر عن مقتل العديد من المدنيين، وخوفاً على سلامتهم، يترك السكان حالياً حياتهم وراءهم ويهجرون منازلهم.

ويشعر الأهالي بأنهم حوصروا وسط الاشتباكات التي تدور بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني، فيما تحكي البوابات المغلقة للمدرسة الابتدائية المهجورة في قرية "ميزة، كل شيء.

لدى المواطن حسين محمد ثلاثة أبناء في المدرسة، ويقول محمد: "نعيش في القرية ولا توجد مدارس مفتوحة هنا، المعلمون لا يأتون، والطائرات التركية تقصف هنا وتقصف المناطق المحيطة، ولهذا السبب لا أحد يزور القرية".

وأضاف محمد أنه "اضطر لإخراج أبنائه من المدرسة، لأنها تضررت جزئياً بسبب الغارات الجوية، ولا يمكنه أخذهم إلى القرى المجاورة أو إلى بلدة (آميدي) نتيجة الطقس القاسي والثلوج الكثيفة"، وليس أمام محمد وعائلته أي خيار سوى البقاء والانتظار حتى يتحسن الوضع.

منذ بداية عام 2018، قُتل 14 قروياً جراء عمليات القصف والغارات الجوية التركية، من بينهم ثلاثة من مربي النحل كانوا في طريقهم لجمع خلايا النحل الخاص بهم قبل أسبوعين في قرية "أردين".

وفقد محمد صالحة نجله رمضان وابن عمه دلوفان في غارة جوية تركية نُفذت في الآونة الأخيرة، ويقوم من وقت لآخر بزيارة المقابر.

ويقول صالحة إن "هذه الحكومة التركية تأتي وتعتدي على أهلنا بسبب حزب العمال الكوردستاني، إذا لم يكن الحزب موجوداً هنا، فما علاقة الأتراك بأهلنا؟، وما علاقة الأتراك بقريتي وبقتل ابني وابن عمي واستشهادهما".

ويخوض حزب العمال الكوردستاني حرباً ضد تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود في المثلث الحدودي بين كوردستان تركيا، كوردستان إيران، وإقليم كوردستان، وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الطرفين منذ بدايتها عام 1984.

ولدى حزب العمال الكوردستاني قواعد في هذه المنطقة الجبلية، فيما تقوم القوات الجوية التركية من حين لآخر بشن غارات في تلك المناطق مستهدفةً مقاتلي الحزب.









rudaw