الشعبوي والأرهابي ...نقاط التشابه والأختلاف بينهما
وكما أن هناك رأيأ صريحأ في العالم الاسلامي لا يسمى أعمال القتل الجماعي والممارسات الوحشية للأحزاب والمنظمات الاسلامية المتطرفة ولا يصفها بأعما لأرهابية وأنه مازال حتى يومنا هذا ،وعلى مستوى العالم الاسلامي ،أشكالية كبيرة حول تعريف الارهابي ،فأن هناك في العالم الغربي ،وبذات الاسلوب ،وكذلك في عموم المجتعات الديمقراطية ،أشكالية كبيرة حول تعريف (الشعبوي) مع وجود العشرات بل المئات من التعريفات المتنوعة للتعريف على هذه الظاهرة (الشعبوي )بل وأكثر من ذلك ،وكما أن هناك توجهات بينة في العالم الاسلامي والتي تشيد بالاعمال الانتحارية للمنظمات والأحزاب الانسانية المتطرفة ،فأن هناك في العالم الغربي وفي عموم المجتمعات الديمقراطية ،توجهات بينة في أن التصرفات الشعبوية لا تعتبر بالنسبة اليها ممارسات ضد الديمقراطية ،كما أن البيئه الديمقراطية ذاتها تسمح بتطور الفكر الشعبوي والارهابي بسهولة ،وكما أصبحت البيئة السياسية لأقليم كوردستان اليوم بيئة مناسبة لتطور ذلك الفكر ،كما أن حكومة أقليم كوردستان لا تتمكن ليس من وضع حد لها فحسب ،بل أن البيئة السياسية في الاقليم هي التي تساعد على نماء تلكما الفكرتين بكل سهولة ..لذلك نجد اليوم أن التوجهات المشتركةعلى مستوى عموم الاكاديميين والمفكرين السياسيين هي :أينما وجد المجتمع الديمقراطي ،نجد بروز ظاهرة (الشعبوية )ومحاولة لأرتكاب جرائم أرهابية ،والأسوء من ذلك أن لكلما الظاهرتين قد أصبحتا بالنسبة للمواطن الغربي سببأ في أنقسام المجتمع الغربي فيما بينه وتفككه ،بل ان قسمأ من المواطنين الغربيين أنفسهم يصبحون أعضاء في الأحزاب الشعبوية المختلفة ما يؤدي بنا الى نقطة أخرى مشتركة بين الظاهرتين وهي :أنه ،وكما أن التنظمات أو المجموعات ألا سلامية الارهابية هي ليست حزبأ أو تنظيمأ أو مرجعأ واحدأ ،كذلك الحال بالنسبة لظاهرة (الشعبوية) فهي ليست مختصة بافكر اليساري أو اليميني أو بشخص معين يسعى للادلاء الخطاب الاستفزازي الشديد بل هي ظاهرة ضمت اليسارو اليمين وأصبحت اليوم تهديدأ جديأ على الغرب .
ونقطة أخرى مشتركة بين الشعبوية والأرهابية هي أنهما تعاديان النظام الليبرالي الديمقراطي ،فعلى سبيل المثال نجد أن المجموعات الاسلامية المتشددة في الغرب أنما تستخدم البيئة الليبرالية الديمقراطية لأسقاط الانظمة الليبرالية الديمقراطية .كما أن تلك التنظيمات الاسلامية التي تغدو البنى التحتية ومصدرأ رئيسأ للأيرادات وأرسال الاسلحة الى التنظيمات الارهابية ،لها وجودها العلني في الدول الديمقراطية الغربية وعلى مستوى العالم أجمع ، وترفض صراحة ومن خلال مظاهراتها وخطابها الاستفزازي وعلى الساحة الغربية ،ترفض الديمقراطية وتدعو لتنفيذ الشريعة ،وبذات الاسلوب بالنسبة للشعبوي وأيأ كانت أيديولوجيته ،أو أن من يتبع الشعبوية اليسارية يدعو الى إزالة الديمقراطية بذريعة أنتقاد الديمقراطية الراسمالية والاقتصادية ،وذات الحل بالنسبة للشعبوي اليميني الذي يخرق عموم أسس حقوق الانسان والليبرالية ويعادي المسلمين وذوي البشرة السوداء وكما تعادي الاحزاب والقادة الشعوبيون اليمينيون في أوربا وأمريكيا صراحة مجئ اللاجئين الى بلدانهم ......إن بدايات ظهور الارهاب تعود الى السلفيين الذين يزرعون بذور الفكر الارهابي أنطلاقأ من المساجد ،ويرفضون أي حزب سياسي ويعلنون بأنهم لا يؤمنون بأي حزب سياسي ويعزفون عن كل مباهج الحياة ويطلقون لحاهم أظهارأ منهم بأنهم لا يتدخلون في أي شئ غير عبادة الله . ولا يفتون على السيئات المخالفة للشرع ،ألا أنه ،وبمجرد نماء بذور الافكار المتطرفة والتفاف الجماهير حولهم فأنهم أبتداء ينطلقون من محراب الجوامع ويعلنون التطرف ليتوجهوا بعدها الى الشوارع ومن ثم يتوجهون لتنفيذ أعمال أرهابية ،وكذلك الحال بالنسبة للحزب أو الزعيم الشعبوي الذي يطرح نفسه في البداية كمنقذ للمجتمع ويساند ملاحظات وأنتقادات الكتاب والمثقفين والصحفيين أزاء الظواهر السلبية داخل المجتمع ويبدأ بجمع الفقراء والمهمشين حول نفسه ويقدم على تقليل معاداته وبشدة بين النخبة في السلطة الى معاداة النظام الديمقراطي ،وما لم يكن الزعيم الشعبوي يمتلك حزبا سياسيأ معينا ،فأنه يتخذ من ساحات المدن والندوات والأجتماعات المدنية مدرسة لأنتاج العنف والتطرف للنظام الديمقراطي وإذا ما تجسدت ظاهرة الشعوبوية في حزب ما ،فأن ذلك الحزب سيصبح معسكر ألتدريب وتأهيل كوادر ذلك الحزب الشعبوي ويتم فيه تدريب وتاهيل الكوادر ،وعلى غرار ممارسات تنظيم القاعدة في تدريب قادة الاحزاب الاسلامية المتطرفة حول كيفية صنع جميع القنابل الانتحارية وتفجيرها بدون رحمة في المناطق الاهلة بالسكان ،تدربيهم على كيفية أنتاج الشتائم والأستهانه بالرموز القومية والمؤسسات الشرعية والمنتخبة للدولة ،ويكون هذا الاسلوب من التدريب من قبل الحزب الشعبوي بصورة ملفتة للنظر ويستمع اليه الناس ويرد دونه ويهدف من وراء ذلك ،وعلى غرار أهداف تنظيم القاعدة ،الذي يصنع القنابل الانتحارية من مواد أعتيادية بهدف إثارة عدم الاستقرار والفوضى والخوف والقلق في البلاد نحو أسقاط النظام الديمقراطي ،وذلك الحال بالنسبة للتنظيمات الشعبوية في أنتاج الشتائم والأهانات كي تجعل منها قنبلة تستخدمها في تشويه الثقة بين الناس وبين الدولة وبناء وتفشي الهيمنة والفوضى داخل المجتمع وانشاء رأي عام معاد للنظلم السياسي .
*الشعبوي والأرهابي يجمعهما التطرف وليس الأيديولوجيا :أثناء المظاهرات التي حدثت في أكتوبر من العام الماضي حيث كان يتم حرق مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني أمام عدسات الاعلام كان بعض مسؤولي حركة (كوران )يصرحون من على شاشات التلفزة "ولماذا يضايق الديمقراطي الكوردستاني نفسه ،فأينما قامت المظاهرات يحدث العنف والتطرف ،فقد أقيمت المظاهرات في لندن قبل فترة وقام المتظاهرون بأحراق السيارات ودون أن يعترض أحد عليهم "ولو أمعنا النظر في تصريحات ذلك الكادر من حركة كوران ،لشعرنا بأنهم يسعون للتبرؤ عن حرق المقرات ،بل وأكثر من ذلك لو تم تثبيت أن كوادر الحركة هم الذين نفذوا تلك الاعمال التخريبية ،وأعادة بيعها علينا في أطار ظاهرة اعتيادية جدأ للمجتمع الديمقراطي !!فأن حركة كوران تنوي بصورة واضحة أفهام الناس ،في مسعى شديد بأن أعمال التخريب وحرق المقرات عرف من عادات المجتمع الديمقراطي ولو قارنا بين موقف (كوران) هذا وبين التصريحات التي أطلقها تنظيم داعش في مجلة (دابق) ومبرته لأستعباد أو أسترقاق الفتيلت الايزديات وأهانتهن ،ويبين أن ذلك مسموح به في الاسلام بنص قراني وأن على المسلم أن يؤمن بأسترقاقهن وأستعبادهن ،لو جدنا أن لا خلاف بين وجهتي النظر تلكما ،أو ليس في كليها لجوء أو الألتجاء للأسلام والديمقراطية ؟ وأذا كانت تصرفات داعش هي الأسلام فأن ادعاءات (كوران ) عندها ستكون هي الديمقراطية ،إلا أن المسلمين ،وأينما كانوا على وجه البسيطة ،شرط ألايكونوا هم جزءأ من فكر داعش، هل يتمكنون وجدانيأ من القول أن ما يقدم عليه داعش هو الاسلام وكذلك الحال بالنسبة للكورد والديمقراطيين ،وأينما كانوا في هذا العالم ،شرط ألا يكونوا أعضاء في تلك الحركة (كوران) هل يجرؤن على القول ،وهم أمام مناظر الحرق والتدمير ،بأن هذه هي الديمقراطية ؟ هنا لو توقفنا أمام أسلوب تأييد تصرفات القاعدة وداعش والأحزاب الاسلامية المتطرفة في المجتمع الاسلامي أو الديمقراطي وتساءلنا :ترى من هم الذين يؤيدون تصرفات داعش في المجتمع الاسلامي أويؤيدون التخريب والحرق في المجتمع الديمقراطي ،وقد توصلت الاوساط الفكرية و ذلك الى قناعة بأن هناك على مستوى العالم أناسأ يساندون الاعمال التخريبية لداعش والقاعدة كما أن هناك أناسأ يساندون الممارسات المتشددة والتخريبية للشعبويين أي أنه من يؤيد ألاعمال الارهابية للاحزاب والتنظيمات الاسلامية أو الأعمال التخريبية والمتطرفة للشعبويين لا علاقة لهم بأيديولوجية أو أسلوب تفكير هذا الحزب أو ذلك الزعيم ،بل يتعلق بمدى تسبب تلك الاعمال أو الممارسات في حدوث الفوضى وعدم الاستقرار وسقوط النظام الديمقراطي ،وليس شرطا أن يؤيد أي مسلم الاعمال الارهابية للقاعدة أو داعش أو أي حزب أو تنظيم أخر ويطمح بأن يكون أرهابيأ أو يفجر نفسه ،بل عليه أن يبين في سياق ذلك ،معاداته للنظام السياسي في تلك الدولة ما يؤدي به لأيراد المبررات لأعمالهم وممارساتهم فعلى سبيل المثال :قد يكون هناك كثيرون يكرهون أنظمتهم في دول الخليج أو الدول الاسلامية ويبدون فرحتهم بعد أي عمل أرهابي ينفذه داعش أو القاعدة ،بشجب حكوماتهم ويعيدون تلك الممارسات الى نواقص حكوماتهم وسلبياتهم وكذلك الحال بالنسبة للعملية الارهابية التي أستهدفت مجلة شارل بيدو في باريس وتفجيرات نهاية العام في العاصمة الفرنسية ،إذ يتبين لنا أن الاحزاب والزعماء الشعبويين يساندون تلك الاعمال الارهابية بصورة مباشرة بل يتخنونها وسيلة لزيادة الفوضى في الاوضاع فعلى سبيل المثال وجدنا أن الشعبويين اليمينيين في عموم الدول الاوربية الغربية قد أستغلوا هذه الظاهرة وأبدوا معاداتهم العلنية ، بعد تلك الاحداث مباشرة ،ضد الاجانب أو المهاجرين وقد أنتقلت هذه الظاهرة الى الولايات المتحدة أيضأ ،ولها الأن أنعكاساتها الكاملة في الحملات الانتخابية للرئاسة الامريكية وبالمقابل فأن الشعبويين الاخرين لم يقدموا على خلاف أولئك ،على مساندة حكومتهم ومحاولة تهدئه الاوضاع وبالتالي يقوم هؤلاء أيضأ بأستغلال الوضع وبدأ واعلى ذات المنوال بتنظيم المظاهرات والتعبير عن الأحتجاج ومساندة قدوم اللاجئين ،وهي حالة أستجدت في المانيا بكل وضوع خلال الشهرين الاخرين وبالأخص عنما توجهت موجة اللاجئين السوريين الى ألمانيا وقد شاهدنا جميعأ ومن على شاشات التلفزة ،نوعين من المظاهرات في وقت واحد وتمكنت الشرطة الالمانية فقط من الحيلولة دون الأختلاط بين المظاهرتين وكان من شأنهما في حالة عدم السيطرة عليهما التسبب في سفك الدماء على شوارع ألمانيا .
*الفضاء العام وال (ماسميديا ) المحل المناسب للشعبوية والأرهاب :إن ما ينفذه الشعبوي والأرهابي ،فأن الهدف منه هو أرسال رسالة ويعتبر الفضاء العام المكان الامثل لأيصالها للناس أجمع وبمافيها الشبكات الاجتماعية ،ويتخذ بذلك جميع نشاطات الشعبوي نوعأ من العمل الدعائي :أي
“Propaganda of the deed”
والذي يهدف أيصال رسائله عبرو سائل الأعلام الاخرى أكثر من أيصالها عبرو سائله الأعلامية ،فعلى سبيل المثال :عندما ينفذ الارهابيون عملأ أرهابيا أنما يدفون الى تنفيذه في محل أو منطقة مزدحمة والتسبب في وقوع أكبر عدد من الضحايا والأضرار ،كي يكون العنوان الرئيس لجميع وسائل الأعلام العالمية وعندما ينوي الشعبوي أستغلال ظاهرة سلبية في المجتمع إنما يحاول أستخدام أساليب مدئية وديمقراطية في ذلك بغية أيجاد فوضى وأزدحام شديد وسط المدينة أو مركز مهم فيها وبالتالي تغير وجهة المظاهرة نحو التخريب والحرق وهي الأن ظاهرة معروفة وسائدة في العالم لمعاداة الديمقراطية ،وقد عرفتنا حركة كوران ،وبصورة مدهشة ،على هذه الظاهرة في أقليم كوردستان ،وبالتالي يقدم كوادر هذه الحركة على حرق أطارات السيارات ومهاجمة مقرات الشرطة والجهات المسؤولة عن تهدئة المدينة وذلك بهدف أيقاع أكبر الأضرار نتيجة أعمالهم تلك وأثارة المصادمة بين الشرطة وبين الناس ،إلا أن ما يلفت النظر في هذه الحالة هو أن الحزب الشعبوي يستخدم أقل قدر من وسائله الاعلامية فعلى سبيل المثال :فقد قامت حركة كوران أبان مظاهرات شهر أكتوبر الماضي والى أن تم تحويل تنظيم المظاهرات وتحول توجيه مسارها الى مهاجمة مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ،فقد أستهدفت كوران وكل مساعيها وعن طريق قناة(K.N.N )الى حث المظاهرين وتهيئة الارضية المناسبة لتشويه الوضع ،وقد شاهدنا عندها بأن شاشة قناة (K.N.N).لم تكن أي منظر بينما كانت شاشات التلفزة الكوردستانية الاخرى تنقل بنقل مناظر اندلاع النيران والحرائق بصورة مباشرة .والجلي أن الارهابيين يوجهون ذات الرسائل عبر أعمالهم الارهابية فالمهم بالنسبة اليهم أن يتحول ذلك الى حدث كبير يشغل الفضاء العام و وسائل الاعلام ،وحتى أن الحدث الارهابي ذلك عندما يتحول الى حدث كبير ،عندها فقط تعلن تلك التنظيمات الارهابية عنه وتعتبر نفسها هي صاحبة الحدث وذات الشئ يقوم به الشعبوي في أغلت الحالات ،وعلى سبيل المثال وجدنا ،عندما تم تحويل وجهة مظاهرات 17 شباط 2011 الى مهاجمة مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني في السليمانية فقد وصف المنسق العام لحركة كوران ـ نوشيروان مصطفى بداية تلك الحالة بانها عمل تخريبي وفوضوي ولكن عندما تبين له بعد ذلك أن مساعيه قد نجحت فقد أعلن نفسه صاحب المظاهرة وأصاب حياة الناس وجهودهم المعيشية في منطقتي السليمانية وكه رميان لمدة زادت عن (100) يوم بالشلل ،وهو ذات الأسلوب الذي يصح بالنسبة لجميع الشعبويين في العالم ،،ابتداء من أمريكا اللاتينية وحتى الفلبين وقد جربوا بالفعل مثل هذا الأسلوب ..إن ما يؤدي الى وضع المعضلات والعراقيل أمام الديمقراطية الليبرالية هو :هل أن بأمكان الانظمة الديمقراطية التخلي عن الأعلام الحر والشبكات الاجتماعية ومظاهرات الفضاء العام؟بالطبع كلا ،وهو ذات النفي الذي يصبح بمثابة (أوكسجين الشعبوية والارهاب ) ويكون من الصعوبة بمكان في المجتمع الديمقراطي ،منع الارهاب وظاهرة (الشعبوية )
*أقليم كوردستان في خضم معضلة الارهابيين وظاهرة الشعبوية :
قد يكون أقليم كوردستان المنطقة الوحيدة ذات نظام ديمقراطي في العالم ،وتحيطها (4) معضلات مخيفة ومضطرة للتعامل معها جميعا وهي
1ـ حرب أرهابييي داعش المباشرة وعلى طول أكثر من 1000 كم .
2ـ وجود بيئة سياسية مناسبة لللنماء المستمر للفكر الاسلامي المتطرف .
3ـ ظهور قادة وأحزاب شعبوية متنوعة من يسارية وأسلامية
4ـ تسلط وهيمنة السياسة الشعبوية في وسائل الاعلام والفضاء العام ضد مؤسسات الدولة .
ومقابل بل تلك المعضلات الاربع ،ربما كانت حكومة أقليم كوردستان أقل حكومات العالم خبرة وأمكانيات في كيفية التعامل معها فعلى سبيل المثال :نجد في مسالة المواجهة العسكرية أن قوات بيشمه ركة كوردستان تحارب ضد تنظيم داعش ،ولو قارنا بين قوات البيشمه ركة وبين جيوش الدول ال (67) الاخرى في التحالف الدولي ضد داعش ،فأن البيشمه ركة هي أقلها أمكانية عسكرية وحققت مع ذلك كل الانتصارات التي حققتها ...فنحن نتذكر جيدا عندما قرر الرئيس مسعود بارزاني أن تخوض قوات اليبشمه ركة حربأ شاملة ضد داعش (حرب البقاء أو الفناء ) ودخل شخصيأ أوار الحرب ومن الناحية المعنوية قام بتحويل و تغيير أتجاه الحرب وإلا لو أننا قمنا بأجراء مقارنة بين أمكانيات مسلحي داعش العسكرية وخبراتهم مع أمكانيات البيشمه ركة كانت أمكانيات داعش أكبر ،كما أن أمكانيات حكومة أقليم كوردستان في مواجهة داعش لاتزال محدودة إلأ أنها قليلة الخبرة أيضا في التعامل مع الحالات الثلاث الاخرى وأرتبطت بالشكليات القانونية وتفسير أسس ومبادي الديمقراطية وحقوق الانسان أكثر من تأملها في القانون والمبادئ التي من شأنها تحديدها ،وربما يقول البعض حول الانتقادات التي نوجهها لحكومتنا :ترى هل أتخذت أية دولة ديمقراطية خطوة المواجهة تلك المعضلات الثلاث الموجودة بأستمرار في أكثرية الدول الاوربية ؟ونقول ردأ على ذلك :لو كانت أية دولة ديمقراطية في العالم محل أقليم كوردستان في خضم تلك المخاطر لكانت قد أعلنت صراحة :"نحن في حالة حرب "وعندها كانت تتبع أساليب خاصة ،فقد أعلنت فرنسا مثلا في أعقاب التفجيرات الاخيرة في باريس وعلى لسان رئيسها ..فرنسا هي في حالة حرب "ويعني ذلك أن دولة مثل فرنسا وهي عضودائم في مجلس الامن الدولي ،قد أتخذت أساليب خاصة كما قامت دولة أخرى مثل بلجيكا علنا بأغلاق أبواب المساجد فيها لفترة من الزمن ولم تسمح لأئمتها بأداء واجباتهم الدينية ،ولكن نعود ونتساءل :هل أن هذه الخوات ديمقراطية ؟كلا بالطبع ولكنها أتباع لاسالیب خاصة وضرورية لابعاد خطر داهم .هنا لو أمعنا النظر في هذه المعضلة وأبعادها لتمكنا من تحديد عدة نقاط مهمة :
1ـ بالنسبة لتطور ونماء الفكر الاسلامي المتطرف ربما لا نكون مبالغين إذا ما قلنا أن حكومة أقليم كوردستان هي التي تقوم بأستقدام المصادر التي تكون أساسأ ومنطلقأ لنمو الفكر الاسلامي فيتم في معرض أربيل الدولي وبشكل سنوي ،على سبيل المثال ،أفتتاح أكبر معرض للكتب ،والذي يحمل (5ـ 6) ألاف عنوان مختلف ونتساءل ماعدد الكتب التي تخدم الثقافة الديمقراطية أو التي تخدم الفكر الاسلامي المتطرف ؟ وهي تخدم بالتأكيد الفكر المتطرف بنسبة 85 ـ 90 %منها.
2ـ لم تتمكن حكومة أقليم كوردستان منذ أنتخابات عام 2009 من تحقيق أي تحالف لأنشاء الحكومة بحيث تكون فيها حدود تفرق بين المعارضة وبين الحزب الحاكم إلا أن أعلامي الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني قاما في كثير من الحالات بالتعامل ،كمعارضة لأحد هما الاخر .
3ـ هناك في أقليم كوردستان قانون بأسم (قانون الاحزاب السياسية ) إلا أنه لم يتمكن من اعادة تنظيم الاحزاب السياسية في الاقليم كأحزاب سياسية كوردستانية وكأن الحزب هو الدولة .وهي ظاهرة لها وجودها من أعلى حزب الى ادنى وكان ذلك سببأ في أن تكون غير قانونية عندما يقوم حزب سياسي بمساندة سمو الدولة والامثلة كثيرة وهو تصرف أيا كان مصدره يبلغنا بأن هناك ذات التفكير لدى حزب سياسي كوردستاني وكان مستعدأ للتلاعب بالدولة وتهديدها .
4ـ لقد أصبحت وسائل الاعلام الكوردستانية (من مرئية ومسموعة ومكتوبة وأو نلاين ) وعل أختلاف أنتماءاتها الحزبية أوالحرة أفضل مصدر لتزويد الحاقدين وأعداء شعب كوردستان بالمعلومات وأحسن سبب و وسيلة دعاية لتشويه صورة كوردستان ،فعلى سبيل المثال :كان العنوان الرئيس لأحدى الصحف المسماة ب (الاهلية )مؤخرأ وهي صحيفة (أوينه ) (أن تعميق الازمة المالية تسبب في تزايد حالات الهروب في صفوف قوات البيشمه ركة ...هنا لابد من التساؤل :أوليس هذا العنوان بحد ذاته أعطاء أفضل المعلومات لأرهابيي داعش وأعداء كوردستان ؟ما يعني أن للسياسة الشعبوية هيمنتها على جميع مرافق السياسة والاعلام في أقليم كوردستان وأن الهدف من السياسة والعمل الصحفي الان هو فقط عدد المتابعين لها وأعداد قرائها ما يزيد مخاطر حقيقية على مستقبل الاقليم .لذلك بالأمكان هناك الاشارة الى انه ،فضلأ عن أن أقليم كوردستان يمر ألان بأزمة مالية صعبة جد أ ،فأنها قد أصبحت ،ومعها معاناة الناس أفضل وسيلة بأيدي الاحزاب الشعبوية (البوبولستيه )والاعلام الكوردستاني المعادي وبدل أن تكون سببأ في تضامن الحكومة والناس لمواجهة هذه الازمة وتجاوزها ،فقد أصبحت عامل تشويه وبناء عدم الاستقرار في أقليم كوردستان ،وهي حالة ،إن لم تسارع الحكومة لمواجهتها وقطع الطريق أمام تحولها ومعها معاناة الناس والازمة المالية أدوات لخدمة السياسة الشعبوية وتخريب أستقرار الاقليم ،فأن أقليم كوردستان سيقع بالتاكيد في (فخ ظاهرة الشعبوية أوالبوبولستية )وهو مصير يعرف به كل المتابعين ..
ـ متابعة للموضوع ـ
وهناك في سياق هذا الموضوع تنويه الى أن :التاريخ يبلغنا أن البوبوليست المعاصر والارهاب المعاصرهما نتاج السياسات الخاطئة للغرب في محاولتها لأحتواء الكومونيزم وقد أصبحت الظاهرتان في وقتنا الحاضر تهديدا لمستقبل الحرية والديمقراطية الليبرالية..... أن ظاهرتي الشعبوية والارهاب قد أصبحتا نتاجا أحتكاريا للمجتمع الديمقراطي ،فالعالم اليوم جميعا قد توافقت أراؤه حول كون الارهاب تهديدا جديا على الحرية والديمقراطية ،أما بالنسبة للشعبوية (البوبوليست )فمازال السوال يتداول (هل أن هذه الظاهرة تهديد أم تحد للديمقراطية وكيف تواجهها الدول الغربية وترد عليها ؟
ترجمة :دارا صديق نورجان