قبل 35 سنة البرزاني الإبن: لدينا أراض محررة
قبل 35 سنة
البرزاني الإبن: لدينا أراض محررة
د. آزاد احمد علي
مركز رووداو للدراسات
27 نيسان 2016
المقدمة
نشرت مجلة الموقف العربي في العدد رقم (30) تاريخ 27 نيسان 1981 حوار مطول مع السيد مسعود البارزاني، بصفته أبرز زعيم وثائر كوردي عهدئذ. جاء هذا الحدث الإعلامي غير المسبوق في العالم العربي، في لحظة اتسمت بالحساسية والأهمية للدفع بالمسألة الكوردية نحو آفاق دبلوماسية جديدة. جاءت أهمية الحوار في المرتبة، كموضوع للغلاف، إذ شغلت الصفحات (7-9) من نسخة الأصل.
يسرنا في مركز رووداو للدراسات أن نبدأ سلسلة "دراسة وثيقة" بهذا الحوار – الوثيقة التاريخية الإستثنائية في أهميتها، سواء من حيث المضمون السياسي الغني، أو زمان ومكان الحوار، والذي يعتقد أنه قد جرى في العاصمة السورية دمشق أو بيروت. نضع النص الكامل لهذه الوثيقة السياسية الغنية في متناول المؤرخين والمهتمين بتطور مسار حركة التحرر الكوردستانية.
النص الكامل للحوار
مسعود البارزاني لـ "الموقف العربي":
لدينا أراض محررة!
لاشروط لدينا للحوار مع بقية الأطراف... ونرفض شروط الآخرين!
نؤيد الثورة الإيرانية...ونقف ضد الصدام بين الأكراد والثورة
مسعود البرزاني هو النجل الأصغر للزعيم الكردي الراحل ملا مصطفى البرزاني، وهو بعد ذلك أحد أبرز القادة السياسيين في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هذا اللقاء أجراه مندوب المجلة معه، أثناء زيارة خاصة كان يقوم بها لبلد عربي. من الثورة إلى الإنتكاسة، حتى الثورة: هذا هو على وجه التحديد الرسم البياني الواقعي للثورة الكردية في العراق منذ الطلقة الأولى التي دوت في جبال كردستان في العام 60 -1961 . لقد مضى وقت طويل منذ ذلك اليوم الذي اشتعلت فيه الثورة، ومضى وقت أطول أصبحت فيه قضية الأكراد، لا شأنا كرديا- عراقيا فحسب، بل شأنا عربيا ودوليا. فبأي معنى يمكن الحديث اليوم عن "المسألة الكردية"، والثورة الكردية؟
بإيجاز شديد، يمكن الحديث عن المسألة الكردية، بإعتبارها قضية قومية، تتعلق بمطالب مشروعة لشعب مضطهد، غير أن من الصعب الحديث عن "ثورة كردية" خالصة، فهذه الثورة، أضحت اليوم بتعبير مسعود البرازاني "ثورة عراقية" ضد التسلط والدكتاتورية. هذا المفهوم الواضح، والمحدد، عند مسعود البرازاني يجد تعبيره عبر أكثر من جواب...
الصفحة رقم 7 من نسخة الأصل
بودنا ان نبدأ الحديث من نقطة هامة، كيف تقيمون الثورة الكردية ومسار تطورها عبر عشرين عاما. ماذا واجهت من تحديات ومخاطر، وما هي آفاقها.
o الثورة الكردية في كردستان العراق، مرت بمراحل عديدة، وهي بمعنى ما من المعاني، ثورة ضد الإضطهاد الذي عاناه شعبنا منذ التسلط العثماني حتى يومنا هذا، وكغيرها من الثورات التي إندلعت في المنطقة، مرت الثورة الكردية بفترات إنتظار وانتكاسة، والسبب يعود - في تصورنا – إلى المصاعب التي واجهتهان ولكن هذا لا يقلل أبدا من أصالتها. مهما تكن هناك الأخطاء التي وقعت فيها الثورة، فإن الثورة ثورة وطنية، وحركة تحررية، مرتبطة بحركة التحرر الوطني العربية في نضالها المشروع والعادل ضد الإمبريالية والرجعية والصهيونية في المنطقة، وفيما يتعلق بالثورة الكردية منذ إعلانها 60-1961، يمكن تقييم هذه الفترة انطلاقا من نقطة جوهرية هي تحديدا فترة إنتصار ثورة الشعب العراقي في ثورة 1958 المجيدة. عندما إنتصرت الثورة في 1958، نص الدستور المؤقت على أن العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن، هذه الفقرة جذبت الأكراد إلى الثورة بشكل كبير وملموس، وخلقت جواً من الثقة المتبادلة بين الأكراد وقادة الثورة، ولكن حدثت المشكلات المعروفة التي لاتبرأ منها يد الإمبريالية والرجعية، الأمر الذي حمل الأكراد على رفع السلاح دفاعا عن وجودهم.
لقد حاول الاستعمار تحويل حربنا، إلى حرب بين الأكراد والعرب، وبقدر ما يتعلق الأمر بالأكراد، أعتقد أن الفضل يعود إلى ملا مصطفى البرزاني في وقوفه ضد هذه المحاولات، ومنع حرف الثورة عن مسارها الصحيح. البرزاني كان يؤكد دوما أن الثورة ليست أبدا موجهة ضد العرب، بل ضد النظام. ومنذ 61- حتى 1975، أي عام الإنتكاسة حصلت عدة إتفاقات بين السلطة المركزية والحركة الكردية (اتفاقات 66 و11 آذار 1970).
نحن لا ننكر أن الحركة الكردية قد وقعت في أخطاء، ولكن مقابل ذلك وقعت (الشوفينية العربية) في أخطاء كثيرة، ولعل الكثير من أخطاء الحركة الكردية، كانت نتيجة ردود الفعل ضد محاولات ضرب وجود الأكراد القومي. إن لدينا ما نفخر به، فالشعب الكردي لم يقف يوما في خندق معاد للمة العربية، ودليل ذلك موقفنا، وموقف البرزاني خصوصا عام 1967 إبان حرب تشرين 1973.
لقد وقفت الحركة الكردية بصراحة ووضوح وعلناً إلى جانب الأمة العربية، وهذه العلاقة تعبر عنها التجربة الواقعية، وهي أنه لا يمكن فصل الحركة التحررية الكردية عن حركة التحرر الوطني العربية، وأن نضال الأكراد هو جزء من نضال كل القوى الثورية في المنطقة، ولا يمكن للأكراد أن يحصلوا على حقوقهم دون إقامة حكم ديمقراطي في العراق، وبالتعاون مع كل القوى الوطنية والتقدمية... هذا ما نناضل من أجله!
الصيغة الجبهوية ... صيغة مثلى!
والإنتكاسة؟ ما هو تأثيرها في الحركة الكردية، ماذا حصل بعد أيلول 1975... وكيف تقيمون ذلك؟
o في تجربة أيلول، هناك الكثير وأظن أن المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكردستاني المنعقد في نهاية 1979، قد عبر بوثائق هامة عن تقييمنا لهذه التجربة، إننا نرى أن إنتكاسة 1975 هي بداية مرحلة جديدة، سابقا كانت الحركة القومية الكردية، يقودها فعليا الحزب الديمقراطي الكردستاني، أما بعد أيلول 1975، فقد ظهرت عدة تنظيمات سياسية، وقد برهنت عبر نشاطها وفعالياتها السياسية، أنها تنظيمات وطنية يمكن عقد الآمال عليها، وهناك أيضا تنظيمات، بإسم الوطنية تضرب الحركة الكردية هذه هي الصورة، ولكن هناك ميزة هامة جدا ينبغي الإلتفات إليها، هي سيادة روح الديمقراطية الواسعة التي توفرت للجميع، وهناك قناعة راسخة تماما اليوم، من أن الصيغة الجبهوية هي الصيغة الفضلى للنضال، وفي تصوري أن الجبهة الحالية في كردستان (الجبهة الوطنية الديمقراطية في العراق المؤلفة من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الإشتراكي الكردستاني الموحد، والحزب الديمقراطي الكردستاني)، وأي تحالف وطني آخر، إنما هو ثمرة هذه القناعة الشديدة.
جبهة ناقصة ... دون الحركة الدينية!
في هذا الإطار، كيف يمكن تفسير قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية بعد أشهر قليلة من قيام الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية العراقية المعلن عنها في دمشق؟
o إن الجبهة الوطنية الديمقراطية التي قامت في كردستان والمؤلفة كما ذكرت من ثلاثة أحزاب (الشيوعي، الموحد، الكردستاني) هي جبهة فرضها واقع النضال المشترك، إنها موجودة فعلا قبل الاعلان عنها رسميا، فقواعد هذه الأحزاب، العسكرية والسياسية منغمرة بعمل يومي وبأشكال مختلفة، وهي من هذه الناحية متوحدة بشكل عملي ولم يبق سوى الإعلان رسميا عن هذا الواقع.
الصفحة رقم 8 من نسخة الأصل
قيل أنكم قدمتم طلبا للإنضمام إلى الجبهة الوطنية والقومية الديمقراطية المؤلفة من ثمانية أطراف... هل هذا صحيح؟
o لم نقدم طلبا... كان هناك بيان مشترك بين الأحزاب الثلاثة دعونا فيه إلى جبهة واحدة تضم جميع القوى والأحزاب المعارضة وقد ورد في البيان أننا نفضل دمج الجبهتين في جبهة واحدة.
نشر في الإعلام أنكم أعضاء في جبهة أخرى (جبهة التحرر الوطني الاسلامي العراقية) التي تضم أطراف دينية، كيف تقيمون دور الحركة الدينية.
o الحركة الدينية في العراق، كأي طرف آخر: هناك ثوريون أو غير مقبولون، ولا يمكن لحزبنا أن يتعاون مع جبهة مشبوهة، أو عميلة، ولا بد من اثبات عمالة هذه الجبهة أو تلك قبل إطلاق النعوت عنها. إننا نرى أن الحركة الدينية قوة لايستهان بها، وأي جبهة، ستكون ناقصة دون مشاركة أطراف الحركة الدينية.
هل يوجد بينكم وبين الحركة الدينية تنسيق عسكري؟
o حتى الآن لا، ولكننا لا نخفي أن كل ما تحتاجه الحركة الدينية من مساعدات قدمناه، وكل ما احتجنا قدموه لنا، نحن الآن بصدد إيجاد صيغة مقبولة للتعاون بشكل أوسع.
التحالف مع الشيوعيين ... أساسي
حسنا... كيف تنظرون إلى علاقتكم مع الحزب الشيوعي العراقي؟
o إننا نعتبر تحالفنا مع الحزب الشيوعي العراقي شيء أساسي، وكذلك أساسي بالنسبة للحركة الوطنية العراقية، ونحن مهتمون جدا بهذا التحالف ونعتقد أن فيه مصلحة الشعب العراقي بأجمعه. لقد برهنت التجربة أن للشعب العراقي مصلحة في هذا التحالف ... والمستقبل سيؤكد ذلك.
في الماضي، كانت كردستان مصدر قلق للحكم المركزي، ولم تكن يوما مرشحة لاسقاطه... فهل كردستان اليوم مرشحة لعمل من هذا النوع؟ ما هي المتغيرات، والأبعاد الجديدة التي ميزت الثورة في مرحلتها الحالية؟
الصفحة رقم 9 من المجلة نسخة الأصل
o لوحده؟ لا. ولكن بتضافر كل القوى، وتوفر الظروف نعم، إن العمليات العسكرية في كردستان تفسح المجال لعمل عسكري حاسم ضد الحكم المركزي. إن ثورتنا اليوم هي ثورة عراقية، وليس جديدا على حزبنا هذا الأمر، أعني (تعريق) الثورة، ومن هذه الناحية، نحن نعتبر أنفسنا، قد رفعنا هذا الشعار منذ إندلاع الثورة، وبإعتزاز أقول ان المناطق المحررة من كردستان العراق كانت دوما معقلا لكل المناضلين ولكل القوى الوطنية.
لقد وصل شعبنا العراقي إلى معرفة حقيقة النظام العراقي وضرورة إسقاطه من خلال صيغة واقعية، إن بقاء الحركة الكردية، (كحركة كردية) ضد النظام هو امر خاطئ تماما. والتكتيك الذي اتبعناه هو تحويل الثورة إلى ثورة عراقية، يقوم الأكراد بقسطهم فيها من أجل إسقاط النظام وإقامة حكم الإئتلاف الوطني الديمقراطي.
إن عملياتنا العسكرية ستكون مقتصرة على الأهداف العسكرية للنظام... كنا وسنبقى ضد ضرب الأهداف المدنية أو الأماكن العامة.
العمليات مشتركة ... والنظام يتزعزع
هل للجبهة الوطنية نشاط في داخل المدن العراقية... كيف تنظرون إلى هذه القصيرة من عملكم المشترك؟
o بالتأكيد هناك عمل ونشاط هام، وهناك تعاون مع كل الأطراف، ونحن نعتقد أن عملنا يحتاج إلى تطوير مستمر. إن بإمكان قواتنا مجتمعة أن تعمل الكثير، والكثير. إن العمليات المشتركة العسكرية والسياسية التي تقوم بها فصائل الجبهة في كردستان لها تأثير كبير، وأؤكد لك، أن تأثيرها هذا ينعكس على الشعب العراقي أكثر بكثير مما كان في السابق، والنظام في العراق يخشى قوة الحركة الوطنية.
لا شروط لدينا...
ألا تعتقدون اذن، أن وحدة كل القوى عامل حاسم في عملكم هذا؟ وفي هذا الإطار كيف تنظرون إلى الحوار مع الإتحاد الوطني الكردستان (جلال طالباني)؟
o من جانبنا لاشروط لدينا للحوار، ولكننا لا نقبل ان يضع الآخرون شروطا، لقد بذلت أطراف اخرى جهودا كبيرة من أجل تقريب وجهات النظر بيننا وبين جلال الطالباني، ونحن نحكمهم في هذا الموقف، موقفنا إيجابي، وندعوا الآخرين إلى أن يقولوا رأيهم. وأستطيع أن أؤكد من طرفنا لا عراقيل أمام الحوار أبدا!
هل لديكم أراض محررة؟ وهل قررتم الإحتفاظ بها؟
o نعم لدينا أراض محررة، وهي الآن قواعد عسكرية، ولا أستطيع ذكرها لأسباب أمنية ولكننا لحد الآن، لم نقرر الاحتفاظ بكل الأراضي التي تقع تحت سلطة الثورة.
هل تعنون كثيرا بالموقف الدولي من الثورة؟
o سيكون للموقف الدولي تأثير، هذا مؤكد ولكن العامل الحاسم هو توحيد الصفوف، إن دعما دوليا كبيرا لمعارضة مشتتة لن تكون له فائدة، المهم تماما هو وحدة الصفوف وتجميع الطاقات وامكانات شعبنا، وفي هذا الإطار قطعنا شوطا عظيما.
نؤيد وندعم الثورة الإيرانية
كيف تنظرون إلى الثورة الإيرانية، وهل لديكم علاقات معها؟
o علاقنتا مع الثورة الإيرانية جيدة، وأبدينا دعما وتأييدا كبيرين لها لأسباب معلومة، فالثورة الإيرانية قضت على أعتى قلعة إمبريالية هي نظام الشاه المقبور، وكانت عاملا حاسما في موت السنتو، الذي تأسس لضرب الحركة الكردية، والحركات التحررية في المنطقة، وضربت الثورة الإيرانية مصالح الإمبريالية الأمريكية... وأيضا موقفها المشرف من القضية الفلسطينية، وعندما نشبت الحرب العداونية التي شنها النظام العراقي ضد إيران، قلنا أن هذه ليست حرب العراق، بل حرب الامبريالية والأنظمة العميلة ضد الثورة الايرانية.
في هذا الإطار ... كيف ترون الصدام بين أكراد إيران والثورة الإيرانية؟
o نحن مع حقوق الشعب الكردي، بشكل عام، وفي إيران، وقد قلنا للأكراد في إيران أن حربكم هذه ليست من مصلحة الأكراد عموما.
ومن تعتقدون ... بدأ بالصدام؟
o لقد لعب النظام العراقي دورا بارزا في هذا المجال وفجر الموقف بحيث اختلط الأمر، نحن ضد الحرب، ولن نؤيدها، وليس بالإمكان أبدا عن طريق هذه الحرب الحصول على حقوق قومية، وسيقعون في خندق ليس خندقهم، بل في خندق الرجعية. كان بالإمكان حل المسألة القومية بالتفاهم والحل السلمي، وحتى الآن، نحن نؤيد الحل السلمي، وأسمعنا رأينا للأكراد في إيران، وقلنا لهم أن النظام في العراق يريد قطف ثمار دمائكم!
وعلاقتكم بالثورة الفلسطينية؟
o لدينا علاقات قديمة مع الثورة الفلسطينية، ونحن مرتاحون لهذا المستوى المتطور من العلاقات، لقد كان موقفنا مبدئيا وثابتا من القضية الفلسطينة، ونحن نؤيد وندعم نضال الشعب الفلسطيني بقيادة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية ونؤيد الحقوق الوطنية بما فيها الدولة المستقلة ... بل نؤيد أي قرار يتخذه الفلسطينيون.
خاتمة ونتائج
يعد هذا الحديث منعطفا في مسار حركة التحرر الكوردستانية، بل مفتاحا للتعامل مع مرحلة جديدة من تاريخ العراق، فقد ترجم قناعات تحالفية نضالية، كما أسس علانية للفكر التحالفي الكوردستاني والعراقي، وبالتالي دشن مرحلة التحالفات السياسية والعسكرية العريضة، خاصة بين الأطياف السياسية الرئيسية في العراق مطلع ثمانينات القرن الماضي: حركة التحرر الكوردستانية من جهة والتيار القومي العربي، التيار الشيوعي، التيار الديني من جهة أخرى.
كشف الرئيس مسعود البارزاني عن ثوابت النهج الديمقراطي واليساري الثوري الذي كان يتبناه الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تلك المرحلة، كذلك عبر الحوار عن مهارات قيادته العسكرية ومساهماتها التاريخية المبكرة في صناعة مستقبل كوردستان والعراق والدفاع عن المصير العربي –الكوردي المشترك.
وبذلك تؤكد هذه الوثيقة - الحديث على أن الحركة التحررية الكوردستانية كانت رافعة لمجل الحراك الثوري والتغييري في العراق والمنطقة، كما تبين حقيقة الرؤيا الاستشرافية الصائبة للقيادة الكوردستانية وللنضوج السياسي المبكر لشخص الرئيس مسعود البارزاني، سواء بخصوص مستقبل العراق وإيران، أو أهمية موقع كوردستان الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط.
لقد رسخ هذا الحديث الثوابت الإنسانية والديمقراطية التي شكلت منهجا لحركة التحرر الكوردستاني، وأفصح عن أهم جوانب ثقافة الكورد النضالية، التي تلخصت في:
1- رفض كافة أشكال الارهاب والإعتداء على المدنيين:" إن عملياتنا العسكرية ستكون مقتصرة على الأهداف العسكرية للنظام... كنا وسنبقى ضد ضرب الأهداف المدنية"
2- نشر ثقافة الحوار، والدعوة إليه دون شروط مسبقة.
3- الاصرار على مبدأ التحالفات وعدم إلغاء الآخرين، العمل من أجل بناء الجبهات النضالية الواسعة.
4- عدم التفريط بالحقوق القومية الكوردية، إينما كانت.