لقد دفع العراق في الماضي البعيد و القريب ثمن ألأخطاءألأستراتيجية لقادته باهضا، حيث أدت تلك الأخطاء في الماضي البعيد آلى حدوث كوارث راح ضحيتها جل أفراد العائلة المالكة و أبرز القادة السياسيين دفعوا حياتهم ثمنا لها وقتها ، و تراجع العراق في جميع النواحي لسنوات عديدة ، و أبرز الأخطاء الأستراتيجية التي أرتكبها القيادات السياسية حينذاك هي أصرارها الأعمى ب عدم الأعتراف بالقضيةالكوردية و التعامل معها بقسوة مفرطة ، أن القادة و الحكام السياسيين أذا أرتكبوا أخطاء أستراتيجية فأن الوطن يدفع ثمنها غاليا ، و هذا الذي تكرر في العراق الجمهوري ، حيث أستمرار الحكام السياسيين ، الواحد تلوا الاخر بأتباع سياسات أقصاء الكورد و تهميش الشيعة الا أن وصل الأمر في غطرسة صدام حسين بتحويل سياسة أقصاء الكورد الى سياسة الأبادة و المحاولة لمحو هويتهم القومية ، كما عمل بكل قوة للقضاء على النخب السياسية و الدينية الشيعية في حملات واسعة النطاق و شديدة القسوة ، و يبدو بأن التاريخ يعيد نفسه بشكل آخر في عهد ما بعد التحرير ، حيث الأخطاء الأستراتيجية توالت على أيدي الحكام السياسيين العراقيين ما بعد التحرير ،كأنهم قاموا بأستنساخ أخطاء الماضي القريب حرفيا ، حيث أعتمدوا بشكل أستراتيجي على سياسة أقصاء الكورد و تهميش السنة و في خطوات تصعيدية و تصاعدية مبرمجة على الأغلب ، وأغتنموا الفرص الممكنة لأفراغ الموءسسات الفدرالية من الكورد حتى وصل نسبة الكورد في الموءسسة العسكرية الى أقل من ٤٪ بعد أن كانت أكثر من ١٠٪ في السنوات الماضية وتكرر الأمر نفسه في بقية الموءسسات الفدرالية و أخطرها كانت التهرب من الألتزامات الدستورية وبذل كل الألاعيب السياسية السرية و العلنية لأغتيال المادة ١٤٠ من الدستور الدائم ، في أشارة واضحة ببدأ مرحلة أقصاء الكورد و تحجيم دورهم في الحياة السياسية العراقية و تحويل الشراكة الى مجرد مشاركة هامشية ، و حتى وصل الأمر ببعض القادة المتنفذين للشيعة الى التشكيك بالدور الوطني الكورد و التنكر لكل تضحياتهم و نضالاتهم ضد كل الأنظمة الدكتاتورية و الأستبدادية في العراق ، و لم يتوانوا في أستخدام أقذر و أقبح ورقة سياسية ضد الكورد و وهي قطع رواتب موظفي الأقليم و أستخدام الحصار الأقتصادي ضد الشركاء في الوطن ، الى الحد الذي أستساغوا فيه تسليح الصحوات و الميليشيات و الحشود المختلفة و رفضوا تسليح البشمركة للدفاع عن القيم الوطنية المشتركة و للدفاع عن الوطن الواحد ، و أخيرا أنقلب السحر على الساحر و لا يمكن لهذه الأخطاء أذا ما أستمرت بالوتيرة الحالية و لم تعالج بشكل جذري الأ و أن تدمر البلد و هذا الذي يحدث في العراق بأستمرار أنهيار الموءسسات الحيوية و الأنحدار بالحياة السياسية نحو الحضيض و أنعدام الثقة بين الشركاء السياسيين ، ليس بقدر حتمي بل هو نتيجة فشل حكام سياسيين يحملون أجندات لا تمت الى الوطنية بصلة و الذي يصر على زراعة الحنظل لا يحصد الأ المر .
جعفر ئێمینكی
١٧/٤/٢٠١٦