الإفراج عن شاب كوردي من كركوك بعد 52 يوماً على اختطافه
روزكار ياسين، البالغ من العمر 23 سنة، من سكنة حي الواسطي بمدينة كركوك، تعرض للخطف في ليلة 24 أيلول، وكان قد أكمل دراسته الإعدادية في هذه السنة، وعندما أخلي سبيله كان معظم زملائه الطلبة قد التحقوا بالدراسة الجامعية، لكنه لم يلحق بالدراسة لهذه السنة لتعرضه للخطف.
وبعد نجاته من الخطف، صرح روزكار ياسين: "كنت من كوادر الفرع الثالث للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكنت في فترة الاستفتاء أحث رفاقي من العرب والتركمان على المشاركة فيه والتصويت بنعم لاستقلال كوردستان. كانوا يحترمونني كثيراً، لكنهم بعد أحداث 16 أكتوبر انقلبوا يعادونني، واشتكوني إلى الحشد الشعبي، فهربت إلى أربيل، وبعد فترة اضطررت للعودة إلى كركوك".
ويقول روزكار إنه كان طالباً وكان عليه أن يعود إلى مدينته لمواصلة دراسته، وكان أخوه الأكبر يرافقه إلى المدرسة كل يوم. بقي روزكار في أربيل نحو شهرين، وطلب منه والده أن يبقى فيها لكنه لم يسمع، ويقول روزكار: "في تموز من هذا العام، ذهبت إلى أربيل، وبقيت هناك نحو شهرين، لكنني قررت العودة لأني افتقدت أبي وأخي كثيراً".
لم يمض أكثر من عشرة أيام على عودة روزكار إلى أهله، ليتعرض للخطف في ليلة 24 أيلول 2018 من قبل مسلحين يستقلون سيارة ذات زجاج مظلل، وعن هذا يقول: "خرجت في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مع صديقي (أحمد) إلى محل قريب من دارنا، ولدى عودتنا توقفت أمامنا سيارة ذات زجاج مظلل ترجل منها ثلاثة أشخاص وأرغموني بالتهديد بالسلاح على الصعود في السيارة".
ولأنهم عصبوا عينيه، لم يعرف روزكار إلى أين أخذوه، وقال: "حبسوني في غرفة، لا أعرف أين، ولكني أعرف أن الخاطفين كانوا من الحشد، وعذبوني لمدة أربعة أيام وباستمرار".
ماذا كان المسلحون يطلبون من روزكار؟ يقول: "كانوا يقولون أنت إرهابي ويجب أن تعترف بذلك، لكني لم أقل شيئاً، وعندما عرفوا أن التعذيب لا ينفع صعقوني بالكهرباء، ولم أقل شيئاً هذه المرة أيضاً، وعندما كنت أطلب الماء والطعام كانوا يضاعفون تعذيبهم إياي، وقد فقدت الوعي خلال التعذيب مرات كثيرة".
ويقول روزكار إنه عندما فقد الوعي في المرة الأخيرة، نقلوه إلى مكان آخر، ولم يعصبوا عينه ولما أفاق عرف بأنه عند الجيش العراقي: "لم أعرف عدد الأيام التي قضيتها هناك، لكني عرفت أني لم أعد عند الحشد الشعبي".
كان هاجس أن يأتي أحدهم ويقيد يديه ورجليه ويعصب عينيه ويقتله يسيطر على روزكار طوال الوقت، وفقد الأمل في النجاة، لكن حواراً بين اثنين من الجنود أعاد إليه الأمل: "سمعتهما يقولان لا نستطيع قتل هذا الشاب، لأننا سنقع في ورطة، وهذا ما بعث فيّ الأمل وعرفت أنني سأنجو".
وفجأة دخل عليه أحد الجنود وقال له سنفرج عنك غداً، لكن روزكار يقول: "لم أصدقه وظننت أنه يكذب علي وأنهم سيقتلونني في الغد".
وظهر أن ما قاله الجندي صحيح، ففي اليوم التالي عصبوا عيني روزكار ووضعوه في سيارة وبعد فترة كشفوا عن عينية وأنزلوه في مكان ما، عرف أنه قريب من منزله، فأسرع يركض حتى وصل إلى بيتهم.
كان يخاف أن تكون صدمة خطفه قد قتلت أباه، ويقول روزكار "عندما دخلت الدار وجدت أبي حياً، ولما رآني احتضنني وأجهش بالبكاء فرحاً".
وقال سرباز ياسين، شقيق روزكار، لرووداو، إنه خلال فترة فقدان أخيه بحثوا عنه في أماكن كثيرة، ولما لم يعثروا عليه أيقنوا أنه قتل، لذا فإنهم لم يصدقوا أعينهم عندما رأوه حياً.
rudaw