شعب كوردستان يختار الاستقلال ويقول للعالم أجمع: نحن أصحاب إرادة لا تقهر
وعلى الرغم من الضغوط الإقليمية والدولية لكن إقليم كوردستان قرر الاستقلال عن العراق والتعامل مع الأخير وفق قواعد حسن الجوار بين بلدين.
نسبة المشاركة: 72%
أعلن المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كوردستان، شيروان زرار، إن ثلاثة ملايين و985 ألفاً و120 شخصاً في إقليم كوردستان والمناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم والواقعة تحت سيطرة البيشمركة كان لهم حق المشاركة في الاستفتاء إضافة إلى497 ألفاً و 190 مصوتاً من أهالي المناطق الكوردستانية النازحين إلى الإقليم، فضلاً عن 98 ألفاً و945 شخصاً من الجالية الكوردية في الخارج والذين سجلوا بياناتهم عبر النظام الإلكتروني.
وأوضح أنه "وفقاً لهذه البيانات، فإن أربعة ملايين و581 ألفاً و255 شخصاً كان لهم حق التصويت في الاستفتاء، وبلغ عدد المشاركين بالاستفتاء ثلاثة ملايين و305 ألف و925 مواطناً"، مشيراً إلى أن "نسبة المشاركة بالاستفتاء بلغت 72.16%".
من جانبه، قال مسؤول مؤسسة الانتخابات في الحزب الديقراطي الكوردستاني، خسرو كوران، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "المؤامرة الدولية التي حيكت ضد شعب كوردستان وحقوقه دفعته للمشاركة في الاستفتاء بشكل واسع".
وفقاً لأرقام غير رسمية فإن عدد المصوتين في محافظة كركوك قارب من نصف مليون شخص بضمنهم المقيمون في إقليم كوردستان والمنخرطون في صفوف قوات البيشمركة والشرطة والأسايش، وقال مصدر في غرفة عمليات كركوك لرووداو: "نتوقع أن تتجاوز نسبة التصويت بنعم 90%" رغم مقاطعة عدد من العرب والتركمان للعملية والتهديدات الأمنية المحتملة في المحافظة.
مسؤول مؤسسة الانتخابات في الحزب الديقراطي الكوردستاني، أبدى سعادته بالمشاركة الواسعة لأهالي كركوك في الاستفتاء ونتائجها، مضيفاً أن "مشاركة المواطنين كانت جيدة جداً، خاصة في كركوك والتي فاقت توقعاتنا".
تهافت الإعلام العالمي على تغطية استفتاء كوردستان
رغم كل الضغوط الدولية على الكورد للتراجع عن إجراء الاستفتاء بتأجيله أو إلغائه بدعوى أن الوقت ليس مناسباً للعملية، لكن رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، يعد مهندس الاستفتاء وخلال حضوره في الاحتفالات الجماهيرية الداعمة للاستقلال كان دائماً يضع العالم أمام سؤال: إذا كانت الوقت ليس مناسباً للاستفتاء فمتى سيحين الوقت المناسب لذلك؟".
العالم ينظر باهتمام إلى الاستفتاء، لذا فإن عدداً كبيراً من المراقبين الأجانب ومراسلي الإعلام العالمي كانوا يتجولون في مراكز الاقتراع خلال سير عملية الاستفتاء.
وقال مدير الإعلام والعلاقات في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء، روا محمد لشبكة رووداو الإعلامية، إن "تسعة كيانات سياسية إضافة إلى حراك (لا الآن) شاركت في الاستفتاء، بحضور 400 مراقب دولي وألفي مراقب أجنبي، وقامت 159 مؤسسة إعلامية أجنبية و500 مؤسسة محلية بتغطية العملية".
ماذا قال القادة؟
الأنظار كانت متجهة صوب القادة السياسيين خلال سير عملية الاستفتاء، رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، البالغ من العمر 71 عاماً، أوفى بالوعد الذي قطعه لشعبه، بعد أن قال في كلمته خلال مهرجان أربيل لدعم الاستفتاء: "لست ذلك الشخص الذي يحرج نفسه أمام الله وشعبه"، وفي يوم الاستفتاء أدلى البارزاني وهو يرتدي الزي الكوردي التقليدي كعادته بصوته في مصيف صلاح الدين، واكتفى بالتلويح تحيةً للحاضرين دون الإدلاء بأي تصريحات.
رئيس حكومة إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، شارك في العملية برفقة أفراد أسرته، وقال في مؤتمر صحفي: "بعد إتمام الاستفتاء نريد الدخول في مفاوضات جادة مع بغداد، ونأمل منها أن تكون مستعدة لذلك، بغداد هي العمق الاستراتيجي لنا وستبقى كذلك، ونحن لا نريد أن نكون على خلاف أو نزاع معها".
من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني، صلاح الدين بهاء الدين، الذي كان حزبه من أوائل الأطراف السياسية التي أبدت دعمها لإجراء الاستفتاء وشاركت في الاجتماعات الممهدة للعملية: "يجب أن يمارس الشعب الكوردي بطريقة سلمية ومدنية وديمقراطية حقه في استقلال إقليم كوردستان".
نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان، قوباد الطالباني، ردّ على إصدار البرلمان العراقي جملة من العقوبات ضد شعب كوردستان ووصفه بأنه "قرار غير مسؤول"، مضيفاً أن "الرد الأقوى والأنسب هو التصويت في الاستفتاء".
إلى ذلك، قال محافظ كركوك، نجم الدين كريم، الذي أصرّ على إجراء الاستفتاء ما دفع مجلس النواب العراقي إلى إصدار قرار بإبعاده من منصبه، في مؤتمر صحفي: "أدليت بصوتي كمواطن في كركوك، للشروع في تأسيس كوردستان مستقلة".
وصوت مسؤول الهيئة التنفيذية في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، ملا بختيار، في الاستفتاء في مقر ولادته بخانقين قائلاً: "التفاوض مع بغداد سيكون تفاوضاً مسؤولاً، ونطمئن دول جوار كوردستان بأنها لن تكون عامل زعزعة لاستقرارها".
حركة التغيير أعلنت موقفها قبل ساعة فقط من بدء التصويت في العملية، حيث خول أعضاءه وأنصاره بحرية المشاركة في الاستفتاء، لا بل قام المنسق العام للحركة، عمر سيد علي، بالتصويت بـ"نعم" لصالح الاستقلال، مؤكداً على ضرورة "عدم شخصنة مسألة الاستفتاء".
وفي السياق ذاته، وجه أمير الجماعة الإسلامية، علي بابير، الذي أعلن حزبه في بيان صدر قبل 13 ساعة من انطلاق الاستفتاء، عن تأييده لإجراء العملية، كلمة إلى إيران وتركيا اللتين تعارضان استقلال كوردستان بالقول: "نحن شعب نملك حقاً سلب منا منذ سنوات طويلة، من الأفضل لهذه الدول عدم التمادي في تكريس الظلم الذي تعرضنا له على يد الدول العظمى لا الشعوب العربية والتركية والفارسية".
ورغم أن رئيس كيان "التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة"، برهم صالح، لم يبد موقفاً صريحاً من الاستفتاء، لكنه أدلى بصوته في السليمانية وقال: "صوتت بنعم لاستقلال كوردستان من أجل تضميد جراح شعبنا وتحقيق حلم آبائنا وأجدادنا"، معبراً عن أمله في أن يكون الاستفتاء "فرصة لتحسين الظروف المعيشية وإيجاد سلطة عادلة، وخلاص المواطنين من معاناتهم".
وأفاد مراسلو شبكة رووداو الإعلامية بأن نسب المشاركة غير الرسمية في الاستفتاء تشير إلى أن قضاء ميركه سور سجل أعلى نسبة مشاركة حيث بلغت 98%، يليه قضاء خانقين 96%، أما النسبة الأقل فكانت في السليمانية حيث بلغت 55%، أما النتائج الأولية للاستفتاء فتظهر أن 99% من المصوتين في زاخو قالوا: نعم للاستقلال، وعلى الطرف الآخر صوت 70% من بشدر لصالح الاستقلال.
نسب المشاركة في استفتاء استقلال إقليم كوردستان:
خانقین: 96%
جمجمال: 63%
أربيل: 86%
دهوك: 91%
كركوك: 78.77%
السليمانية: 55%
زاخو: 94%
سهل نينوى: 86%
عقرة (آكري): 94%
العمادية (آميدي): 89%
سوران: 93%
مخمور: 88.3
رواندز: 90%
ميركه سور: 98%
جومان: 91%
شقلاوة: 90%
نتائج الاستفتاء (نتائج أولية):
حلبجة: نعم 95.4%، أصوات أخرى 5.6%
دهوك: نعم 98.33 %، أصوات أخرى 1.66٪
أربيل: نعم 92.5% ، أصوات أخرى 7.5%
بردرش: نعم 98.2%، أصوات أخرى 1.8%
عقرة (آكري): نعم 97.6%، أصوات أخرى 2.4%
كلار: نعم 87%، أصوات أخرى 13%
سيد صادق: نعم 81% أصوات أخرى 19%
زاخو: نعم 99%، أصوات أخرى 1%
بشدر: نعم 70.81%، أصوات أخرى 25.58%
شقلاوة: نعم 93.7% أصوات أخرى 6.3%
مخمور: نعم 96.8 %، أصوات أخرى 1.8%
جمجمال: نعم 84.2٪ ، أصوات أخرى 15.8٪