غالب الشابندر : بإمكان البارزاني أن يصبح بوصلة لحل مشاكل العراق.. والمالكي كان وراء تدهور البلاد
وقال الشابندر، إن نوري المالكي قال انا وضعت البذرة الاولى للحشد الشعبي وساهمت بشكل صريح . في الحقيقة لا يمكن الركون الى مايقوله المالكي ، ولا اعتقد ان قيادات الحشد الشعبي التي لديها ممارسة قتالية كبيرة ، ولها توجه عراقي واضح حتى تأتمر بأوامر المالكي الذي يعد حالياً مجرداً عن مكامن القوة الموجودة".
وأضاف "اعتقد ان خطابات نوري المالكي تكاد تكون إنشائية وتكاد أن تكون دعائية لذلك مثل هذا الكلام عار عن الصحة ، فلا توجد أي وثائق ترسح أو تؤكد مثل هذا الادعاء ". موضحاً "المالكي كان يطمح بعمل قيادي، لكن لا اعتقد أنه يطمح للعودة إلى رئاسة الوزراء ، كما أن تحركاته ليست عسكرية أكثر مما هي سياسية ، ولا أرى أنه سيخرج من هذا الحراك بأي نتائج إيجابية لانه هناك الكثير من المشاكل التي تواجهه والتي تمثل أكبر حجماً من المالكي نفسه سواء على صعيد تفكيره أو امكانياته المتاحة، حيث هناك كبار القادة في حزب الدعوة وأيضا السنة مختلفون مع المالكي ولا يحبذون عودته ، وأيضاً لديه خلافات مع الكورد ، وخلافه كذلك مع حيدر العبادي، بالاضافة إلى المعوقات الدولية والاقليمية ، لذلك انا اشك بقدرة نوري المالكي ".
كما لفت أيضا "أجد أن نوري المالكي فقد قوته العسكرية التي كان يهيمن عليها سابقاً في ظل تعدد نقاط القوة المحيطة به ، بعد أن اصبح للتحالف الوطني والحشد الوطني قوى خاصة بهم لذلك لم يعد المالكي متفرداً في الساحة من حيث القوة والمكانة".
وتابع الشابندر، أن "المبادرة التي اطلقها المالكي قد ماتت في مهدها، هناك اختلاف في خصوصها داخل بعض اعضاء المجلس الأعلى فلم تجد ذلك الصدى القوي ولم يكن لها ذلك الثقل لا العالمي او الإقليمي ولا الوطني، وهذا دليل على ان المالكي هو مجرد مبادرات ومجرد صيحات فقط".
وأضاف، المبادرة كانت من بنات افكار السيد عمار الحكيم، والذي كتب المبادرة هو شخص من خارج الأحزاب، انا لا اعتقد بأن الامريكان لهم دور في مثل هذه المبادرات، فمن الصعوبة ان تأخذ هذه المبادرة طريقها الى الجانب التنفيذي لأن الية المبادرة هشة، حتى لو كانت دقيقة وعميقة.
واشار، ان ايران تدرك بأن المالكي كان سببا من اسباب التدهور في العراق، وتعرف بأن رجوعه قد يسبب انشقاقا داخل الصف الشيعي، ايران حاليا لها تفكير آخر، ربما لو ان العبادي استمر سيكون افضل لها من المالكي، لما وجد من تجاوب شعبي لحد ما، فتحرير الموصل والرمادي قد حصل في عهده.
وقال إن "البارزاني والمالكي كلاهما زعيمان، ولكل واحد منهما تكتله الخاص، وكذلك طموحاته الخاصة بكل صراحة، وأعتقد أنه من الطبيعي حين يكون هناك زعيمان طموحان، أن يتبادلا التهم، ونحن من جهتنا نتمنى تهدئة الأوضاع".
وأردف قائلاً: "أنا أقول للأخ أبو مسرور (في إشارة لرئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني)، إن بإمكانه أن يتحول إلى بوصلة لحل المشاكل في العراق، فهو زعيم وطني وكوردي، وبإمكانه أن يتحول إلى زعيم كوردي عالمي من خلال تبنيه لدولة كوردستان، ولكن بهدوء ومن خلال صيرورة تاريخية وليس من خلال أفكار سريعة".
وأضاف أن "السيد مسعود البارزاني بذل جهده وساهم في تكريس الحكم الذاتي في العراق بشكل علمي وموضوعي، ويحول كوردستان بالتعاون من الإخوة الآخرين إلى درة مزدهرة ومشعة، وبعد ذلك يعمل على دعم الكورد الآخرين في تركيا وسوريا وإيران، لكي يحصلوا على نفس المكاسب التي حصلوا عليها في العراق، بحيث تتشكل حكومات ذاتية داخلية في هذه الدول، تؤهلها لكوردستان الكبرى".
وأكد أنه "كتبت في هذا السياق 3 مقالات في موقع إيلاف، وقلتُ إن كوردستان حلم من حق الكورد، لأن حق تقرر المصير أصبح واقعاً عالمياً وحقوقياً، ولكن المشكلة تكمن في الطريق إلى هذا الحلم، فهذا الطريق لا يجب أن يكون من خلال الأماني أو برفع سقف المطالب، بل بواسطة التكريس الحقيقي للوجود الكوردي في العراق على شكل لغة وحضارة وتقاليد وثقافة وفلكلور، وبالتعاون مع حكومة المركز، وعندما تتحول إلى منارة مشعة سيحتذي بها الكورد الآخرون".
وزاد الشابندر أنه "إذا كان هناك إقليم كوردي في كل من تركيا وسوريا وإيران، وبنفس هذه القوة والإشعاع، فسيكون السيد مسعود البارزاني قد مهد الأرضية الحقيقية لكوردستان الكبرى على المدى البعيد".
وتابع بالقول: "أعتقد أن الكرة في ملعب السيد البارزاني أكثر مما هي في ملعب العبادي، لأن العبادي تحققت في زمنه الكثير من الانتصارات، لذلك هو الآن مقبول في الشارع العراقي، كما يبدو أنه مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أنه سيلقى دعماً أكبر في زمن ترامب، وعليه فإن بإمكان الأخ أبو مسرور (السيد مسعود البارزاني) أن يتحول إلى نجم متألق في سماء الشرق الأوسط من خلال تألقه في العراق".
وقال: "أنا شخصياً أؤمن إيماناً كاملاً بحق الكورد في تقرير مصيرهم، فالكورد أمة قديمة وكبيرة، ولكن للأسف الشديد متشتتة ومظلومة تاريخياً وقومياً وفلكلورياً ولغوياً، وهذا الظلم يجب أن يُرفع عنه من خلال تقرير المصير، وبرأيي فإن تقيرير المصير يبدأ من العراق، وليس من تركيا أو سوريا مثلاً، لأن الكورد في العراق حالياً تحصلوا على الكثير من الحقوق، وبتوافق جميل ولطيف فيما بينهم وبين الشيعة، لذلك أعتقد أن بإمكانهم الوصول إلى حلول، ولكنني أكرر وأقول إن الكرة في ملعب السيد البارزاني".
وفي سياق آخر عبّر عن اعتقاده بأن "عملية تحرير الموصل ستطول، وهي معقدة، لأنها ليست معركة على الموصل، بل هي معركة على المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط الذي يتصل بالمحيط الأطلسي ومن ثم بالتجارة العالمية، والبواخر العملاقة لنقل النفط، فالمسألة أكبر من الموصل وحتى من سوريا، فضلاً عن أنها مسألة إيجاد قواعد روسية على البحر الأبيض المتوسط، كما أنها مسألة تخوف تركي من تواجد بعض الموالين لإيران على الحدود، وعليه ستطول هذه المعركة وتتعقد ما لم يفعل العقلاء فعلهم".
وأوضح أن "مكونات الشعب العراق، من كورد وعرب، سنة وشيعة، مسيحيين وتركمان وغيرهم، عبارة عن آلية وليسوا أصحاب استراتيجية، كما أنهم حطب وليسوا ناراً".