إن دراسات العلاقات الدولية، بصورة منهجية وعلمية، أصبحت مطلباً مهماً بعد الحرب العالمية الأولى، وقد تزامن هذا المطلب مع رغبة توضيح الحياة الدولية بشفافية وعلمية، والتخلص من الدبلوماسية السرية، وجعل المراقبة الديمقراطية على السياسة الدولية للدول ممكنة هذا ولم يتفق المفكرون حول الدراسات الدولية على تعريف جامع و شامل للعلاقات الدولية، ذلك أن تطور دراسة العلاقات الدولية – كموضوع- قد مر في مراحل زمنية، وعليه فإن الكثير ممن كتب في هذا الميدان اتسمت كتاباته بالطابع الموضوعي والأخلاقي لتلك الفترة. ففي عصر التكوين - وترسيخ الدولة القومية في أوروبا- أشار الفلاسفة والمفكرون ورجال الدولة الى طبيعة العلاقات التي يتوجب على الدولة القومية الناشئة أن تتبناها في علاقاتها عن مع غيرها في الدول القومية في أوروبا.
ولهذا, قد يكون من الصعب - إن لم يكن من المستحيل - تحديد تاريخ ظهور العلاقات الدولية تحديداً دقيقاً، فالتمييز بين الحرب و السلام يبدو مرتبطاً بتكون المجتمعات المنظمة، غير أن مستوى التنظيم يختلف اختلافاً كبيراً، وفي الفترة الزمنية نفسها، من قارة الى أخرى وما نعرفة عن هذا المستوى اليوم ليس إلا أملاً متأخراً.
وهناك اضطراب واختلاف في الأوساط العلمية حول مسألة التطابق بين مصطلح العلاقات الدولية و الظاهرة التي يرمى إليها؛ فهناك من الكتاب من يطلق هذا المصطلح على العلاقات بين كل وحدات السياسة المستقلة التي عرفها التاريخ، وحتى ماقبل التاريخ الى اليوم، ومن "هؤلاء" هولستي" إذ لايتردد في اعتبار العلاقات الدولية تنشأ داخل كل مجموعة من كيانات سياسية: قبائل، دول، مدن، أمم، إمبراطوريات، تربط بينها تفاعلات تتميز بقدر من التواتر ونوع من الانتظام،
ولهذا فإن العلاقات الدولية تهتم بمشكلات المجتمع الدولي والسياسات الخارجية للدول، والتي هي امتداد للسياسات الداخلية، لتفادي الخطورة و تقويض سياسة العنف، وتعد الحرب العالمية الأولى عادة النقطة البدائية في تطور دراسة العلاقات الدولية كفرع متميز للمعرفة العلمية.

ئاراس عبد الله نجم الدين
ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية