• Wednesday, 17 July 2024
logo

المقابر الجماعية في العراق ..تفاقم معاناة ذوي الضحايا

المقابر الجماعية في العراق ..تفاقم معاناة ذوي الضحايا
مع انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق بدأت تتكشف جرائم التنظيم بحق العراقيين من جميع المكونات، حيث تم العثور مؤخرًا على عدد  من المقابر الجماعية التي تضم رفات الضحايا الذين قتلوا على يد التنظيم خلال فترة سيطرته على عدة مدن عراقية.
وأعلنت مؤسسة الشهداء العراقية مؤخراً عن فتح عدد من المقابر ورفع رفات الضحايا منها غربي مدينة الموصل.
وقالت المؤسسة حينها في بيان ، إن الفريق الفني المتخصص في مجال البحث والتنقيب عن المقابر الجماعية عثر على مقبرة جماعية في منطقة وادي عكاب، غربي الموصل، ورفع 52 من رفات الضحايا، مشيرًا إلى أن فرق المؤسسة أجرت كشفًا أوليًا على المقبرة المذكورة لإكمال إجراءات استخراج الرفات.
ومع توجه فرق البحث العراقية إلى المناطق التي تحررت من تنظيم داعش تم العثور على العشرات من المقابر الجماعية في تلك المدن، حيث كشفت مؤسسة الشهداء الحكومية عن وجود أكثر من 125 مقبرة جماعية في العراق منذ عام 2003.
وقال مسؤول دائرة المقابر الجماعية ضياء كريم إن هناك مواقع تضم أكثر من مقبرة جماعية مثل موقع سبايكر الذي يضم 14 مقبرة، وموقعين في الحويجة يضمان 36 مقبرة جماعية.
ودعا كريم في تصريح له الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى دعم الجهود لفتح تلك المقابر، مشيرًا إلى أن الأموال والتجهيزات من أهم المعوقات التي تحول دون فتحها، فضلا عن قلة الموارد البشرية.
وتشير إحصائيات رسمية إلى إن عدد المقابر الجماعية منذ سيطرة داعش على مناطق في البلاد بلغ 74 مقبرة، فيما يرجح زيادة العدد مع مواصلة فرق البحث أعمالها.
وأعلن مسؤولون عراقيون عن العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 40 شخصاً أعدمهم التنظيم عام 2015 عندما سيطر على مدينة الرمادي.
وأشهر المقابر الجماعية في العراق مقبرة سبايكر في محافظة صلاح ومقبرة الخسفة جنوبي الموصل، فضلاً عن المقابر التي عثر عليها في سنجار وضحاياها من الكورد الايزيديين .
وقال النائب عن قضاء سنجار حجي كندور إن هناك 11 مقبرة جماعية في قرية كوجو وخمس مقابر أخرى في قرية حردان لم يتم الكشف عنها حتى اليوم.
وأضاف  أن أقارب الضحايا ينتظرون بفارغ الصبر الكشف عن هويات ذويهم وسط غياب جهود الحكومة المركزية وإقليم كوردستان وحتى المنظمات الإنسانية، حسب تعبيره.
ويرى مراقبون أن مؤسسة الشهداء ما زالت بحاجة إلى تطوير في مجال البحث والكشف عن المقابر الجماعية ورفع جثث الضحايا منها ، فضلاَ عن التقنيات العالية والخبرات المتميزة للتعرف على هويات الضحايا، وخصوصًا في حالة أن تكون المقبرة قديمة.
ورغم حاجة العراق إلى تلك المؤسسة وتطويرها خاصة بعد الحرب ضد تنظيم داعش وزيادة اعداد المقابر الجماعية إلا أن تلك المؤسسة خضعت للمحاصة الحزبية وكانت من حصة حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، فيما واجهت اتهامات بالفساد وعدم التعاطي مع الملفات الخطرة التي تتعلق بصلب عملها.
بدروه أكد مدير مركز بغداد لحقوق الانسان مهند العيساوي ، أن الحكومة العراقية مقصرة بشكل كبير فيما يتعلق بفتح المقابر الجماعية التي تسببت بها الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش عندما سيطر على العديد من مدن البلاد، وقام بارتكاب مجازر بحق الموصليين وكذلك الأقليات كالأيزيديين الذين ما زالوا يطالبون الحكومة بفتح مقابرهم الجماعية للكشف عن مصير أبنائهم.
وأضاف العيساوي في تصريح لـ(باسينوز) أن العشرات من المطالبات ترد إلى مركزنا الحقوقي تطالب بالضغط على الحكومة العراقية لإجراء اللازم فيما يتعلق بالمقابر الجماعية التي ما زالت غير مفتوحة لغاية الآن، وأكثر تلك المطالبات تردنا من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، ولم ترسل الحكومة الحالية أية فرق مختصة للتعامل مع تلك المقابر رغم اهمية ذلك.
وتابع ، بالقول تحدثنا مع السلطات المختصة لفتح تلك المقابر لكنها بررت امتناعها بعدم وجود تخصيصات مالية لمؤسسة الشهداء.
المحافظات الغربية ... انتظار الدور
وتشير احصائيات لمنظمات حقوقية إلى وجود نحو 200 مقبرة جماعية موزعة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى، فضلًا عن ديالى ومناطق حزام بغداد.
وخلال المعارك التي جرت ضد تنظيم داعش بين عامي 2014 و 2015 قتل التنظيم المتطرف عشرات المواطنين من أهالي الانبار وعشائر البو الفهد والبو نمر ودفنهم في مقابر جماعية عثر على بعضها خلال السنوات الماضية.
وتتهم  جهات سياسية في محافظات الأنبار وصلاح الدين مليشيا الحشد الشعبي بالاخفاء القسري لمئات من المواطنين على أساس طائفي خلال العمليات التي جرت ضد تنظيم داعش ، واستغلت الظروف لترتكب انتهاكات كبيرة في تلك المناطق.
وبحسب النائب عن محافظة الأنبار أحمد السلماني فقد اعتقل نحو ثلاثة آلاف شخص عند حاجز تفتيش الرزازة، الذي كان المنفذ الوحيد لأبناء محافظة الأنبار أثناء النزوح نهاية 2014 ومطلع 2015، إذ كان يتم اعتقال الشباب في كل عائلة تأتي من الأنبار.
واضاف السلماني أن 65 شخصاً تم إطلاق سراحهم من منطقة جرف الصخر، وحدثونا عن أبشع انواع التعذيب الذي تعرضوا له في سجون حزب الله العراقي في جرف الصخر، إذ كانت سجونهم عبارة عن مدارس ودوائر مهجورة للدولة، ومنازل المواطنين السنة وحقول تربية الدواجن، وكان سبب خطفهم من قبل المليشيات في البداية أنهم كانوا في مناطق سيطرة داعش.  
ويعتقد أن الحشد الشعبي قام بتصفية هؤلاء المخطوفين ودفنهم بمقابر جماعية في المناطق التي يسيطر عليها خاصة شمال بابل وجرف الصخر وغيرها، وهذا ما يفسر رفض تلك الفصائل دخول الفرق المختصة إلى جرف الصخر وحتى المؤسسات والمنظمات الحقوقية.
وعثرت شرطة بابل،  قبل أشهر على مقبرة جماعية قالت إنها تضم رفات 19 من ضحايا تنظيم داعش في منطقة الفضيلية بناحية جرف النصر شمالي بابل، لكن السلطات في العادة تقوم بتزييف الحقائق فيما يتعلق بالانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان.
Top