• Monday, 23 December 2024
logo

تقرير: ارتياح وتوجس بين سكان الموصل مع اقتراب التحرير

تقرير: ارتياح وتوجس بين سكان الموصل مع اقتراب التحرير
مع استعداد القوات العراقية لمهاجمة تنظيم "داعش" الارهابي في الموصل عبر سكان من داخل المدينة وآخرون تمكنوا من الفرار عن شعورهم بالارتياح لاحتمال تحرير ديارهم من حكم التنظيم الارهابي، لكنهم حذروا أيضا من أنه إذا نجح الهجوم فإن السكان سيرفضون العودة إلى ما وصفوه بأنه الاستعباد القمعي الذي كانت تفرضه الحكومة، وذلك بحسب تقرير لوكالة "رويترز".

ويتمركز الجيش العراقي الذي سيقود الهجوم ووحداته الخاصة في مواقع حول المدينة التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمالي بغداد والتي أعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الارهابي من مسجدها الكبير قيام ما سماها بـ "دولة خلافة" في مناطق بسوريا والعراق.

وقال هشام الهاشمي الذي يعمل مستشارا لدى الحكومة لشؤون "داعش" ومؤلف كتاب بعنوان (عالم داعش) إن من المقرر تنفيذ الهجوم في أواخر أيلول.

ونقلت "رويترز" عن ثمانية من سكان الموصل جرى الاتصال بهم سرا عبر الهاتف على مشارف المدينة إن هناك إشارات متزايدة على وجود رفض قبل الهجوم المتوقع. وطلب الثمانية عدم نشر أسمائهم خوفا من تعرضهم للانتقام.

وقال ساكن من إحدى المناطق النادرة التي لا تزال هناك تغطية للهواتف المحمولة فيها إن بعض الجدران كتب عليها حرف "م" كناية عن كلمة "مقاومة" أو رسم عليها شريط أحمر وآخر أسود فيما يمثل علم العراق.

وأضاف "هذه أفعال تمثل الشجاعة الحقيقية. إذا ما تم إلقاء القبض عليك فأنت ميت لا محالة."

وقال سكان لرويترز إن العلم العراقي رفع مرتين في ميادين عامة إحداها في حزيران والأخرى في تموز مما أثار حنق عناصر "داعش" الذين مزقوه في الصباح التالي. وأكدت شهادة السكان صحة تسجيلات مصورة نشرت على موقع فيسبوك.

وأضاف السكان أن عددا غير معروف من الأشخاص اعتقلوا بعد رفع العلم في تموز وكان من بينهم ضباط سابقون في الجيش.

والموصل هي أكبر مركز حضري تحت سيطرة "داعش" ووصل عدد سكان المدينة في وقت من الأوقات إلى مليوني شخص. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة السيطرة على الموصل تعني الهزيمة الفعلية لـ"داعش" في العراق.

وقال خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي يوم 30 تموز إن الكثير من زعماء "داعش" فروا من الموصل إلى سوريا مع أسرهم قبل الهجوم المزمع.

وقال سكان إن ارتياب عناصر "داعش" يزداد مع تضييق القوات العراقية الخناق عليهم.

ويحكم عناصر "داعش" دائما قبضتهم على الاتصالات لمنع أي دعاية عدائية ومنع المرشدين من نقل معلومات للقوات العراقية أو التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة.

وأوقف التنظيم خدمات شبكات الهواتف المحمولة في 2014 وحظر القنوات الفضائية هذا العام ويسمح فقط بالاتصال عبر الإنترنت من المنازل عبر خادم يسيطر عليه.

ومنذ شهر قصر عناصر "داعش" الدخول على الإنترنت على عدد من المراكز الرسمية لخدمة الإنترنت اللاسلكي والتي يراقب المشرفون عليها المحتوى الخاص بالمستخدمين.

وعند نقاط تفتيش أقامها التنظيم يسأل الناس عما إذا كانوا يملكون حسابا على موقع فيسبوك وعليهم فتح هواتفهم للتأكد من أنهم لا يملكون حسابا.

وقال سائق سيارة أجرة عبر الهاتف "أحمد الله أني لا أعرف حتى ما هو الفيسبوك لكن بالرغم من ذلك فإنني سجنت لأسبوع ودفعت غرامة لأنهم وجدوا موسيقى للرقص مخزنة على هاتفي النقال".

* حكاية يونس

وفر يونس وهو مدرس للغة العربية للمرحلة الثانوية وفي الأربعينيات من عمره من الموصل في أيار وأكبر مخاوفه أن يغرس في ذهن ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية الذي يطبقه التنظيم.

وقال في شقة ببغداد وهو يحتضن ابنه "لقد هربنا من الموصل وجازفنا بحياتنا من أجل ولدي. أردت أن أنقذه من التحول إلى متشدد".

وأضاف قائلا " كيف لي أن أبقى صامتا وأنا أرى داعش تقوم بغسل عقل ابني وتعلمه كيف يصبح انتحاريا."

وعرض نسخة مصورة من غلاف كتاب دراسي للصف الخامس الابتدائي عليه صورة صبي يحمل على كتفه بندقية كلاشنيكوف.

وقال وهو يدخن سيجارة إنه يعلم أن الاحتفاظ بهذه الورقة ينطوي على مخاطر لكنه قرر إخفاءها وعرضها على من يسأله كيف كانت الحياة تحت حكم التنظيم. وكان التنظيم يحظر التدخين.

كما أعرب عن إحباطه إزاء استمرار زوجته في ارتداء النقاب بعد الانتقال إلى بغداد وكان إجباريا تحت حكم "داعش" في الموصل حتى على تماثيل عرض الأزياء في المتاجر ولم يكن يسمح للنساء بالسير خارج منزلها دون محرم.

وقال لزوجته "رجاء استحلفك بالله أن تتوقفي عن تغطية وجهك. لا داعي للخوف فأنت إنسان ولست جارية".

وقال يونس إنه دفع لسائق سيارة أجرة خمسة آلاف دولار ليساعده هو وأسرته في الخروج من الموصل عبر خطوط قوات البيشمركة في شرق المدينة مستغلا الاضطراب الذي أعقب تقدما أحرزته البيشمركة والقوات العراقية في أيار.

وحقق الجيش تقدما آخر في تموز وسيطر على قاعدة القيارة الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوبي الموصل ومن المتوقع أن يستخدمها الجيش العراقي كنقطة انطلاق رئيسية في الهجوم المتوقع.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشهر الماضي إنه بمجرد احتدام القتال قد يضطر ما يصل إلى مليون شخص للفرار من منازلهم في شمال العراق وهو ما سيشكل "مشكلة إنسانية هائلة في البلاد".

واضطر أكثر من 3.4 مليون شخص لترك منازلهم في مناطق متفرقة من العراق بسبب الصراع ولجأوا إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة أو في اقليم كردستان.
Top