هل يدفع ترامب بأميركا الى أزمة دستورية؟
وطالبت وزارة العدل بالتنفيذ الفوري لقرار الحظر، الامر الذي عمّق من الخلافات بين الرئيس والقضاء في شأن صلاحياته المتعلقة باجراءات مكافحة الارهاب بما فيها ضبط الحدود. ومن المتوقع وفقا لمحكمة الاستئناف ان تستلم رد ادارة الرئيس ترامب مساء الاثنين. ولم يستبعد بعض الحقوقيين من ان تتطور المواجهة القانونية بين الطرفين وان تصل في النهاية الى المحكمة العليا للبت بها نهائياً. ولا يملك ترامب أي صلاحيات للالتفاف على قرار القاضي الفيديرالي خارج المحاكم. واذا قرر رفض تنفيذ قرار يتخذه قاض فيديرالي فانه سيتسبب بأزمة دستورية، وهو أمر ستكون له عواقب قانونية وسياسية وخيمة.
ويعني قرار محكمة الاستئناف الفيديرالية توقف العمل بالامر التنفيذي الذي وقعه ترامب في 27 الشهر الماضي، والسماح للمسافرين من سوريا والعراق وايران والصومال وليبيا والسودان وليبيا، الى اللاجئين الذين تم التحقق من خلفياتهم بدخول البلاد حتى اشعار آخر.
ومساء الجمعة اصدر القاضي الفيديرالي في دائرة مدينة سياتل جيمس روبارت (الذي عينه الرئيس جورج بوش الابن) حكما بتعليق قرار ترامب لانه غير دستوري وينطوي على تمييز (ديني). وفور صدور القرار اعلنت الوزارة والاجهزة المختصة ومن بينها وزارتي الخارجية الامن القومي انها ستبدأ بتنفيذه.
والسبت سارعت وزارة العدل الى استئناف قرار القاضي، مؤكدة ان الرئيس يملك الصلاحيات الدستورية لاصدار قرار الحظر، وإن هذه الصلاحيات "غير قابلة للمراجعة" وان قرار القاضي يشكك من دون اسباب موجبة باحكام الرئيس المتعلقة بالامن القومي، كما انه " شديد العمومية"، كما رفضت تقويم القاضي روبارت بان قرار الحظر ينطوي على تمييز ديني.
ورد الرئيس ترامب صباح السبت بغضب على قرار القاضي روبارت وهاجمه بوابل من التغريدات القاسية وصلت الى حد التشكيك بشرعيته قائلاً:" رأي هذا الذي يسمى قاضيا، الذي يعني عمليا سلب مسألة تطبيق القانون من البلاد، هو قرار سخيف وسم يتم الغاؤه".
وتسببت هذه التغريدة بردة فعل قاسية ضد ترامب من الحقوقيين والسياسيين، لانها تتناقض مع الاعراف وتمس بمفهوم انفصال السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية واستقلاليتها. ولجأ الكثير من المواطنين الى شبكات التواصل الاجتماعي لادانة " ترامب المسمى بالرئيس".
وكان من اللافت ان ترامب قد كتب في احدى تغريداته :" اللافت ان بعض الدول الشرق أوسطية توافق على الحظر. وهم يعلمون انه اذا سمح للبعض بالدخول فان هذا سيؤدي الى القتل والدمار"، وذلك في اشارة ضمنية الى تصريحات وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد الذي كان قد اعلن ان الولايات المتحدة اتخذت قرارا سياديا وهي لا تعتبر " ان هذا القرار موجه ضد دين معين".
وكان قرار الحظر في نهاية الاسبوع الماضي قد تسبب في اندلاع الاحتجاجات والتظاهرت التي شملت قيام عشرات اللالاف من المتظاهرين في عدد من المدن الكبيرة، بالتدفق على المطارات الدولية مثل مطار الرئيس كينيدي في نيويورك وغيرها . وانضم اليهم عدد من اعضاء الكونغرس وعشرات المحامين الذين قدموا المشورة القانونية لعدد من المسافرين الذين تم توقيفهم موقتا في المطارات. وللاسبوع الثالث على التوالي عمت التظاهرات في المدن الاميركية ومن بينها واشنطن وميامي ( بما في ذلك امام فندق ترامب في مارا لاغو بولاية فلوريدا، الذي وصل اليه ترامب الجمعة) احتجاجا على قراراته وسياساته.