• Wednesday, 17 July 2024
logo

هل تشكَل ميليشيات الحشد الشعبي خطرا على مستقبل العراق؟

هل تشكَل ميليشيات الحشد الشعبي خطرا على مستقبل العراق؟
ان الميليشيات التي تم تشكيلها مؤخراَ تحت مسميات مختلفة و منها ما سميت بالحشد الشعبي كان بدافع و تأييد كبيرين من ايران و هي تجسيد لسياسية هذه الدولة الممنهجه و التي تسعى الى تتفيذها في المنطقة ومنها العراق، ان تلك السياسة تنبع من منطلق واحد وهو بحد ذاته تجسيد مذهبي الهدف منه هو تكوين أكبر دعم و قوة على مستوى المنطقة وفق المذهب الواحد، و المثلة كثيرة على ما نقول حيث تقوم ايران و على مرأى و مسامع العالم بدعم حزب الله في لبنان وكتيبة زين الشام في سوريا والحوثيين في اليمن وغيرهم من المليشيات المحضورة من القتال، من خلال التنسيق المباشر مع قيادات وحكام تلك الدول، و قد نجحت ايران في تحقيق هدفها في العراق بعد ما تم الأعلان عن تشكيل قوة ميليشياوية مسلحة ( الحشد الشعبي) و هي اصلاً خارجة عن القانون ، ان هذه القوات جرى تشكيلها تحت قيادة إيرانية ولكن بتطبيق عراقي، دون التخطيط والتفكير بمستقبل البلاد.
يرى الكثير من المراقبين ان باحثين ان ميليشيات الحشد الشعبي ستحوّل العراق الى الأنهيار و الدمار و خاصة ان الدولة العراقية تقع الآن تحت سيطرة الحشد دون التفكير بتشكيل جيش نظامي يضم أبناء الشعب كافة بأختلاف الدين والمذهب والانتماء، بالإضافة الى ان البلد سوف يرضخ لطائلة من بنود يصعب التخلص منها دوليا نتيجة المخالفات القانونية، فضلا عن ذلك ان هذا الوضع سيؤدي الى حرب طائفية مقبلة وتحويل البلاد رسميا الى حكومة المافيات والعقليات المختلفة بإدارة الحكم.
و هناك آراء تؤكد ان البلاد سيواجه في المرحلة القادمة مشكلات وأزمات جديدة في غاية الخطورة وتكم في كيفية التعامل مع مقاتلي هذا الحشد والجيش العراقي والمنظومة الأمنية الممزقة والهشة، حيث لا يمكن تشكيل جيش العراق من مسلحي الحشد الشعبي نتيجة لتكوينه الطائفي، ولا يمكن ذلك ايضاً بسبب انه يفتقر الى الأمكانيات والقدرة القتالية الضرورية نتيجة انهيار المنظومة العسكرية والفساد الإداري المستشري فيه و كذلك ملفات أخرى متعددة، ولا يمكن تشكيل وتهيئة قوة امنية عالية الإمكانيات و التقنية نتيجة وقوعها تحت التأثير الطائفي وعدم وجود سلطة مستقلة في ادارتها، حيث انها مبنية اساساَ على المحاصصة الحزبية والمذهبية و الطائفية.
كما لايمكن تجاهل ما تقوم به مليشيات الحشد الشعبي من فرض هيمنتها على العديد من مناطق العراق، و هذه تشكل خطرا حقيقيا على حاضر البلاد و مستقبله، ومن جانب آخر فإن الرؤية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لدى قادة العراق، تخضع لولاية الفقيه في إيران، أي ان إدارة حكم العراق أدارة مذهبية وطائفية، انها غير وطنية ولا تعي شيئا حيال التعددية والفيدرالية والديمقراطية، وعندما تتحول الدولة الى خدمة فئة وطائفة محددة، فإنها تفقد حتى شرعيتها القانونية والدستورية، لذلك يتخوف المراقبون و الشعب العراقي على مستقبل البلاد.
بعد ان ترك نوري المالكي العراق ممزقا ومنهارا من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، ساهم في تشكيل مليشيات الحشد الشعبي، للهروب من أصول العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة وغيرها من المحاكم الدولية، نتيجة اهدار المال العام والسماح بإدخال الإرهابيين وتشكيل مليشيات محظورة دوليا، وملفات فساد عديدة، ومنذ ذات الوقت لم نلمس شيء سوى الاهتمام الواسع بالحشد الشعبي والدعم، وتقليد أساليب إيران، وسماع تصريحات بعض المراجع الدينية.. حيدر العبادي الذي تسلم زمام الأمور لم يغير شيء من النواحي الأدارية و الأمنية و الأقتصادية على مدى فترة حكمه للبلاد، الاّ الكثير من المصائب و المشكلات الأضافية و المزيد من الدمار وهدر الأموال العام، ما ادى ذلك الى انخفاض مستوى الدخل واثارة ازمة اقتصادية والتشبت بالدولة المجاورة.
ان الحشد الشعبي الذي تشكل في العراق بمباركة ايران لم يظهر على الساحة العراقية الاّ بعد الانتكاسة التي حلت باللموصل في العاشر من حزيران عام 2014، حيث انهارت الفرق والتشكيلات العسكرية امام تحرك تنظيم داعش الارهابي، ثم توسعت نشاطات و امتداد سيطرته على المدن والقصبات الأخرى في العراق، وحينها لم يتحرك أي طرف أو قوة عراقية ساكنا لمواجهة هذا التنظيم، باستثناء قوات البيشمركة التي وقفت منذ الوهلة الأولى كالجبل الشامخ أما حركة داعش الأرهابي على حدود مناطق اقليم كوردستان، أما عندما وصل خطر الأرهاب الى مشارف بغداد العاصمة... افتت المرجعية العليا بالجهاد الكفائي جينها ولد الحشد الشعبي، اذاَ انه وليد فتوى لدعوة دينية وبدعم سياسي منظم من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، اضافة ثم انضمت الى قوات الحشد المشكّلة مليشيات اخرى كانت محظورة، كسرايا السلام وقوات البدر وعصائب اهل الحق وحزب الله وجناح العراق من حزب الدعوة وغيرها.
ان الكثير من عناصر الحشد الشعبي قامت اثناء تطهيرها لبعض المناطق السنية بأرتكاب اعمال اجرامية وسياسات تطهير طائفي من اعمال قتل وخطف وابتزاز مالي على الهوية كما تؤكد التقارير الدولية والمحلية، وهناك.تأكيدات اخرى من مسؤولين عراقيين حول حصول انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل عناصر الحشد الشعبي، من جهة اخرى يرى المراقبون ان الأسلحة الأمريكية التي ترسل الى العراق تستولي عليها ميليشيات الحشد الشعبي قبل وصولها الى الجهات ذات العلاقة .
مسؤولون عراقيون يقرون بقيام عناصر من الحشد الشعبي بأرتكاب جرائم قتل وخطف، فيما يتفي البعض حدوث مثل هذه الأنتهاكات، مؤكدين أن كل ما يقال أو ينشر ما هو الاّ عبارة عن إشاعات ودعايات مغرضة الغرض منه تشويه صورة الحشد الشعبي بعد الانتصارات التي حققها في بعض المناطق و خاصة في تكريت و الأنبار. ومن الجدي بالذكر ان السيد السيستاني قد حرّم القتل والنهب التي تقوم بها بعض تشكيلات الحشد الشعبي في المناطق السُنية.
ترجح بعض التقارير الامريكية وأخرى إقليمية ومحلية ان حل مليشيات الحشد الشعبي وتحويلها الى منتسبين ضمن صفوف الجيش العراقي وتشكيل قوة امنية مستقلة برعاية دولية لربما تسهم في حل العديد من المشكلات في العراق، مع عدم الأنتظار مما سوف تنجم من ردود افعال من المراجع والمليشيات الموالية لأيران وغيرها من اطراف دينية شيعية.


من اعداد بهاء الدين جلال
Top