• Sunday, 30 June 2024
logo

هل تركيا والعراق مقبلتان على حرب في الموصل؟

هل تركيا والعراق مقبلتان على حرب في الموصل؟
أشار السفير الأميركي الأسبق لدى العراق زلماي خليل زاده إلى أن عملية استعادة الموصل قد بدأت وأن قوات مختلفة ومتعددة في الطريق إليها، ولكنه تساءل.. هل تركيا والعراق مقبلتان على حرب بالموصل؟

وأضاف في مقال تحليلي نشر في مجلة ناشونال إنترست الأميركية أن قوات أميركية وعراقية والبيشمركة وقوات إيزيدية ومسيحية وشيعية وسنية تتقدم باتجاه الموصل، لكنها تواجه تحديات متعددة.

وأوضح أن أبرز التحديات في معركة الموصل تتمثل في الخلافات بين أنقرة وبغداد بشأن وجود قوات تركية في بلدة بعشيقة شمالي الموصل، فهناك خطر من أن تشتعل حرب داخل حرب أثناء عملية استعادة الموصل، وفي حال اندلاع القتال بين الأطراف المشاركة نفسها، فإن آفاق استعادة الموصل واستقرارها يكون في خطر، مشيراً الى أن تركيا والعراق ربما تكونان متفقتان على استعادة الموصل ولكنهما ليستا على اتفاق بشأن الكثير من القضايا الأخرى، مضيفاً إنه بناء على النقاشات أثناء زيارته قبل أيام إلى تركيا وإلى إقليم كوردستان العراق، فإن هناك خمسة عناصر أساسية لهذا الخلاف بين تركيا والعراق:
أولا: إن الحروب في كل من العراق وسوريا هي نتاج صراع جيوسياسي إقليمي حيث إن تركيا وإيران تشكلان لاعبين أساسيين في هذا الصراع، وتستغلان التوتر الطائفي والعرقي في المنطقة، وبالرغم من اتفاق تركيا وإيران على كثير من القضايا الثنائية، فإنهما تتنافسان على النفوذ في كل من العراق وسوريا، ومن وجهة نظر تركيا فإن الخلاف مع بغداد ليس لوجود قوات تركية في بعشيقة، بقدر ما هو خلاف بين تركيا والحكومة في بغداد التي يهيمن عليها الشيعة الموالون لإيران، فتركيا ترى أن الحكومة في بغداد قد تآكلت بفعل سنوات الحرب الأهلية والسياسات الطائفية التي اضطهدت من خلالها السنة العراقيين والسنة التركمان واستعدت الكورد في العراق.

ثانيا: إن تركيا لا يساورها القلق بشأن الموصل فحسب، ولكن بشأن ما حول الموصل، حيث إن إيران ترغب في إقامة بؤر استيطانية عند تقاطع المناطق العراقية السورية وتقاطع المناطق الكوردية التركية، وإن سيطرة إيران على هذه المناطق تمنحها القدرة للتحكم بالكورد بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء بالنيابة عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فالأتراك يعتقدون أن إيران تسعى للحصول على ممر بري إلى سواحل البحر المتوسط بسوريا ولبنان، وإن مدينة الموصل هي أقصر الطرق لتحقيق إيران لهذا الهدف، وتركيا تريد أن تمنع إيران من تحقيق هذا الهدف.

ثالثا: إن لتركيا علاقات تاريخية وثقافية مع الموصل ومع السكان العرب السنة والتركمان السنة فيها، وهناك شعور بين القادة الأتراك بأنه ما كان يجب التخلي عن الموصل وشمال سوريا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ولدى القيادات العربية الرئيسية في الموصل تقديرا مماثلا لتاريخ مشترك مع تركيا وإرادة لعلاقات أقوى معها باعتبارها عنصر توازن في التعامل مع المليشيات الشيعية وإيران، وسط الخشية من إجراء تغيير ديمغرافي وطرد التركمان من مناطق حول الموصل كما جرى في تلعفر.

وقد طورت علاقات جيدة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بما فيه الالتزام مع أربيل للدفاع عنها ضد أي تهديدات خارجية، حتى تلك التي تأتي من بغداد، وإن تركيا حافظت على وجود قوات تركية في إقليم وكوردستان لسنوات وإن كان خارج بعشيقة.

خامسا: إن تركيا تريد منع حزب العمال الكوردستاني (PKK) الذي تمرد عليها لأربعة عقود، من توسيع نطاق وجوده في شمال العراق، وإن هذا الحزب أسس وجودا في مدينة سنجار عندما شارك في استعادتها من تنظيم الدولة، وإن تركيا لا ترغب في مشاركتها في معركة الموصل.

وأضاف الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة عالقة وسط هذا الصراع المعقد، وأنها تريد مساعدة العبادي في معركة الموصل لتقليل اعتماده على إيران، وأنها لا ترى فائدة من مشاركة تركيا، بل إن واشنطن ضغطت على كوردستان العراق كي يطلب من تركيا سحب قواتها من بعشيقة، لكنها لم تنجح في مسعاها.

واستدرك بالقول إن واشنطن تشارك أنقرة في القلق إزاء التطلعات الإيرانية وإزاء خطر المليشيات الشيعية، وذلك خشية ارتكابها فظائع في الموصل يكون من شأنها أن تؤدي إلى حرب طائفية حتى بعد طرد داعش.

وأضاف أنه بدلا من أن تنحاز الولايات المتحدة إلى تركيا أو العراق في الخلاف الذي بينهما، فيتعين عليها أن تستخدم الدبلوماسية لإيجاد ترتيبات تسهل عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة، وأن تمنع تحقيق إيران لأهدافها في الموصل، كذلك أن تمنع اشتراك المليشيات الشيعية الموالية لإيران في معركة الموصل، وأن لا تقوم بإحراج العبادي أو تجعله يزيد من اعتماده على إيران، وأن تحول دون وقوع اشتباك محتمل بين القوات التركية والعراقية.

وقال إن تحويل بعشيقة إلى قاعدة للتحالف يحقق أهدافا من بينها، أنه يمنح الولايات المتحدة نفوذا على المليشيات الشيعية وعلى تحركاتها قرب الموصل، و يجنب تزايد تدهور العلاقات بين تركيا والعراق.

Top