• Monday, 23 December 2024
logo

عملية الاستفتاء :المنطلق الرئيس لحسم المسائل السيادية لأمم العالم

عملية الاستفتاء :المنطلق الرئيس لحسم المسائل السيادية لأمم العالم
فرهاد محمد
ترجمة :دارا صديق نورجان

*كوردستان ضمن خريطة الجغرافيا السياسية ما بعد الحرب العالمية الاولى .... ربما كانت الفائدة الوحيدة للثورة البلشفية بالنسبة للشعوب أمثال الكورد وليست لها دولها هي أنها قد كشفت اتفاق سايكس بيكو السري ،إلا أن ما يبعث على الامتعاض والتواقف أزاءها أن ذلك الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين بريطانيا وفرنسا في عام 1916 وأنضمت اليه فيما بعد روسيا القيصرية لم يتم تنفيذه بعد الحرب العالمية الاولى ،بل أن الامر الواقع الناجم عن تلك الحرب قد أعاد صياغة تلك الخريطة بشكل أخر ،وكانت بريطانيا هي المستفيدة الكبرى فيها ثم قامت بفرض الخريطة الحالية على ضوء نتائج الحرب و وفق مصالحها هي وفرنسا .
ولم يتم تنفيذ خريطة سايكس بيكو ،وكما تمت صياغتها في عام 1916 ومن هم أعلان الرئيس الامريكي الاسبق وورد ويلسن للفقرات ال(14) الخاصة بحقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعوب التي كانت خاضعة للدولة العثمانية ،فأن الكورد كانوا عندها قد أصبحوا أصحاب دولة بموجب أتفاقية سيفر (دولة أستعمارية على غرار الدول الاخرى ).وفي هذه الحالة ،وكما أعلنت الامم المتحدة في ستينيات القرن الماضي قرارها بأنهاء الاستعمار وبالتالي أعلنت عشرات الدول أستقلالها ،لو كان للكورد دولتهم الاستعمارية لكانوا هم أيضأ أعلنوا أستقلالهم إلا أنه ،ومنذ أن تم الحاق جنوب كوردستان وبعد أتفاقية لوازن ،وبصورة رسمية ،بدولة العراق المعلنة حديثأ فأنه لم تسنح للكورد بعد ذلك أية فرصة تأريخية مناسبة توفر له الحديث ،كما هو الان ،عن حق تقرير المصير وأجراء الاستفتاء وتأسيس دولة مستقلة أي أن أفضل أرضية لاجراء الاستفتاء هي اغتنام هذه الفرصة التي تهيئها الاحداث والحروب المشهودة أو الكبيرة ...فعلى سبيل المثال نجد أن دولة بعيدة عن فرص تأريخية للاستفتاء مثل أيطاليا قد أجرت الاستفتاء ،وكانت المرة الاولى بعد الثورة الاوربية في عام 1848 حيث تم اعلان دولة أيطاليا ،والثانية كانت بعد الحرب العالمية الاولى التي وحدت اجراء أيطاليا ..مايبين أن ظروف ما بعد أنتفاضات الدول العربية في عام 2011 وظهور داعش في عام 2014 كانت أكبر حدث شملت فيه الحرب والتحولات الشرق الاوسط بصورة عامة والعراق وسوريا بصورة خاصة ،بل والاهم من ذلك هو أن جمهورية تركيا الحديثة بعد الحرب العالمية الاولى ،قد حالت على يدي مصطفى كمال أن تصبح البلاد جزءأ من أتفاق سايكس ـ بيكو والذي كان قد أبرم أساسأ بهدف تقسيم ميراث الدولة العثمانية ومن ثم أصبحت تركيا أمرأ واقعأ بعد الحرب العالمية الاولى وتحالف الدول الغربية في أطار حلف شمال الاطلسي (الناتو) ،وعلى ذات الغرار تمكنت جنوب كوردستان بزعامة الرئيس مسعود بارزاني وبطولة قوات بيشمه ركة كوردستان من البقاء كأمر واقع والحيلولة دون أحتلال أرهابيي داعش لها ،أو كجزء من تحالف الهلال الشيعي أو التحالف السني ضد الهلال الشيعي الايراني ،لذلك فقد أو جدت جنوب كوردستان وسط خريطة سايكس بيكو المعقدة والمتهرئة كنتاج للحرب العالمية الاولى أو جدت واقعأ جديدأ يفرض اجؤاء الاستفتاء في جنوب كوردستان ،وهو عملية ليس الهدف منها أن تكون نتائجهأ ملزمة بمعنى (binding referendun) بل هي وكما قال الرئيس البارزاني :أن نتيجة هذا الاستفتاء سوف تصبح وثيقة بيد الكورد أي (nonbinding referendum)يتم على أساسها التفاوض بشأن تأسيس دولة كوردستان...كما أن الغاية من اجراء الاستفتاء وفلسفته هي أستفتاء راي أفراد الامة .قبل التلاعب بجغرافية الدولة الراهنة وسيادتها .
*الحروب والاحداث الجسيمة أرضية مناسبة للأستفتاء السيادي .
إن عملية بناء الدولة مع عملية اعادة بنائها ،فلر بما يمكن الحصول ضمن الأدبيات السياسية للعالم المعاصر الألاف من المصادر والبحوث حول عملية اعادة بناء الدولة المعاصرة في أطار الدول ةالفاشلة ،بينما لو أجرينا بحثأ شاملأ على موقع كوكل (GooGٍle) فقد لانحصل على مجرد صفحة واحدة تتحدث عن كيفية بناء دولة كوردستان كدولة حديثة في منطقة الشرق الاوسط ،عدا تلك المصادر المحدودة التي تم بحثها على مستوى الاوساط الفكرية والبحثية العالمية ،وبمساع وجهود مباشرة من قبل الرئيس البارزاني ،فعلى سبيل المثال كتاب (مستقبل كوردستان في العراق )وكذلك (دراسة بناء الدولة في كوردستان العراق )وفي هذه الحالة الخاصة لكوردستان العراق نجد أنها تماثل تمامأ حالة بناء دولة سنكافورا ـ ونجد أن الرئيس السابق لسنكافورا (لي كوان يو )قد كتب في مذكراته :لم أحصل إبان أستقلال سنكافورا ـ لأن ماليزيا قد قررت فصلها عنها ـ مجرد صفحة واحدة تعلمني كيف أتمكن من انشاء دولة مستقلة ضمن جغرافية مشابهة لهذه الدولة ،ما أضطرني شخصيأ لكتابة أو تأليف كتاب(بناء دولة سنكافورا) وكذلك الحال اليوم بالنسبة للرئيس البارزاني ،فأنه لا يتوفرلديه أي مصدر ما يدفعه بل ويضطره شخصيأ لتاليف أو صياغة كتاب (بناء دولة كوردستان )...أي أن هذا الواقع يبلغنا بأنه لاتتوفر اليوم خريطة جاهزة لبناء دولة كوردستان في عموم الاوساط الفكرية والبحثية على مستوى العالم .ما يثقل المهمات الملقاة على عاتق الرئيس البارزاني في هذه العملية ،كما أن انشاء خريطة طريق لبناء دولة جديدة (وهو المفروض به أن يصيغها أيضأ )يختلف كثيرأ عن خريطة طريق لاعادة بناء الدولة المعاصرة في أطار حدود الدولة القديمة ما بين أن اعادة بناء الدولة لاتتسبب في تحولات على جغرافية المنطقة وخريطتها السياسية ،إلا أن عملية بناء دولة كوردستان الحديثة إنما تجري تحولات على جغرافية العالم وعلى خريطته السياسية أيضأ ،ولأن مصدر خريطة الطريق لبناء دولة كوردستان الحديثة إنما يستقر عند الرئيس البارزاني وبما فيه المصادر الاكاديمية التي تم اللجوء اليها لبناء خريطة الطريق هذه ،فأنه من السهولة بمكان أن يفهم السياسي الكوردستاني المحلي أهمية هذه الخريطة وتفاصليها والتي خصص الرئيس البارزاني جل حياته من أجلها والحقيقة أنه وضمن خريطة الطريق التي صاغها الرئيس البارزاني في مساعي تأسيس دولة كوردستان ،فأن تأسيس هذه الدولة قد أصبح عملية مستدامة وهادئة كي تتمكن من قطع كل المراحل التي تم تحديدها فيها ،بل وأكثر من ذلك أن عملية تأسيس دولة كوردستان ،ضمن خريطة الطريق للبارزاني ،هي عملية سلمية وتتولد في أطار مباحثات القيادة السياسية الكوردستانية مع الدولة العراقية أولا ومع دول الجوار ثانيأ وفيما بعد مع الجتمع الدولي أو بمعنى أخر أن عملية بناء دولة كوردستان لدى البارزاني هي انشاء الامر الواقع لتلك الدولة وتأمين المساندة القانونية لها ،ومن ثم التفاوض بهدف أقناع الاطراف المعنية بالاعتراف بدولة كوردستان المستقلة .وبصدد هذا الجانب الأكيد أن كل القوى الدولية وبما فيها الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة لا تزال مصممة على إبقاء الخارطة السياسية للشرق الاوسط بصورة عامة والعراق وسوريا خاصة على حالها ،وخير مثال على ذلك هي المساعي المبذولة لمعالجة المشكلة السورية في أطار أجتماعات (جنيف 3,2,1,) أجمعت في أن واحد كلا من السعودية وايران وكذلك روسيا والولايات المتحدة على طاولة واحدة للتفاوض إلا أن أهمية مساعي الرئيس البارزاني تكمن في أنه تمكن وسط هذا الاجماع الدولي على بقاء خريطة سايكس بيكو ودول المنطقة كما هي ،تمكن من أعتماد التباحث حول انشاء دولة كوردستان مسألة عالمية تخطى باجماع كل الاطراف على التفاوض بشأنها ،والاهم من ذلك أن الرئيس البارزاني قد نقل هذه المسألة الى مسار مباحثات البيت الابيض وتحدث علنا عن مسألة أستقلال كوردستان هذا في حين أنه لم يجر أي تغيير على مواقف الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي بصورة رسمية إزاء العرا ق،ما يعني أنه من الطبيعي جدأ عندما يؤكد الدبلوماسيون الاوربيون والامريكان على أنهم مع وحدة الاراضي العراقية وأنه لم يحن بعد أوان ،اعلان أستقلال كوردستان وهي مسألة يدركها العارفون بمسالة السياسة الدولية الراهنة ،هي مجرد تعبير عن أعراف دبلوماسية لا أكثر ،إلا أن ما يبعث على الاهتمام هو مخاوف وقلق العراق ودول المنطقة من أن عملية أستقلال كوردستان قد وصلت مراحل متقدمة ،لذلك نجد أنه وكلما جرى الحديث عن دولة كوردستان فأن هؤلاء يصابون بحالة من الجنون وعدم السيطرة على أنفسهم ،ما يعني أن الدول الاقليمية وحتى العراق قد فهمت حقيقة أنه لوسارت عملية أستقلال كوردستان مرحلة فمرحلة وكما خطط لها الرئيس البارزاني فأن تأسيس دولة كوردستان سيكون حتميأ ،والبين أن الحالة التي تنظر بها الدول الاقليمية واقع المنطقة وعملية أستقلال كوردستان إنما تشبه تمامأ المرحلة التي كان ينظربها كوربا تشوف الى مستقبل الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1991 ،وكان قد قر بغية منع تفتت وحل الاتحاد السوفيتي اجراء أستفتاء على وحدة الاتحاد السوفيتي إلأ أن خطوة كوربا تشوف هذه لم تتمكن ليس من حماية الاتحاد السوفيتي فحسب ،بل أنها قد أدت فضلا عن تفتت وحل تلك الدولة الى فتح الطريق أمام اجراء سلسلة من الاستفتاءات وبالتالي أدت الى نيل جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق لاستقلالها ،وكذلك الحال في أن المساعي التي يبذلها العراق وبعض الدول الاقليمية لوضع المعضلات أمام تأسيس دولة كوردستان إنما ستكون هي ذاتها بوابة مشرعة للاسراع في تأسيسها
*أنواع الاستفتاء والهدف من ورائها .
رغم أن الاستفتاء قد ظهر بدا ية من أجل حسم سيادة الامم والدول القومية ،إلأ أنه قدتم في مختلف مراحل التاريخ اللجوء اليه لأسباب أخرى عديدة ،لذلك فأن ما يتعلق بعمليات الاستفتاء على مدى التأريخ والى يوما هذا إنما ينوه الى (8) أنواع منه :
1ـ الثورة الفرنسية :يمكن هنا الاشارة الى (13) مجموعة أستفتاء ذات العلاقة بالثورة أجريت خلال الاعوام 1791 ـ 1799 في أوربا وبالقرب من فرنسا وكان الاول والذي كثيرأ ما تتم الاشارة اليه ،أستفتاء أفينيستون وكومتا فانيسا في عام 1971 وأصبحت الاخيرة وفق ذلك جزءأ من فرنسا .ويجري الحديث عن مسألة أفينيون كأول أستفتاء ذي علاقة بالسيادة (مع أننا نرى أن أول أستفتاء ذا علاقة بالسيادة قد جرى في الولايات المتحدة )والذي نشير اليه لا حقا ضمن المجموعة السادسة )وكان الكثير منها أستفتاءات أنتقالية بمعنى أنها كانت تضم تبادل السيادة التقليدية (السلطة ذات العلاقة بالارض )من دولة الى أخرى ،والمثال هو فرنسا وكان المسار الرئيس لهذا النوع كان مجرد تمازج لأنه كان يضم بصورة رئيسية تبادل الاخلاص والترقبات والتوقعات بأتجاه مركز جديد والتي كانت في هذه المسائل بأتجاه فرنسا )
2ـ بناء الدولة القومية في أوربا أواسط القرن التاسع عشر :ولقد جرت عدة أستفتاءات حينها وكان الهدف منها بناء دول قومية وتحولت الى حقبة إنشاء الدول في سويسرا وأيطاليا أو أخر اربعينات وسبيعنيات القرن التاسع عشر (حقبة تأسيس الاتحاد السويسري بصورة سريعة )والذي ساد للوجود بعد الحرب الداخلية ونتيجة سلسلة أستفتاءات في عام 1848 غير أن عملية توحيد أيطاليا كانت مشروعأ أطول مدى ومن ضمن (43) أستفتاء أجريت إبان بناء الدول كانت (22) منها تتعلق بمسألة سويسرا و(21) منها تتعلق ببناء أيطاليا الحديثة .
3ـ الحرب العالمية الاولى :وجرت (26) أستفتاء تتعلق بأعادة صياغة الحدود بعد أنتهاء الحرب العالمية الاولى ،والمفروض النظر الى تلك الاستفتاءات في سياق مرحلة بعد فرساي والأعلان المشهور لأسس الرئيس الامريكي ويلسن حول حق تقدير المصير .
4ـ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وألغاء الاستعمار: وقد شهدت هذه الحقبة اجراء مجموعة كبيرة من الاستفتاءات أي ما مجموعها (143) أستفتاء والتي كانت أكثر تنوعأ مقارنة بسابقاتها ،وجرت أكثريتها في أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ،وبعكس تلك التي جرت بعد الحرب العالمية الاولى والتي تسببت في اجراء التغيرات الحدودية ودارت معظمها في أطار أوربا بينما كانت التغييرات في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية ظاهرة عالمية على الاكثر وكانت تلك الاستفتاءات مرتبطة بمسالة الاستقلال والتي جرت في المستعمرات الاوربية السابقة .
5 ـ مرحلة حل الاتحاد السوفيتي والحقبة اللاحقة : وقد بدات ،تزامنا مع حل الاتحاد السوفيتي ،موجة من الاستفتاءات ذات العلاقة بالأستقلال خلال أعوام 1990 ـ 1993 وشملت أكثرية الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي مثل جورجيا وأرمينيا وأوزبكستان وأكرانيا وتركمانستان وكذلك دول البلطيق مثل أستونيا ولا تيفيا وليتوانيا وفي خضم الانهيار أعلن الرئيس كوربا تشوف أستفتاء حول حماية الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وقدتم الشعور بسقوط الاتحاد السوفيتي وأنهياره أكثر في دول البلقان ،وذلك عندما جرى الاستفتاء في الجمهوريات اليوغسلافية مثل (سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا والبوسنه والهرسك ومونتينكر و والكوسوفو (رغم عدم كون الاخيرة جمهورية ).
6 ـ انشاء الولايات المتحدة :برأينا أن أول أستفتاء قد جرى في الولايات المتحدة وكان أستفتاء ماساشوسيتس في عام 1776 حول أعلان الاستقلال وكان ذلك أول أستفتاء ذي علاقة بألغاء الاستعمار ،على كل لقد كان ذلك الاستفتاء الوحيد الذي أجرى على الارض الامريكية نظرأ لأنه لم يجر قبله أي أستفتاء هناك لاعلان الاستقلال.
7ـ ما فوق القومية :وهي أستفتاءات مرتبطة بما يسمى
"poolinq of soveryinty" وتتعلق بمسألة الدول الى أتحاد أكبر أو التخلي عن بعض السلطات لصالح كيان ما فوق القومي ،وهي مسائل تضم مسار تمازج وذلك نظرأ لأن السيادة التي يتم الاستغناء عنها لاتضم عادة عموم المسارات السيادية وذلك نظرأ لكون السيادة القانونية والدولية في يد الدول الاعضاء فيه .
8ـ الأنزال أو التنزبل والانفصال :وبذات الصورة يمكن اجراء الاستفتاء بحيث يضم عملية البناء ويتعلق بألية الادارة الذاتية وحق تقرير المصير ،وتعتبر التي أجريت أو أخر سبعينات القرن العشرين وما بعد من هذه الانواع من الاستفتاءات ولكي نكون أكثر دقة نقول فقد سبق أن أجريت أستفتاءات حول الحكم الذاتي والانفصال فقد وجدنا قبل أندلاع الحرب الداخلية الاسبانية أن أستفتاءات قد جرت في كاليسيا وأقليم الباسك أواسط الثلاثينيات حول الحكم الذاتي أو مساع فاشلة للانفصال وذلك في غرب أستراليا عام 1933 وبأختصار أن العديد من الاستفتاءات قد أجريت على مدى الايام إلا أن ما يلفت النظر هو أنها قد تزايدت خلال السبعينات ، فقد أجرى أقليما الباسك وكتلونيا الاسبانيان أستفتاءين في عام 1979 لتحقيق المزيد من الحكم الذاتي (أعقبه كاليسيا في السنة التالية )... وكانت مسألة تنزيل السلطات الى الادنى في أوجها أواسط التسعينيات حيث أجرت ويلزوسكوتلندا الاستفتاء في عام 1997 وأصبحت الية إتباع اللامركزية عملية مهيمتة في أمريكا اللاتينية في أعوام (2000) وبالاخص في بوليفيا ،الى ذلك يمكن تصنيف أستفتاءات أخرى ذات علاقة بنيل وتحقيق الاستقلال والعموم أن تطلعات نيل السيادة التقليدية قد أنتهت بنجاح في بعض الحالات ،مثل أنفصال أريتريا عن أثيوبيا في عام 1993 وتيمور الشرقية عن أندونيسيا في عام 1999 والسودان الجنوبية عن السودان في عام 2011 ومساع غير موفقة لمسالة اجراء أستفتائين في مقاطعة كيوبيك الكندية بشان الاستقلال في عامي 1980 و 1995 ..
*نتائج الاستفتاء وكيفية التعامل معها :إن أهم خطوة اجراء عملية الاستفتاء هي إسلوب أجرائها والخيارات التي أمام الناخب الكوردستاني وكذلك تلك البيئة السياسية التي تتم العملية في أجوائها لذلك فأن من الاهمية بمكان هو أدراج الخيارات وكتابتها بصورة طبيعية ضمن أستمارات الاستفتاء وعدم الخلط بين اجراء الاستفتاء حول السيادة القومية وبين الاستفتاء على عودة المناطق الكوردستانية الى الاقليم وكذلك على خلفية النجاح الذي تحققه العملية نتيجة كون الاستمارات أعتيادية وسهولة أنتقاء الخيارات كما أن هناك مسألة أخرى مهمة أيضأ بالنسبة لعملية الاستفتاء وهي الحيلولة دون تنكير البيئة السياسية وتراجع الحماس الجماهيري لانجاح العملية . وبالنسبة للنقطة الاولى والخاصة بالخيارات الواردة على قوائم الاستفتاء فمن الافضل تفعيل كل المساعي منذ الان بأن الهدف من الاستفتاء من أجل السيادة الوطنية والقومية هو أن يكون أستفتاء خاصأ و مستقلأ وعدم خلطه بمسائل أخرى وقد يبذل بعض السياسيين الكوردستانيين المحليين أقصى المساعي ،بهدف الرواج لمسائلهم وأستغلال العملية لأغراض المزايدات السياسية الحزبية ،محاولة تعقيد العملية أو خلطها بمسائل جانبية ولأغراض مختلفة ما يؤكد أيجابية نتائجها كلما كانت العملية أعتيادية ومستقلة وبالتالي الاستثمار فيها وجمع المكتسبات بشأنها ،أما بالنسبة للنقطة الثانية حيث تحاول بعض الاطراف السياسية ومنذ الان تعقيد البيئة السياسية أو تقليل نسب مشاركة الناخبين فيها بوسائل مختلفة وكما يدعو اليها أمير الجماعة الاسلامية بأن الارضية الان غير ملائمة لاجرائه ما يفرض منذ الان تنفيذ حملة نوعية شاملة حول مسألة الاستفتاء وأساليبه ومن ثم كيفية التعامل مع نتائجه والأهم من ذلك هو أن يدرك أبناء كوردستان حقيقة أن الارضية المعقدة والتحولات الكبرى إنما تهيئ الارضية المناسبة لأجراء عملية الاستفتاء للسيادة القومية وبالعكس فأن أية قومية أو أمة لم تتمكن من تهيئة الارضية لأجراء مثل هذه العملية ما لم تهيئ لها تحولات أو أحداث أو حرب كبرى الارضية المناسبة .
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
....ومواضيع عن الاستفتاء والسيادة القومية :
*وفيها أن سيادة الدولة (بمعناها الهوبزي )أو في أطار أتفاق ويستيفاليا لتعريف سيادة الدولة كانت في الاساس عبارة عن أنه (ليس من حق أية دولة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى ،ما حدا بأكثرية الدول للجؤ الى اجراء الاستفتاء لتحقيق سيادتها الوطنية أو القومية في أطار دولة مستقلة ...وقد بدات عملية الاستفتاء لأول مرة في ولاية ماساشوسيتس الامريكية حول الاستقلال وقد شهدت مراحل عدة وأساليب متنوعة وجرت في معظمها إبان حدوث تغيرات كبرى في العالم مثل ثورة عام 1848 والتي تعتبر وتسمى (ربيع الامم الاوربية ) وجرت هناك على مدى (1848 ـ 1870 ) أكثر من (40) عملية أستفتاء وأستمرت في طريقها لضمان حقوق الشعوب وكان أخرها أستقلال جنوب السودان في أستفتاء عام 2011
المصدر أختلاف حول السيادة ـخريطة الاستفتاء حول تكرار تقاسم السيادة في مختلف العصور ـ بقلم ميكاجيرمان وفيرناندو ميندز من جامعة زيوريخ
*الاستفتاء كوسيلة لأضفاء الشرعية الى اعادة صياغة الحدود وهو بحث يتحث عن (6) أنواع من الاستفتاء والمصدر بحث بعنوان السيادة إبان مختلف الازمات من جامعة زيريخ
* جنوب السودان وجعل المساومة على الاستقلال خطأ أحمر المصدر Referendum learning from sudans 2011
بقلم Jon Temin and Lawrence woocher
*أستقلال كتلونيا يخدم المصالح الاوربية المشتركة والمتوقع في هذا الموضوع أن تكون كتلونيا المستقلة سببأ لتطوير وتقدم ما يسمى ـ مسار البحر الابيض المتوسط ـوالذي تسببت الاجندات السياسية في مسح هذا المشروع البنيوي المهم من الاجندة الاسبانية ما تسبب في تعطل أقتصاد البلاد ...
المصدر
Catalonias independence will streng then the European union and spain
بقلم Oriol Martinez

Top