لاجئة من كوردستان سوريا نجت من الغرق فتحولت إلى أيقونةٍ للنجاح في أوروبا
دانيا جليل فتاة من مدينة عفرين بكوردستان سوريا، وترسل مئات السياح أسبوعياً من دول آسيا إلى دول جنوب وغرب أوروبا، وأكدت الفتاة الكوردية أن "السياح اليابانيين والصينيين وقسم كبير من عرب الخليج، يعتمدون عليها".
بعد تأزم الأوضاع في سوريا عام 2011، تضررت عائلة دانيا جليل كآلاف العوائل الكوردية الأخرى في كوردستان سوريا، ونزحت بسبب الحرب إلى إقليم كوردستان.
انطلاقة العمل في أربيل بإقليم كوردستان
عندما خرجت عائلتها من دمشق، كانت دانيا جليل في المرحلة الثانية بكلية الطب، وبعد وصولهم إلى إقليم كوردستان حاولت إكمال دراستها، إلا أن الوضع المادي المتردي لعائلتها حال دون تحقيق ذلك، كما أنها كانت مجبرة على الدراسة بكلية أدنى من الطب في أربيل، لذلك بدأت دانيا بالعمل في أربيل، وكانت البداية في أحد الأسواق الكبيرة، وبعد ذلك افتتحت محلاً للخياطة برفقة سيدة من أربيل، ونجح مشروعهما.
وقالت دانيا جليل إنها "كانت تستقبل عشرات الزبائن يومياً، والكثير من المصممات تعلمن الخياطة في محلها، لذلك نجح مشروعها".
وتتحدث الفتاة الكوردية إلى جانب لغتها الأم، اللغات الإنكليزية والعربية والتركية وشيئاً من الفرنسية، لذلك كانت تتلقى عروضاً كثيرةً للعمل في الترجمة.
تجربة اللجوء
عملت دانيا جليل كمترجمة في المستشفيات التركية بإقليم كوردستان، وعن طريقها سافرت إلى تركيا، ومن هناك هاجرت إلى أوروبا، وعانت كثيراً خلال طريق الهجرة، حيث أكدت أنها لن تنسى تلك المصاعب أبداً.
وتوجهت دانيا برفقة عشرات المهاجرين من اليونان إلى إيطاليا باستخدام قارب، وخلال الرحلة غرق القارب ومات العديد من المهاجرين، إلا أن دانيا وشقيقها وابن خالها كانوا محظوظين لأن خفر السواحل الإيطالية تمكن من إنقاذهم.
وبعد وصولهم إلى روما، سكنوا في مبنى قديم يعود لحزب العمال الكوردستاني، وقالت دانيا إن "حزب العمال الكوردستاني طلب مني الانخراط في العمل السياسي لصالحه، ولكنني رفضت، لذلك أخرجوني من المنزل، فبقيت أنا وشقيقي وابن خالي في الشارع".
السفر إلى السويد
أيقنت دانيا جليل أنها لن تستطيع العمل في إيطاليا، لذلك توجهت إلى السويد، وقد حصلت هناك على حق الإقامة والعمل، وهي تعمل حالياً في شركة سياحية وترسل السياح إلى الدول الأوروبية.
وتؤكد الفتاة الكوردية أنها "تُسير أمور 700 سائح كل شهر، وأنها تملك الحق في ممارسة الأنشطة السياحية في مدن روما، فيينا، فينيسيا، باريس، وأمستردام، حيث ترسل السياح من السويد إلى هذه البلدان".
ولدى دانيا جلال حالياً 6 موظفين، وهي ترغب بتوسيع عملها أكثر، وترسل السياح إلى دول أوروبا الشرقية.
وتزوجت دانيا جلال بعد لجوئها من شاب سويدي، وحالياً يعملان معاً في مجال السياحة، وقال زوج الفتاة الكوردية، آلان سفينسون، الذي كان يعمل التجارة: "لقد أسهمت دانيا في توسيع مجال عملي بنشاطها وأمانتها، وسوف سأطور من عملي أكثر، وأنا واثق من أنني سأنجح في حياتي الأسرية أيضاً".
لقد أصبحت الفتاة الكوردية، دانيا جلال، مادةً دسمة لوسائل الإعلام السويدية والإيطالية، والتي تحدثت عن قصة نجاحها وبطولتها، كما أجرت وسائل إعلام هذين البلدين مقابلات عديدة مع الفتاة الكوردية.