إيران أخطر على المدى الطويل.. نصائح لتجنب ترامب كوارث سلفه
على واشنطن تحاشي تكرار خطأ سلفه في تكبير نية موسكو بالتعاون في سوريا أو في التخفيف من نوايا الكرملين في تقويض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط
فالإدارة السابقة اعتمدت "ديبلوماسية بلا أسنان مرتكزة على فكر التمنيات" إضافة إلى قبول خاطئ للمخططات الديبلوماسية الروسية التي أدّت إلى كارثة إنسانيّة تجلّت بنظام أقوى في دمشق ودولة روسية أكثر جرأة في الشرق الأوسط. كذلك أدّت سياسات أوباما بحسب الباحث إلى توسيع إيران لتدخلها العسكري في المنطقة وإيجاد بيئة لنمو التطرف.
ويؤكد فيليبس أن امتناع أوباما عن استخدام القوة وفشله في استخدام الخط الأحمر الذي رسمه بنفسه جعل منه "خصماً عاجزاً وحليفاً لا يمكن الاعتماد عليه". في الوقت نفسه، تمكّن بوتين من تنفيذ ضربات جوية لإنقاذ نظام الأسد وتوسيع نفوذه الإقليمي متوقعاً غياب التحرّك من جانب أوباما، الأمر الذي سيضع ترامب أمام خيارات قليلة. ورأى فيليبس أن نشر موسكو لنظام دفاع جوي وقوات برية محدودة إضافة إلى القوة الجوية "قيّدت من الآن بشكل ملحوظ الخيارات العسكرية الأمريكية". كذلك سعت موسكو إلى تقويض الجهود الديبلوماسية الأمريكية من المفاوضات التي أدت إلى محادثات السلام في كازاخستان والتي هدفت إلى تكريس مكاسب الأسد عوضاً عن السعي للوصول إلى تسويات حقيقية لإنهاء الحرب.
حروب بالوكالة
إنّ سياسة أوباما السورية كلّفت كثيراً الولايات المتحدة على مستوى المصداقية والمصالح، فالإدارة فشلت في إيقاف المجزرة أو في كبح الجهود الإيرانية والسورية والروسية لفرض حل عسكري كما تابع المحلل. وشبكة التحالفات الأمريكية في المنطقة تمّ إضعافها في حين قوي المحور الإيراني-الروسي-السوري. أمّا الخاسر الأكبر فكان الشعب السوري الذي سقط له أكثر من 400 ألف شخص منذ سنة 2011. لذلك على ترامب أن يعمل مع الحلفاء لهزيمة داعش وجبهة النصرة. لكنّ الحرب في سوريا أصبحت حرباً بالوكالة بين متطرّفين من السنّة والشيعة بمن فيهم حزب الله وقوات أخرى موالية لإيران والتي تمثل تهديداً للمصالح الأمريكية.
قوات برية ودعم لفصائل الجيش الحر
بالنسبة إلى فيليبس، على إدارة ترامب أوّلاً أن تقطع دعمها للأكراد المرتبطين بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه واشنطن وأوروبا على أنه منظمة إرهابية منذ سنة 1984. ويشير الباحث إلى أنّ المجموعات غير المتطرفة إسلامياً في الشمال السوري باتت ضعيفة بسبب غياب الدعم الخارجي. لكن في الجنوب السوري، هنالك الجبهة الجنوبية المؤلفة من مقاتلين معتدلين ومنتمين لقبائل محلية مدعومين من الأردن وفرنسا والولايات المتحدة. هذه الجبهة يمكن أن تكون حليفاً يُعتمد عليه خصوصاً في تأمين الحدود الأردنية ومنع تسلل داعش. وينصح الباحث واشنطن بِحثّ القوى الإقليمية مثل السعودية والدول الخليجية الأخرى إضافة إلى دول في الناتو على المساهمة في إنشاء قوات برية وقوات عمليات خاصة لدحر داعش داخل سوريا. وعندها يمكن لواشنطن أن تؤمن الدعم الجوي واللوجستي والاستخباري والإنقاذي، وفي نفس الوقت إعادة تقويم برنامج مساعداتها للثوار السوريين والاستمرار بدعمها للمجموعات غير المتطرفة، المريدة والقادرة على محاربة داعش بفاعلية بعد تدقيق شامل.
موسكو تستخدم اللاجئين كسلاح
يتابع فيليبس الكتابة عن ضرورة تركيز واشنطن على منع الحرب من الامتداد إلى خارج الحدود السورية والحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا والمساعدة على الاهتمام بهم في المناطق الدول المجاورة لسوريا حيث يبقون على مسافة قريبة من موطنهم. كذلك على واشنطن العمل مع حلفائها لإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا ومنع خروجهم منها. من جهة أخرى، نزح حوالي 10 ملايين سوري بسبب الحرب، حيث أنّ معظمهم هرب من القصف الروسي والإيراني والسوري لا من قصف داعش الذي منع السوريين من مغادرة "خلافته" المزعومة برأي الباحث. لقد استخدمت روسيا اللاجئين كسلاح وجعلت منهم عبئاً متزايداً على الدول المجاورة وأوروبا.
روسيا وإيران ... غير نافعتين
لقد تحدث ترامب بطريقة "مبهمة" عن المناطق الآمنة لحماية اللاجئين السوريين. على واشنطن أن تقدم مزيداً من الدعم الإنساني والتخفيف من العبء على الدول المضيفة، لكن أفضل طريقة لحماية اللاجئين هي في التركيز على ضرب داعش ودعم تسوية سياسية تنهي الصراع وتسمح لهم بالعودة إلى وطنهم. كذلك، يجب على ترامب "أن يتفادى تشريع أدوار روسيا وإيران في روسيا"، فهما دولتان "غير نافعيتين" في الحرب ضد التنظيم وتريدان تقويض المصالح القومية الأمريكية ومصالح حلفاء واشنطن. فموسكو شنّت معظم غاراتها ضد الثوار المناوئين للنظام السوري بمن فيهم مقاتلون مدعومون من أمريكا.
على المدى الطويل ... إيران أخطر
بالنسبة لفيليبس، على واشنطن تحاشي تكرار خطأ سلفه في تكبير نية موسكو بالتعاون في سوريا أو في التخفيف من نوايا الكرملين في تقويض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. من جهة أخرى، جعلت السياسات الطائفية لطهران الوضع أكثر سوءاً. "على المدى الطويل، تشكل إيران خطراً أكبر بكثير من داعش أو القاعدة". ويشير إلى أنّ الأنظمة الوحشية انتصرت على إدارة أوباما وسياستها التي وصفتها بأنها مقاربة "القوة الذكية" تجاه سوريا. لذلك يعاود فيليبس توجيه نصيحته إلى ترامب بعدم تكرار أخطاء أوباما بالوثوق بديبلوماسية بوتين "الساخرة" و "استيعاب" إيران. "على إدارته أن تركز على حماية مصالح أمريكا القومية وحلفائها، عوضاً عن التطلّع إلى اتفاقات الديبلوماسية الوهمية التي تُخرق بسرعة من قبل خصومها".