الأهداف الأساسية في العلاقات الدولية
أولاً- فئة الأهداف التي تخدم المصالح القومية أو الذاتية للدول Goals of National Self - Interect ويدخل فيها:الأمن، والحفاظ على وجود القومي، ودعم و تنمية كل مايدخل في إطار المصالح الحيوية للدولة، سواء بزيادة القوة أو الثراء أو النفوذ.
ثانياً- فئة الأهداف الوطنية ذات النزعة المثالية Goals of National Idedlism ويدخل ضمنها: الرغبة في دعم السلام العالمي، والتمكين لحكم القانون والعدالة الدولية، والعمل من أجل الحرية والرفاهية الإنسانية ... الخ، ويقدم (أرنولد ولفرز) تقسيماً متداخلاً يمكن توصيفة بالآتي.
1- الأهداف التي تحض الدولة بصفة أساسية، أو ما ينطبق عليها وصف Possession Goals، والأهداف التي تتعدى الدولة؛ لتحدث تأثيرات في دائرة أوسع نسبياً، فالأهداف الأولى: تحدث من واقع القيم التي تعتنقها الدولة، وما تعكسه هذه القيم عن سلوكها الخاص بحقوقها وقوتها وسيادتها وإقليمها. أما الأهداف الثانية: فهي تتبلور في إطار البيئة الدولية السائدة، كالدعوة لحفظ السلام، واحترام القانون الدولي.
2- الأهداف الوطنية المباشرة Direst National Goals والأهداف الوطنية غير المباشرة Interect National Goals، فالأهداف الوطنية المباشرة هي التي تستفيد منها الدولة مباشرة وبصفة أساسية مثل: هدف الاستقلال السياسي. أما الأهداف غير المباشرة فهي التي تتحقق فائدتها للأفراد وبدرجة أكبر منها بالنسبة للدول، مثل الرفاهية الاقتصادية.
3- الأهداف التي تقوم على التوسع: Golasof National Self - Extensionوهذه تحاول تغيير الوضع القائم، والتركيز على القوة كأداة لتحقيق الأهداف. كما إنها تعمل للمحافظة على كيان الدولة Goals of National Self Preservation وتعادل الإبقاء على الوضع القائم دون تغير.
وبشكل عام تنقسم الأهداف الأساسية الى قسمين وهما الأهداف: العامة والأهداف المعددة والمقصود بالاهداف العامة: تلك التي تشتمل على جانب من الغموض، وغالباً ماتكون مطاطة وعرضة للتفسيرات. بينما الأهداف المعددة تكون أهدافاً واضحة من حيث الكيفية التي تصلح لها.
وفي اعتقاد البعض: إن الاهداف العامة أحيانا يكون لها بعض الميزات عن الأهداف المعددة؛ فالأهداف العامة تحجب الاختلافات داخل الدولة أكثر مما تفعل الاهداف المعددة، كما انها تربك خصوم الدولة وتجعلهم في حالة تخمين للنوايا التي تقصدها من وراء هذه الأهداف.
وفضلاً عن هذا وذلك، فإن الاهداف العامة - كما يقولون- تخدم أغراض الاتفاق في العلاقات الدولية، على حين إنَّ الأهداف المعددة قد تكون أهدافاً قومية ضيقة، كما قد تشمل على استفزاز للدول الأخرى، وصياغتها بهذه الطريقة - المحددة - قد تثير معارضة بل مقاومة من جانب تلك الدول، ومن هنا فإن الأهداف العامة قد تخدم بطريقة أفضل في كثير من مواقف السياسة الدولية.
ولدينا أيضاً الأهداف المعلقة والأهداف الحقيقية وذلك ضمن الأهداف الأساسية في العلاقات الدولية، وغالباً ما تكون الأهداف المعلقة ليست هي الأهداف التي تسعى الدول - من خلال صانعي القرارات وأجهزتها التنفيذية – إلى بلوغها، ذلك أن كثيراً من تصريحات صانعي القرارات وقادة الدول قد تكون تمت صياغتها بطريقة تنطوي على الإيهام والتمويه عن النوايا الحقيقية التي تكمن وراء الأهداف الوطنية، في السياسات دولهم الخارجية، وإن هذا الأمر يفترض بالضرورة الاستعانة بقدرات اجهزة متخصصة، ووفق آليات دقيقة، لمعرفة النوايا الحقيقية للدول والتي حاولت عبر سياستها التستر عليها.
وفي هذا يقول الدكتور ثامر كامل الخزرجي:
في سياق ضمان ترميز إمكانية حزر النوايا والأهداف الحقيقية عن النوايا والأهداف المعدّة أساساً للتحليل والإرباك - ثمة جملة مسلمات ينبغي الوقوف عندها - وأخذها بنظر الاعتبار ويمكن إيجازها على الوجه الآتي.
أ – تحتوي البيئة الدولية على بعض الدول التي تحترف التضليل فيما يتعلق بأهدافها المعلقة وأهدافها الحقيقية، فعلى وفق تحليل المنهج السلوكي في العلاقات الدولية؛ فإن السلوك الفعلي لهذا الدول يجب أن يكون مؤشراً لغيرها في ضرورة عدم الاعتماد على ما تقوله، بل يجب أن تبني توقعاتها وحساباتها على عكس هذه النوايا الظاهرة.
ب- يلاحظ أن الكثير مما تعلن عنه الدولة من أهداف - عبر صانعي قرارتها - القصد منه المتبعة الداخلية وربما تضليل الرأي العام الداخلي، بينما يظل ماتعلنه للرأي الخارجي - في إطار النظام السياسي الدولي - يمثل شيئاً آخر مختلفاً.
هذا ولأجل إدراك حقيقة دوافعها ونواياها: ينبغي المقارنة بين ماتقوله الدولة لمواطنيها وبين ما يعكسه سلوكها الخارجي، وذلك لأجل رفع خطة دقيقة للتعامل معها.
ج – ان التمويه والتستر على الأهداف الحقيقية يكون لدرجة لجوء صناع القرار في الدولة للتضليل عنها؛ بالكشف عن أهداف وهمية، بما قد يحقق مزايا آنية، وذلك لأنه يحول أنظار الدول الأخرى عن تلك الأهداف الحقيقية التي يراد التستر عليها، كما إنه قد يخدم في عدم إشاعة الأهداف - التي لاتحظي بقبول - وتأييد شعبي واسع - او لا تتساوق مع الثقافة السياسية في البنية المجتمعية. بيد أن هذه المزايا قد تتحول الى عبء على صناع القرار، ويقابلها ضرر مماثل، اذا انكشف التضليل وأميط اللثام عن الأهداف والنوايا الحقيقية لسلوك الدولة؛ فقد يكون ذلك مدعاة للتشهير بها في البيئة الدولية، والإساءة اليها والى مصالحها وربما يؤدي إلى تأليب وتغيير الرأي العام الداخلي على صناع القرار فيها.
ئاراس عبد الله نجم الدين
ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية