• Monday, 23 December 2024
logo

كيف أُقيل ريكس تيلرسون؟

كيف أُقيل ريكس تيلرسون؟
بينما كان ريكس تيلرسون في زيارة دبلوماسية إلى أفريقيا، في يوم الجمعة 9 آذار الجاري، اتصل به رئيس ديوان البيت الأبيض، الجنرال كيلي، هاتفياً وأبلغه بأن من الأفضل أن يختصر زيارته ويسرع في العودة إلى واشنطن. كما أبلغه بتوقع تغريدة للرئيس ترمب على شبكة التواصل الاجتماعي، تويتر. لكن كيلي لم يذكر لتيلرسون شيئاً عن مضمون التغريدة. لكن بعد مرور أربعة أيام على ذلك، في 13 آذار، شاهد تيلرسون والعالم أجمع تغريدة الرئيس الأمريكي.

أثارت إقالة ريكس تيلرسون من منصبه كوزير لخارجية الولايات المتحدة وتعيين مايك بومبيو في المنصب، صدمة كبيرة لواشنطن وللعالم أجمع، والقسم الأكبر من الصدمة نجم عن طريقة الإعلان عن ذلك التغيير. لأن الرئيس الأمريكي ترمب، أعلن من خلال شبكة تويتر أنه أقال تيلرسون.

نشرت تغريدة ترمب في الساعة الثامنة وأربع وأربعين دقيقة صباحاً بتوقيت واشنطن، الثالثة وأربع وأربعين دقيقة بعد الظهر بتوقيت أربيل، وكانت تقول:"سيكون مدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايك بومبيو وزيراً للخارجية، وسيؤدي عملاً عظيماً. شكراً لريكس تيلرسون على الخدمات التي قدمها. كما ستكون جينا هاسبيل المديرة الجديدة لوكالة الاستخبارات المركزية، لتكون بذلك أول سيدة تتولى هذا المنصب. تهانينا للجميع."

كان الجنرال كيلي قد حاول ثني ترمب عن نشر تلك التغريدة. لكن ترمب أصر على نشرها ليهين تيلرسون بها. وكان ترمب من خلال هذه الإهانة التي وجهها إلى تيلرسون يريد الانتقام منه، لأن تيلرسون كان قد قال، قبل أشهر وخلال اجتماع مغلق عقد في مبنى البنتاغون، إن ترمب مختل عقلياً.

في العاشر من آذار الجاري، كان تيلرسون في كينيا، وبسبب تدهور حالته الصحية قرر الخلود إلى الراحة، وهناك العديد من التفسيرات التي تحاول شرح ما حدث في ذلك اليوم. فيقول البعض إن حالة تيلرسون تدهورت بعد تلقيه الاتصال الهاتفي من الجنرال كيلي. لكن وزارة الخارجية أعلنت أن وزيرها أصيب بتسمم نتيجة تناوله سمك السلمون وأنه سيواصل جدول أعمال زيارته إلى كينيا في اليوم التالي.

توجه تيلرسون، يوم الاثنين، إلى واشنطن، ووصل إليها في الساعة الرابعة والنصف من فجر الثلاثاء، حيث حطت به الطائرة في مطار أندروز العسكري، على مسافة كيلومترات قليلة من واشنطن، وتوجه إلى داره لنيل قسط من الراحة. كان تيلرسون نائماً عندما أيقظه مدير مكتبه من النوم وأطلعه على تغريدة الرئيس، فارتدى ثيابه على عجل وانطلق إلى مكتبه في وزارة الخارجية.

كان ترمب، في ذلك اليوم، يقوم بزيارته الأولى إلى كاليفورنيا كرئيس، وقبل أن يباشر رحلته تحدث للصحفيين عن قراره، وقال إنه يبحث الأمر مع تيلرسون منذ فترة، وقال أيضاً إن رؤيته لأحداث العالم لا تتفق مع رؤية تيلرسون لها. ثم استقل طائرته وتحدث إلى تيلرسون عبر الهاتف.

بعد مرور قرابة خمس ساعات على نشر تغريدة دونالد ترمب، تحدث تيلرسون للصحفيين من أمام وزارة الخارجية. كان يبدو مرتبكاً ومنزعجاً. حتى أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية ذكر أن تيلرسون كاد يبكي وهو يتحدث إلى الصحفيين. شكر تيلرسون العاملين في الوزارة الذين عاونوه خلال فترة توليه المنصب، كما تحدث عن مجموعة أحداث شهدها العالم والتي عمل عليها خلال تلك الفترة، لكنه لم يخص الرئيس الأمريكي بكلمة شكر واحدة.

لا شك أن العلاقات المتدهورة بين تيلرسون وترمب كانت لها آثارها على الأداء الدبلوماسي لوزارة الخارجية، وهناك الكثير من الأمثلة التي حدثت فيها مشاكل ومواجهات خلال السنة الأولى من إدارة ترمب، من بينها طريقة التعامل مع الخلافات بين دول الخليج وحصار دولة قطر، ومسألة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وكانت الدول الحليفة لواشنطن قد شعرت بذلك وحاولت عدة مرات التعامل بصورة مباشرة مع البيت الأبيض وليس مع وزارة الخارجية، لأنها كانت تعي أن تأثير تيلرسون على البيت الأبيض محدود جداً.
Top